المحرر موضوع: مار باوي وحزب الله ..أدوار مختلفة لنوايا متشابهة  (زيارة 2442 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل gorguis farouk

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 66
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
مار باوي  وحزب الله ..
أدوار مختلفة لنوايا متشابهة

فرنسا / فاروق كيوركيس 

لقد كان واضحا لابناء شعبنا  الدور الخطير الذي لعبه حزب الله في تخريب وتدمير لبنان بسبب ارتباطه  بايران وسوريا وتنفيذه لاوامر ومخططات هاتين الدولتين ضاربا عرض الحائط شرعية وسيادة الدولة اللبنانية من خلال اقامته لشبه دولة في الجنوب وامتلاكه لميلشيا مسلحة غير خاضعة للسلطة اللبنانية.
وكان امينه العام حسن نصرالله يصرح ويتصرف وكانه رئيس دولة مستقلة او بالاحرى لا يعترف اصلا بالحكومة اللبنانية واراد من خلال رفع شعارات مزيفة باسم المقاومة والتحرير ايهام الشعب اللبناني بانه الحريص الوحيد على وحدة لبنان متناسيا ان هناك رئاسة جمهورية ومجلس وزراء وبرلمان، وخير دليل على صحة ما ذكرناه هو الخراب والدمار الذي حل بلبنان مؤخرا بسبب التصرفات الهوجاء والغير مسؤؤلة لحزب الله .
لقد اخترت لبنان وحزب الله كمقدمة لموضوع الحركة الانشقاقية للاسقف مار باوي لسببين، الاول.. ان شعبنا يتابع باستمرار الاوضاع السياسية اللبنانية ، والثاني .. تشابه النوايا والاهداف بين ما يمارسه حزب الله في لبنان وبين ما يمارسه مار باوي في الكنيسة  .
في البداية لا بد ان نعترف بان موضوع الانشقاق قد اخذ حيزا كبيرا من اهتمامات ابناء شعبنا الذي اذهلته المفاجأة ووضع كنيسة المشرق الاشورية في موقف الحيطة والحذر من الذئاب والدجالين ( أحذروا ألانبياء الدجالين الذين يأتون اليكم لابسين ثياب الحملان ولكنهم من الداخل ذئاب خاطفة ) متى 15:7.. ذلك ان نيافة مار باوي كان يعتبر الابن المدلل للكنيسة  وأمنته على ممتلكاتها واموالها واموال الرعية ، ونحن هنا لسنا بصدد اسداء النصيحة للاسقف مار باوي او الى الذين يقفون وراءه للعودة الى جادة الصواب لانهم يدركون تماما الدور الخطير واللامسؤل الذي اختاروه لانفسهم  وخططوا له بعناية ، ولكننا بصدد تسليط الضوء على بعض النقاط التي نأمل ان يطلع عليها البعض من ابناء شعبنا الذين تم استغلال عواطفهم وحبهم لوحدة  هذا الامة قوميا و كنسيا من خلال الاجهزة الاعلامية والندوات والتجمعات  السياسية للحركة الديمقراطية الاشورية التي قامت بالترويج وتصوير المحاولة الانشقاقية على انها محاولة وحدوية .
1 ــ الضوابط  والفوضى :
ان كل انسان عاقل في هذا العالم سوف يتفق معنا  بلا شك على أمر بديهي جدا ومعلوم وهو ان لكل شئ ضوابط واحكام ، وبدون هذه الضوابط والاحكام يصبح من المستحيل ان تدور عجلة الحياة وسوف يتحول العالم الى فوضى عارمة ..  فنحن عندما كنا صغارا فأن أية لعبة بسيطة كنا نلعبها كانت لها ضوابط ، والان فان  الحياة اليومية للانسان لها ضوابط ، فعندما نقود سياراتنا في الشوارع والطرق فان هناك قوانين  تنظم عملية المرور ، فمثلا لا يجوز تجاوز السرعة المحددة او لا يجوز المرور من هذا الطريق والخ ..
