المحرر موضوع: تعقيب ......... راي متاخر على انتخاب بطريرك جديد  (زيارة 1154 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل خالد شعيا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 95
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
                                 تعقيب ......... راي متاخر على انتخاب بطريرك جديد
ينشغل العالم الكلداني ويترقب باهتمام بالغ ما سيؤول اليه السينودس الذي سينعقد في روما لانتخاب بطريرك جديد للكلدان على العالم بعد استقالة الكاردينال مار عمانؤيل الثالث دلي, ومع انشغال وترقب العالم لهذا الحدث انشغل العديد من كتابنا الاعزاء ايضا يتناولون هذا الموضوع بين التحليل والاستفسار والتنبؤ بالمستقبل احيانا كثيرة.
لقد قرات قبل عدة ايام وعبر موقع عينكاوا الاغر مقالة للاخ موفق هرمز تحمل عنوانا ورأيا شخصيا حول انتخاب البطريرك الجديد وانعقاد السينودس الكلداني للكنيسة الكلدانية في روما وهو امرا اعتياديا ولا جديد في هذا المقال من خلال طرحه ومحاولة توضيح الكاتب بأن كل ما جاء في المقال انما يعبر عن رأيه الشخصي وقناعته التي هي امرا اعتياديا, ولكن الامر الغير اعتيادي الذي وجدته هو كثرة الردود التي جاءت تعقيبا على هذه المقالة وان اغلبها ليس له علاقة من قريب او بعيد بموضوع المقال وانما هو للاسف تهجم وتجريح واتهامات متبادلة بعيدة كما قلنا عن موضوع البحث.
اننا نؤمن بحرية الرأي وهي للاسف الشديد احدى سلبيات المرحلة الجديدة , مرحلة الديمقراطية الوليدة والمستنسخة بصورة مشوهة يصعب فهمها والتطبع بها لما تحتويه من تناقضات وافرازات يصعب هضمها وفتحت المجال ايضا للتجريح والتشهير بهذا وذاك والتدخل في شؤون كانت الى زمن قريب تدار من قبل المختصين بها وكنا كشعب لا يهمنا تفاصيلها بقدر ما يهمنا الحفاظ على روحيتها وتقاليدها الايمانية والتي كانت تحاول ترسيخ المباديء والقيم باسسها الايمانية في مجتمعاتنا , ولكن وبعد انبثاق الاراء وتداخلاتها وابتعادها عن محور العقيدة طرأت انشقاقات وانقسامات متعددة معضمها ان لم نقل كلها بني على اسس طائفية ومصالح شخصية واصبحت الطائفة الواحدة منقسمة على نفسها ولها اراء مختلفة ومتباينة ولو حاول مدبريها تقريب وجهات النظر فيما بينها اصطدمت بصعوبات وانتقادات لاذعة لا حد لها تصل احياتا كثيرة توجيه الاتهامات والظنون ومنها ما نراه اليوم من ردود وانفعالات من انعقاد سينودس كنسي روحي في هذا المكان اوذاك واصبح مادة دسمة لمن يريد الكتابة والتحليل وتداخلت فيه اطراف كانت الى الامس القريب بعيدة عما يدور في اروقة الكلدان اوغيرهم من الكنائس واصبحت تنتقد اوتعترض على هذا العمل او ذاك الاجتماع وهوحسنا ان كان للبناء والتقدم وضمن الاطر الايمانية والروحية بعيدا عن التعصب والتعامل بمكاييل مختلفة , ولكنه للاسف ليس كذلك فالكل يحاول ابراز قوميته او طائفته
بانها الاحسن ولا يتردد ابدا ان تطلب الامر التجريح او التشهير بغيره دون التريث قليلا والتاكد من موقفه السابق ان كان نفسه ام غيره طبقا لمتطلبات المرحلة وكانهم بذلك يمثلون او يتمثلون تماما بأعضاء برلماننا العراقي فهو ايضا على نفس الشاكلة من المواقف والتناقضات وتبادل المصالح والامتيازات فبالامس القريب كان فلان متعاطفا او مدافعا عن فلان واليوم قد تغير الموقف وتغيرت معه المصالح فاصبح صديق الامس عدو اليوم ولكن ربما يكون هذا شأن السياسة والسياسيين ولكنه ليس كذلك بالنسبة للكنائس ومدبريها ولو ابتعدنا قليلا عن هذه الصفات لما رأينا كل هذا التخبط بالاقوال والمواقف وانعكاس ذلك بوضوح شديد على دور المؤسسات الروحية ايضا ولما رأينا ايضا كل هذه الانشقاقات والتشطر الذي نراه اليوم.