وهنالك اماكن ندخلها لا يسمح بالتدخين  فيها .. والعاملون في المستشفيات او في الشرطة والجيش لديهم ازياء يتوجب ارتدائها اثناء الخدمة.. وهذا العالم والفضاء والشمس والقمر والكواكب والنجوم محكوم بقوانين الجاذبية والطرد المركزي ولكل كوكب مدار يدور فيه .. ولكل دولة من دول العالم نظام ودستور يحترمه الشعب ويلتزم به ..وتتكون الدولة من وزارات ومؤسسات عدة لكل منها لوائح وانظمة خاصة بها  ويوجد فيها تسلسل هرمي يبداء بالرأس وينتهي بالقاعدة.
فعلى سبيل المثال لا الحصر ، لو نظرنا الى احدى المؤسسات فسنجد فيها الرئيس والسكرتير ورؤساء الشعب والاقسام ثم الشعب والاقسام ثم الموظفين والعمال والخ ، ولذلك فان كل هذه اللوائح والانظمة والقوانين والتسلسلات الهرمية عندما جرى وضعها فانها وضعت من اجل احترامها والالتزام بها بغية تسيير اعمالها ولتحقيق اهدافها المنشودة .. وهكذا الحال ايضا مع الكنيسة يوجد فيها تسلسل هرمي ( وقد رتب الله في الكنيسة اشخاصا مخصوصين :
اولا الرسل ، ثانيا: ألانبياء ، ثالثا: المعلمين ، وبعد ذلك اصحاب المواهب المعجزية ....... الخ )
الرسالة الاولى لبولس الرسول الى مؤمني كورنتوس 28:12 ان هذا  التنظيم الهرمي قد سارت عليه الكنيسة منذ تاسيسها في القرون الاولى وجرى احترامه منذ ذلك الحين الى يومنا هذا بحيث كان ولا يزال من الامور المقدسة وعليه فأن الخروج او عدم اطاعة مقررات رأس الهرم أي الرئاسة الشرعية للكنيسة ( السنهادوس ) سوف يعتبر انتهاكا للايمان المسيحي وسوف يندرج ضمن الاعمال الفوضوية والتخريبية كما هو الحال مع  محاولة نيافة الاسقف مار باوي ، ولكن لا بد لنا ان  نشير هنا الى ان نيافته كان بأمكانه ان يجنب نفسه وان يجنب الكنيسة هذه المعمعة وهذه الفوضى من خلال تقديم استقالته من كنيسة المشرق الاشورية بأحترام ولياقة وبعدها  كان سيصبح حرا يمكنه الالتحاق والانضمام الى
أي كنيسة يرغبها ويحقق الوحدة الكنسية المزعومة.
2 ــ مار باوي يغرد خارج السرب : (من ثمارهم تعرفونهم) متى16:7
عندما تمرد مار باوي على سلطة الكنيسة من خلال عدم احترامه لمقررات المجمع السنهاديقي، فانه بذلك قد اختار اتجاها معاكسا لاتجاه الكنيسة والجموع الاشورية المنضوية تحت لواءها وبمعنى أخر فانه أختار السباحة ضد التيار أي انه وجد نفسه وحيدا مع الفصيل السياسي الذي يسانده لذلك فهو الان يشعر بالحرج والضيق ولسان حاله يلوم ويعاتب جميع
الاساقفة والمطارنة من الكنائس الاخري الذين لم يلتحقوا بركبه .. بينما لسان حال الاساقفة والمطارنة يرد  عليه بالقول  : وهل انت  الوحيد الحريص على وحدة الكنيسة ! وذلك امر طبيعي فجميع المطارنة والاساقفة في كنائسنا يدركون تماما مسؤلياتهم تجاه الوحدة الحقيقية التي يحلم بها شعبنا في كل انحاء العالم ولكنهم بأي حال من الاحوال لا يفرطون بارتباطهم بكنيستهم ولا باليمين والقسم الذي ادوه امام الرب.. ان كل مطران او اسقف من خلال عمله وخدمته لكنيسة الرب بصدق وبنوايا صافية لا بد وان يشهد له بذلك رؤسائه وكذلك العاملين معه ليكون بالتالي مؤهلا ليتبوء درجة اعلى في الكهنوت ،  ان القانون الجديد الذي اكتشفه نيافة الاسقف مار باوي  بأن يعطي لنفسه صلاحيات تفوق صلاحيات اعلى سلطة في الكنيسة ليقوم فيما بعد بالاستحواذ على اموال وممتلكات الكنيسة ، هو قانون خطير يتوجب استنكاره وشجبه ومحاربته ،فأذا كان القانون المدني الخاص بنقل الملكية يستند الى بعض الاوراق او المستندات التي تحررها الكنيسة لغرض تسيير شؤون ممتلكاتها وتضعها من باب الثقة بيد هذا المطران او ذاك الاسقف ....
أقول اذا كان احد الاساقفة قد خان الامانة  وتمكن قانونيا (مدنيا) ان يستولي على املاك واموال الكنيسة وابنائها الذين اقتصدوا من افواه ابنائهم لبناء تلك الكنائس  فان قانون الرب والمسؤولية الاخلاقية تحتم على جميع  رجال الدين في جميع
الكنائس ان تند د   وتستنكر هذه التصرفات اللامسؤولة من انشقاق  وتخريب وسرقة .
3 ــ الاصلاحات في الكنيسة :
كثيرا ما نسمع بان هيئة الامم المتحدة بحاجة الى اصلاحات في هياكلها  وان حلف شمال الاطلسي يبحث عن اصلاحات واضافة دول جديدة وكذلك الاتحاد الاوربي يحاول تطوير هذا الاتحاد ليكون افضل واغلب دول العالم من امريكا الى اوروبا واسيا تقوم بعمليات اصلاحية في الجيش والوزارات والبنوك والمؤسسات المختلفة من اجل تطويرها نحو الافضل والاحسن ، ان ما نريد قوله هنا.. اذا كانت كل تلك التي ذكرناها تؤمن بالاصلاح وان عمرها لا يتجاوز المئة والمئتي سنة ، فان مؤسسة مثل الكنيسة عمرها الفي سنة لا بد وان تكون اول المؤمنين بالاصلاح  ،وان رئاسة الكنيسة تؤمن بضرورة الاصلاح وتطوير الكنيسة مع ضرورة المحافظة على جوهرها وايمانها المسيحي ..ولكن  ما معنى الاصلاحات في الكنيسة؟
(يقال ان احد السلاطين العثمانيين اراد اصلاح الجيش فقام بتغيير عمامة الجندي بالطربوش او بالعكس ، على ما اذكر ) .. فتصور ايها القارئ كيفية اصلاح الجيش ، ولو عدنا للكنيسة فاننا ولحد هذه اللحظة لم نفهم شيئا عن الاصلاحات التي يروم نيافة مار باوي وانصاره القيام بها من أجل تطوير الكنيسة ، ولكن لا بد لنا ان  نؤكد لهؤلاء ان الاصلاح لا يكون بالحاق كنيسة المشرق بكنيسة اخرى.
والاصلاح لا يكون باختصار زمن القداس ، ولا بتغيير لغة القداس ولا بتغيير طقوس الكنيسة ( التي ترمز الى شموخ وعظمة الكنيسة ) والاهم من كل ذلك نقول ان الاصلاح لا يكون بأنقلاب ( عسكري) على الرئاسة الشرعية للكنيسة ... لان الاصلاح الذي نفهمه ونتمناه للكنيسة هو الاصلاح القائم على الولاء والاخلاص للكنيسة.. هو الاصلاح الذي يشمل كل اعضائها و جميع هياكلها من اجل تقويتها لخدمة كلمة الرب ، وكما قلنا ان الاصلاح لا يكون باطلاق صرخة هنا او هناك وانما يكون بتقديم اطروحات ودراسات من قبل اصحاب الاختصاص والخبرة وعقد الاجتماعات والندوات وغيرها ..
ان الظروف الصعبة التي يمر بها شعبنا بسبب الهجرة وانتشاره في جميع انحاء العالم يعتبر من اصعب ما تواجهه الكنيسة من  مهام  ذلك ان الكنيسة اليوم منهمكة بكيفية الحفاظ  والتواصل مع ابنائها ، ان ذلك يتطلب جهود كبيرة وامكانيات مالية ضخمة.