اننا نرى للاسف الشديد ان كل من تغير منصبه او موقعه اومصالحة ضمن هذه المؤسسة الروحية او تلك تغيرت ايضا مبادءه وقيمه وكأنه قد وضع هنا او هناك للاستفادة المادية او المعونية فقط دون الروحية او الايمانية وهوما جعلنا نفقد الكثير من خصوصياتنا وتراثنا الذي كان ينظر اليه باعجاب وتباهي ولكن ما الذي نراه اليوم بعد ان اصيحت الاراء بهذا الشكل وبهذا التدني اننا نرى التشتت والضياع والانقسام , ضياع ابسط البديهيات التي كانت احدى الحقوق والامتيازات التي لا يمكن التساوم عليها.
لقد جعلت ارائنا المتباية والمتناقضة نختلف حتى على اسمائنا ومسمياتنا وها اننا وبعد مرور سنوات عديدة لم نستطيع الاتفاق على ابسط الامور وخسر العديد منا نفسه وخسرنا ايضا حقوق من هم لا يزالون في الوطن الام ونحن فضلنا العيش خارج اسواره وكل همنا الخروج بتصريحات وانتقادات لنخسر حق اخر من حقوق شعبنا هناك بعد ان حصلت جميع المذاهب والاقليات على حقوقها ان كانت كاملة او ناقصة اذ انها تناضل في سبيلها ونحن نختلف ونختلف ونتباعد قدر الامكان , وان كان هذا الاختلاف على مبادئنا السياسية والحزبية لكانت المصيبة اقل ولكن اختلافاتنا قد انسحبت الى مؤسساتنا الروحية ايضا بعد ان كانت من اختصاص مدبريها فقط كما اشرنا الى ذلك.
لقد كتب الاخ موفق هرمز مقالا عن السينودس كغيره من الكتاب وكأنه بذلك قد دعا فلان اوفلان الى ساحة اومنازلة وفرصة لمن له ثأر اواختلاف ليقذف اتهاماته على هذا وذلك وانني على يقين بان الاخ كاتب المقال لو علم بما سيجري او جرى بعد كتابة مقالته هذه لتردد كثيرا قبل كتابتها ولكن ما ذنبه هو واغلب الردود بعيدة جدا عن موضوع المقال وما طرح فيه فانها ليست اكثر من تصفية حسابات وعلى الهواء مباشرة كما يقال.
ما الذي تحقق من هذه الردود وما الذي سيتحقق ايضا وما هو المعيب ان انعقد السينودس هنا اوهناك او انعقد هذا الاجتماع الكنسي في هذا المكان اوذلك وهل روما اوغيرها من الاماكن التي سينعقد فيها المؤتمر متفرغة لفرض مقرراتها اوسياساتها على هذا المؤتمر وان كانت كذلك فليس ذلك بالامر الغريب ان كنا نعلم بان الكنيسة الكلدانية هي احدى الكنائس المنضوية تحت لوائها ومن حقها وواجبها ان ترسم الخطوط الخارجية على الاقل لكنائسها او رعاياها لانها بالتالي ستعود اليها كل القرارات الايجابية او السلبية التي ستتخذ.
لا اعتقد بان ذلك سيكون بمشكلة كبيرة اومستعصية كما لا اعتقد ايضا بان من واجبنا ان نملي على كنائسنا ما الذي يجب ان تقوم به في مثل هذه الضروف لانه ليس الاول ولم يكون الاخر كغيره من اعمال التنظيمية الاخرى فهي الادرى بتفاصيل وضروف مرحلتها.