وعليه فان الحديث عن الاصلاح ربما يكون سابق لاوانه الان مع ايماننا بانه لو تمكنت الكنيسة من اجراء بعض الاصلاحات الجوهرية في الوقت الراهن فان ذلك بالتاكيد  سيكون  محل ارتياحنا جميعا ، ومن المهم ان نعترف هنا جميعا بوجود سلبيات في مختلف الكنائس وعلينا ان  نعمل بهمة واخلاص للقضاء عليها مثلما ذكرنا سابقا وسأورد مثالا بسيطا لاحدى هذه السلبيات في كنيسة اخرى لكي لا يعتقد نيافة الاسقف مار باوي ان السلبيات مقتصرة على كنيسة المشرق.
والسلبية التي انا بصددها هي تعليم المؤمنين القداس ( بالسورث) ولكن بلغة عربية او اجنبية ( لاحظوا المرفقات ) اننا في الوقت الذي نعتبر هذا تجني على لغتنا واهمالا في تعليمها فاننا نعتقد ان ضعف الامكانيات وعدم امتلاكنا للمؤسسات التعليمية هو وراء هذه النقطة السلبية والحل هنا يكون بتشخيص هذه االسلبيات وايجاد الحلول المناسبة لها بغية تلافيها ، لا ان يكون الحل للسلبيات بالانشقاق والهاء الكنيسة بفتنة طائفية وبلبلة ومحاكم،و هنالك نقطة اساسية نعتقد انها مهمة جدا وهي ان الاصلاح لا بد وان يكون وان يقوم بالتنسيق مع جميع كنائس المشرق طالما اننا مؤمنين اننا كنيسة واحدة ، لانه بخلاف ذلك سوف تتسع الهوة بين الكنائس  في الوقت الذي يعمل المؤمنون والمخلصون من اجل لم شملها ووحدتها وحدة حقيقية ، لا تلك الوحدة المزيفة المزعومة.

4 ــ الوحدة المزعومة ..شعار لم يعد صالحا  لاغتيال الوحدة باسم الوحدة  :
( ليس كل من يقول لي يارب يارب يدخل ملكوت السموات ) متى 21:7 . سوف لن افسر ما يقوله السيد المسيح له المجد ، لانكم جميعا تفهمون مغزاه وتفسيره ، ولكن اقول  لكم ان رفع شعارات الوحدة  والاتحاد والتشدق بها قد اضحت لعبة مكشوفة سوف لن تنطلي على احد وهي تشبه الى حد ما المتاجرة ببضاعة فاسدة نفذ تاريخ صلاحيتها للاستعمال ، والا بماذا نفسر  محاولات دعاة الوحدة التي لم تجني منها الكنيسة سوى الانشقاق والتخريب ، وبعد مرور كل هذه الفترة نسأل ونقول ..
اين اصبحت الوحدة المنشودة والموعودة ، نحن واثقون من ان  تلك الوحدة لم تستند على أي اسس حقيقية وواقعية بقدر ما كانت مجرد مؤامرة حاول منفذوها لوي ذراع الكنيسة لانها رفضت السير في الفلك المعد لها ، لذلك لم يكن غريبا علينا ان نجد المحاولة الانشقاقية والتخريبية وقد منيت بالفشل الذريع بهذه السرعة ، وبالاحرى انها حملت معها سر فشلها منذ اللحظة الاولى لقيامها لانها  ( وكل من يسمع اقوالي هذه  ولا يعمل بها يشبه برجل جاهل بنى بيته على الرمل ، فنزل المطر وجاءت الانهار وهبت الرياح وصدمت ذلك البيت فسقط ، وكان سقوطه عظيما ) متى 26:7ز
ان الوحدة الحقيقية ليست مجرد اقوال وشعارات  ، الوحدة ليست بكسب المئات من المؤيدين وخسارة الالوف من رعايا الكنيسة ، الوحدة ليست بالخروج من الرئاسة الشرعية للكنيسة والوحدة ليست باقامة كنيسة كلدواشورية جديدة  ، والوحدة لا تكون بسرقة حجر الزاوية من هذه الكنيسة لوضعه في كنيسة اخرى، والوحدة لا تكون بالتنكر لدماء الالاف من لشهداء الذين ضحوا بارواحهم من اجل كنيسة الرب.
والاهم من كل ذلك هو ان هذه الوحدة قد جرى الاعداد لها  بدون علم الكنيسة  وبمساندة الحركة الديمقراطية الاشورية ( في الوقت الذي كان يفترض بالحركة ان ينصب اهتمامها على موضوع الحقوق القومية لشعبنا ) وعليه فان مثل هذه الوحدة لا يمكن ان تكون الا مؤامرة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ..( الحق  الحق اقول لكم : من لا يدخل حظيرة الخراف من الباب ، بل يصعد عليها من مكان اخر ، فهو سارق ولص ) يوخنا 10:1 .. لانها لو لم تكن كذلك.
ولو لم تكن محاولة لاغتيال الوحدة لكان نيافته واتباعه ( برغم استفسارنا مرارا) قد اتحفونا ووضحوا  وشرحوا لنا ولكل ابناء شعبنا شيئا يسيرا عن هذه الوحدة ومستقبلها ومصيرها ، ومثلما ذكرت فان نيافة مارباوي لم يذكر لنا اسماء المطارنة والاساقفة الذين انضموا الى انقلابه من الكنائس الاخرى ولم يذكر لنا  عدد الذين انضموا الى ركبه باستثناء مساندي زوعا واقاربه .. لهذا كله ولاسباب اخرى نحن متيقنين تماما ان  النفق الذي يسير فيه نيافة الاسقف مار باوي ومعه الحركة هو نفق مظلم لا يؤدي الى الوحدة الحقيقية .

5 ــ الوحدة الحقيقية التي نريدها :
عندما كان يسوع المسيح له المجد يصلي  من اجل تلاميذه قال .. ( وانا ذاهب اليك ايها الاب القدوس ، احفظهم باسمك الذي اعطيتني ، حتى يكونوا واحدا مثلما  أنت وانا واحد ) ..في المقدمة لا بد ان نؤكد على ضرورة التمييز بين الذين يرفعون  الشعارات الوحدوية الغامضة الملغومة بالتأمر والعمالة والمصالح الشخصية والتي غالبا ما يجري اختيار منفذيها ممن يجيدون فن الكلام المعسول الذي يدغدغ مشاعر ابناء الامة التواقين الى الوحدة والاتحاد .. وبين أولئك الذين يؤمنون بان الوحدة  هي  فعل وسلوك وممارسة ونهج وعمل ونضال شاق من اجل حل الكثير من العقد المستعصية والامراض المستشرية التي تعترض سبيل الوحدة .
اننا نعتذر للاخوة القراء لاننا نكرر ونقول   ان الوحدة ليست بالحاق كنيسة المشرق بكنيسة روما .. والوحدة ليست  باستحداث كنيسة كلدواشورية جديدة ..والوحدة لا تتم بالاندماج على طريقة معمر القذافي ..ولا بالاحتلال على طريقة صدام حسين( احتلال املاك الكنيسة ) .....
والوحدة لا تتم باجتماع واصدار (  فرمان ) قرار بالوحدة  ، لاننا لا نريد وحدة وهمية تقوم اليوم وينفرط عقدها غدا .ان الكثيرين يعتقدون خطأ ان الوحدة هي عملية جمع او دمج الكنائس في كنيسة واحدة.. فحين يطلب المسيح من الاب ليكون تلاميذه واحدا فليس معنى ذلك اختزال التلاميذ في شخص واحد بقدر ما  معناه المحبة والتضامن والايمان بوصايا الرب.
فمثلا ان توما الرسول  عندما اخبروه بقيام الرب .. قال : لا أصدق الا اذا رأيت أثر المسامير في يديه ..... وباختصار فان لكل تلميذ  كيان خاص به وشخصية مختلفة  عن بقية التلاميذ ولكن القاسم المشترك بينهم  كما ذكرنا  هو الايمان والمحبة والشراكة ..