لفقد تدخلنا في امور شعبنا السياسية والاجتماعية الاخرى كثيرا والكل يرى ما ألت اليه احواله  وما فقده من مكتسبات كانت بالامس القريب احدى حقوقه  وما الذي اصابه من تشتت وانقسام حتى على مستوى العائلة الواحدة وليس العشيرة ولازلنا متاغالين في ذلك ولازلنا نفقد الكثير كل يوم بسبب مواقفنا هذه , فان كانت خسارة المكتسبات والمصالح الشخصية او الشعبية ليست بمصيبة عظيمة لانها ممكن ان تعوض اليوم او في المستقبل القريب بعد ان تتغير المواقف والمصالح  فان خسارة المكتسبات الروحية والايمانية ليست قابلة للتعويض او على الاقل يصعب تعويضها.  فالنقف قليلا امام رسائلنا ومقالاتنا ونحاول ان نسأل انفسنا ما الذي قدمناه اونقدمه لاجيالنا ان كنا بهذا الحال, فالذي قدمناه وبرعنا به وهو غير قابل للنقاش وسنكون فخورين به عندما تسألنا اجيالنا والذي اراه من خلال موقع عينكاوا اوغيرها من مواقعنا الكثيرة هو الحفلات ورقص الخكا بكل انواعه فقط , نعم ان رقص الخكا هو فقط كل ما يوحدنا اليوم فالنطور انفسنا اكثر بهذا المجال لانه الوحيد كما قلت يدخل الفرحة  والتوحيد في قلوبنا ويبهجنا رغم اختلافاتنا وعندما يكون الخكا طويلا فلا احد يسأل هل هذا الخكا اشوري او سرياني اوكلداني ولا يستطيع احد ان يميز بينهما وان اختلفوا قليلا على من سيترأسه فانهم سرعان ما يتفقون بعد ان يتنازل هذا او ذاك من اجل مصلحة الكل ومن اجل ان تسير الحفلة وتستمر باجوائها العائلية , فلماذا لا تكون امورنا الاخرى متوحدة كما هي في رقصنا هذا ونبتعد قليلا عن تلك التي تفرقنا وتجعلنا مختلفين في كل شيء او على الاقل فاليتنازل احدنا للاخر عن بعض طموحاته من اجل الحفلة والمدعوين فيها ليخرج الجميع فرحين متماسكين موحدين يكونون مثالا لغيرهم كما كانوا في الامس القريب وعند ذاك سينظر الجميع الى انعقاد السينودس الكلداني او غيره بنفس المنظار واينما كان انعقاده فانه ليس بالشيء المهم ولكن الاهم صلاتنا ودعواتنا ان تكون مقرراته واعماله مكللة بالنجاح وهي كذلك بدون ادنى شك ويكون اختيارهم بتوافق الجميع لانه سيكون خادما للكبير والصغير  كما هي رسالته قبل ان يكون رئيسا اوغيرها من المسميات وسينعقد تحت رعاية الله سبحانه وتعالى ان كانت نياتنا مخلصة وثابتة اكثر من الغوص في امور اخرى.
فالينعقد السينودس كما هو مقرر له  اينما كان ولنتأمل ان تكون ارائنا ومقالاتنا بعد انعقاده اكثر ايجابية وبعيدة عن كل انواع التشنج والانقعال لانها لا تخدم بقدر ما تفرق  وتشتت وسنكون الوحيدين خاسرين ....لوجودنا, لتراثنا, لماضينا, وبكل تأكيد لمستقبلنا ومستقبل اجيالنا الذي نساهم بضياعه هو الاخر.
انها وقفة على الجانب الاخر فهل هناك من له  الاستعداد للتنازل والانتقال والقبول بمقررات هذا المؤتمر او ذاك ..............؟  


                                                                                           خالد شعيا
                                                                                      ساسكاتون - كندا