وهكذا الحال مع الكنيسة  ، فلو فرضنا جدلا ان الكنائس متوحدة في الايمان والمحبة والشراكة وخدمة كلمة
الرب   ..  فان الكيان الخاص والشخصية المستقلة لكل كنيسة هو تحصيل حاصل يمليه ويفرضه الارث الحضاري والثقافي والعمق التاريخي للشعب الذي حمل راية  الكنيسة شرقا وغربا ، لذلك فانه من البديهي والطبيعي جدا ان تختلف الكنيسة التي حمل رايتها شعبنا في بيت نهرين بموروثه الحضاري والتاريخي الذي عمره سبعة الاف سنة عن كنيسة اخرى يكون الموروث الحضاري لشعبها مختلف عنا او ربما يكون شعبها بدون أي موروث حضاري ، اخذين بنظر الاعتبار وحدانية الجوهر في ايمانها المسيحي . 
ان ما بشر به رسل وتلاميذ المسيح كان واحدا في الشرق والغرب بحسب ما  اوصاهم الرب ..  أي  ان الديانة المسيحية  كانت  واحدة  في  جوهرها  في كل مكان  ، الا  ان الشعوب في بداية اعتناقها للمسيحية  ومن شدة حبها واعتزازها بالدين الجديد فانها قد وهبت له  اجمل واعز ما كانت تملك في مخزونها الحضاري  من موسيقى وانشاد وشعر وروائح وعطور وبخور والوان ومفروشات وكل ما كانت تحتفي  للالهة والملوك في مواكب الاحتفالات المقدسة منذ الاف السنين .. لذلك فان شعب بيت نهرين لم يفصل ايمانه بالمسيحية عن تاريخه الزاخر بقصص الايمان والانبياء  ابتداءا بخلق الله الجنة في بيت نهرين ثم قصة نوح  ومرورا بابينا ابراهيم  والنبي يونان والتمسك بصوم ( باعوثا)  نينوى وعيد النوسرديل الى يومنا هذا .
طبعا  سيكون من السهل جدا اندماج الكنائس الرسولية التي اساسها شعب بيت نهرين ولكن من الصعوبة بمكان دمج كنائس بيت نهرين بكنائس اوروبية وغربية بسبب ما ذكرناه اعلاه اما ما نلاحظه في العلاقة بين الكنيسة الكلدانية وكنيسة روما فهو علاقة ادارية وليس اندماج كنيستين ويمكن التاكد من ذلك من خلال حضور قداس لكل من الكنائس المذكورة لاثبات صحة ما ذهبنا اليه.
وبرغم ان الكنيسة الكلدانية افضل من الناحية المادية الا انها مقيدة في الكثير من النواحي ، وعليه فان الوحدة ليس بالضرورة ان تقوم على الاندماج بقدر ان تقوم على التنسيق والتعاون والشراكة ووحدة المواقف مع احتفاظ كل كنيسة بشخصيتها وكيانها ليصبح حينذاك تنوع الموروث الحضاري والثقافي لكل كنيسة عامل قوة وبناء لهيكل كنيسة الرب .. لان عملية الدمج والصهر ستلغي الاصل وتاتي بكيان غريب ناهيك عن ان ذلك سيكون بمثابة تنكر و اجرام بحق الاباء والاجداد الذين بنوا كنيسة الرب بجماجمهم ورووها بدمائهم الزكية..
ولعل قداسة البابا بنديكتس السادس عشر يؤيدني في ما ذهبت اليه ، حيث كتب يقول عندما كان استاذا للاهوت : ( في وحدة كنيسة واحدة مكان لتعدد الكنائس ، وبالتالي يمكن في مستقبل قريب ان نتسائل اذا ما كانت كنائس اسيا وافريقيا ، مثلها مثل كنائس الشرق ، ان تقدم اشكالا خاصة بها تشبه البطريركيات او الكنائس الكبرى ) عن مجلة الفكر المسيحي ــ العدد 409 ــ 410 لسنة 2005 . ولهذا فان الوحدة بين كنيسة المشرق والكنيسة الكاثوليكية تحتاج الى سنوات من العمل والمباحثات تقوم بها لجان مشتركة بغية الوصول الى افاق عالية من التنسيق ووحدة المواقف والاهداف والشراكة من اجل خدمة كنيسة الرب يسوع الموحدة من خلال كنيستين ..
كنيسة المشرق وكنيسة الغرب، اما وحدة كنائس المشرق المختلفة  فهي اتية بلا ريب بمجرد زوال  الحواجز الوهمية التي قام اعدائنا بخلقها وبزوال الحواجز الاخرى التي صنعناها بانفسنا  والعمل على  تثقيف  ورفع درجة الوعي لابناء الكنيسة لتفويت الفرصة على اولئك الذين يحاولون زرع الفتنة والانشقاق في كنيستنا وامتنا . لذلك يمكننا ان نقول نعم للوحدة التي تحفظ اصالة كنيسة المشرق وموروثها الحضاري والثقافي  والادبي الضارب في عمق التاريخ ونعم للوحدة التي تحفظ فخر واعتزاز اتباع كنيسة المشرق بكون كنيستهم كنيسة رسولية  اسسها  الرسل والتلاميذ الاوائل للرب  يسوع المسيح ( مار توما ، مار ماري ، مار ادي )  وتحفظ فخرهم واعتزازهم بكنيستهم التي تحفظ الى يومنا هذا لغة الرب  يسوع المسيح له المجد .
6 ــ كلمات الختام .. الى نيافة الاسقف مار باوي ( الابن الضال) :
كان لرجل ابنان، فقال له الاصغر: يا ابي أعطني حصتي من الاملاك، فقسم لهما املاكه، وبعد ايام قليلة جمع الابن الاصغر كل ما يملك وسافر الى بلاد بعيدة، وهناك بدد ماله في العيش بلا حساب، فلما انفق كل شئ، اصاب تلك البلاد مجاعة قاسية ، فوقع في ضيق، فلجأ الى العمل عند رجل من اهل تلك البلاد، فارسله الى حقوله ليرعى الخنازير، وكان يشتهي ان يشبع من الخرنوب الذي كانت الخنازير تأكله، فلا يعطيه احد . فرجع الى نفسه وقال : كم  أجير عند ابي يفضل عنه الطعام ، وانا هنا أموت من الجوع ، سأقوم وارجع الى أبي واقول له :
يا ابي، أخطأت الى السماء وأليك ، ولا استحق بعد ان ادعى لك ابنا ، فعاملني كاجير عندك ، فقام ورجع  الى ابيه ، فراه ابوه قادما من بعيد ، فاشفق عليه واسرع اليه يعانقه ويقبله.
فقال له الابن : يا ابي اخطأت الى السماء واليك ، ولا أستحق  بعد ان ادعى لك ابنا ، فقال الاب لخدمه : اسرعوا هاتوا افخر ثوب والبسوه وضعوا خاتما في اصبعه وحذاء في رجليه وقدموا العجل المسمن واذبحوه فنأكل ونفرح ، لان أبني هذا كان ميتا فعاش ، وكان ضالا فوجد ، فاخذوا يفرحون ، وكان الابن الاكبر في الحقل ، فلما رجع واقترب من البيت ، سمع
صوت الغناء والرقص ، فدعا أحد الخدم وسأله : ما الخبر ؟ فأجابه : رجع أخوك سالما ، فذبح أبوك  العجل المسمن ، فغضب ورفض أن يدخل ، فخرج اليه أبوه يرجو منه أن يدخل.
فقال لآبيه : خدمتك كل هذه السنين وما عصيت لك أمرا ، فما أعطيتني  جديا واحدا لآفرح مع أصحابي ، ولكن لما  رجع ابنك هذا بعدما اكل مالك مع البغايا ، ذبحت العجل المسمن ،
فأجابه أبوه : يا ابني ، أنت معي في كل حين ، وكل ما هو لي فهو لك ، ولكن كان علينا أن نفرح ونمرح ، لآن أخاك هذا كان ميتا فعاش ، وكان ضالا فوجد  ( لوقا  11:15  ).         
7 ــ  كلمات  الختام  ..الي أبائي الرؤساء في كنيسة المشرق :
( أسألكم  ألا  تفتر همتكم في المحن ...  فأنها مجد لكم ) القديس بولص، افسس 13:3.[/b][/size][/font]