المحرر موضوع: نبذة تاريخية عن المليشيات في العراق للكاتب كاظم محمد احمد  (زيارة 6831 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل samir latif kallow

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 50554
    • MSN مسنجر - samirlati8f@live.dk
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
نبذة تاريخية عن المليشيات في العراق للكاتب كاظم محمد احمد


كاظم محمد احمد
Kadhim3004@yahoo.com
11- 11 - 2006


من انجازات الاحتلال والمليشيات هذه المعادلة

3000 جندي المريكي = 655000 عراقي شهيد وضحية العنف في العراق




كانت الميليشيات سمة من سمات الدولة العراقية الحديثة سواء خلال عقود الهيمنة البريطانية وخلال الحكم الملكي ، أو عبر عقود الاستقلال الوطني واعلان الحكم  الجمهوري بعد ثورة 14 تموز 1958 ، والى اليوم الحاضر في ظل الإحتلال الأمريكي المشرعن بقرارات الامم المتحدة .

وحيث نلمس تعدد الميليشيات المسلحة في العراق هذه الايام بشكل لم يسبق له مثيل في تاريخه، وهي تجوب قرى ومدن العراق كأذرع قوة للأحزاب والمنظمات الوطنية والشرعية في نشأتها، وتنظيمات الارهاب من الصداميين والسلفيين التكفيرين بالاضافة الى العصابات الفوضوية التي لا ترتبط بأي جهة.
ويمكن حصر هذه المليشيات المتواجدة على الساحة العراقية اليوم بثلاثة أصناف من حيث النشأة التاريخية :
اولا : ما نشأ زمن المعارضة للحكم وللاحتلال في العراق عموما كالبيشمركة.
ثانيا : مانشا في ظل ظلام البعث كقوات بدر التي سميت فيما بعد بمنظمة بدر.
ثالثا : وما نشأ بسبب تداعيات الاحتلال الامريكي للعراق : قبل الاحتلال الامريكي للعراق وفي اعقابه وفيما بعد الى اليوم فنشأت المنظمات المرتبطة بحزب البعث، والمنظمات التي تدعي المقاومة، وفرق الموت، والعصابات الاجرامية والعشائرية.

ولكن بعيداً عن حجم الميليشيات واسمائها وتصنيفها ومرجعيتها وأجنداتها السياسية ، وأساليب العنف التي تستخدمها ، ومدى مشروعية وجودها القانوني في الساحة السياسية ، أو حجم التعاطف الشعبي معها في الشارع العراقي ، فإنها تشكل مأزقاً كبيراً للحكومة العراقية والدولة ومؤسساتها ولأي مشروع سياسي وطني يمكن أن ينهض بالوطن العراقي من حالة الخراب الى حالة البناء.
 وبرغم كل الدعوات التي يتم إطلاقها لمعالجة هذه الحالة غير السويّة في المجتمع العراقي ، إلا أن الواقع الفعلي يقول عكس ذلك ، بل أن من الأحزاب والكتل السياسية من بدأ يسعى جاداً لتأسيس ميليشيات جديدة للاستقواء بها على الخصوم السياسيين،  وقادتها تنادي بحل المليشيات ، وقد يمضي وقت طويل دون أن نشهد حلاً لهذه المعضلة الكبيرة في المجتمع السياسي العراقي .
وبما ان الشعب العراقي يتمتع بالوعي السياسي والادراك العميق للواقع الذي نعيشه اليوم فانه يطالب مؤسسات الدولة التشريعية والتنفيذية والقضائية بضرورة استخدام القوة العنيفة لمواجهة العنف الذي يحيط بالبلاد ويخنقها، ويطالب القوى السياسية والكتل الحزبية بالتخلي عن احلامهم وآمالهم في اعادة النظام السابق الى دفة السلطة والحكم مرة اخرى، كما ويطالبهم ايضا بالوحدة والشعور العالي بالمسؤولية اتجاه الشعب الذي اوصلهم الى ما هم عليه .
ولكن الذي يطالع وسائل الاعلام المختلفة ويقرأ ويشاهد ويسمع السياسيين عندما يتحدثون عن المليشيات وحلها يتصور الانسان البسيط وكأن الامر سيحل بقرار فوري،  كلا والف كلا .
فبعد ان تعقد المشهد العراقي وكثرت الاطراف المتناحرة وانتشرت الجرائم باسم المليشيات فالقرار وحده لا يكفي وانما يجب تكاتف الجهود والاخلاص والسعي الدؤوب لايجاد حكومة قوية ووضع تشريع سليم ياخذ مدة زمنية كافية للتخلص من هذ القوى وتاثيراتها.وهنا تتأتى اهمية وضع نبذة تاريخية عن المليشيات او المجاميع المسلحة في العراق ونعرف كيف نشأت وكيف اندثرت وماهي اعمالها ومناقبها .
والا فان الاحتلال الامريكي سيبقى في العراق وسيبني مستعمراته على شكل قواعد تعتدي على دول الجوار وسيستمر العنف والدم والنتيجة سيتبوء السياسيون مزبلة التاريخ لانهم خانوا العهد الذي قطعوه على انفسهم امام الله.

ملاحظة : سبق وان نشر بحث لي على صفحات الانترنيت بعنوان حكومة المالكي وحل المليشيات فليراجع باربعة حلقات .
وكذلك : حل المليشيات خلاصة وتوصيات ومقترحات
http://www.iraqsunnews.com/modules.php?name=News&file=article&sid=3844






ملاحظة مهمة قبل الدخول

تعريف المليشيا:
اصبحت هذه الكلمة تثير الخوف في النفوس او تثير الاشمئزاز في القلوب وتشير الى الوجوه السوداء الكالحة التي تقتل وتذبح فقط وكل هذا بسبب الارهاب وإعلامه المساند وازدياد الروح الطائفية وضعف الاجراءات الحكومية للبدء في حل المليشيات فلابد من الفرز

ولذلك سأ ُعَر ِف المليشيا : بانها

 تصنف الى : مجاميع مسلحة خارج سيطرة الحكومة او تحت إمرتها،
او هي كل مجموعة مسلحة تحت سيطرة قائدها او خارج سيطرته،
او هي عبارة عن عصابات ارهابية او اجرامية، او مجموعات عشائرية او شرعية قانونية.
او هي مجاميع مستقلة او سياسية او قومية او دينية او طائفية.
او تصنف ايضا الى مجاميع امنية او حراسات او منظمات اجتماعية كالدفاع المدني في حالة الطواريء.

واما الاهداف التي تسعى لتحقيقها فهي اهداف مادية ومعنوية، غاياتها سامية او منحطة ومنها القيام بتنفيذ اعمال انتقامية او ثأرية او تحقيق اهداف شخصية لقائدها او تحقيق اهداف عامة: وطنيا وقوميا ودينيا وطائفيا.

وسأفرد فصلا خاصا عن تعريف المليشيا ودراسة فلسفة هذه التسمية إن كانت سليمة في الوضع الراهن أم لا ، حيث ان هذه الكلمة عند اول ظهورها في العهد النازي اطلقت على قوى الامن - الاستخباراتي والهجومي -  المندسة بين الجماهير التي تريد التحرر الشعبي من ظلم النازية الالمانية والقاء القبض عليها، وانا استغرب اطلاق هذه التسمية على قوى شبه عسكرية مثل البيشمركة وقوات بدر في القانون 91 الذي شرعة بريمر في 7 _6 _ 2004 حول حل المليشيات ، ولماذا قبلوا بها في حينه ؟ ، وكيف مرت ؟.
وقد تنبه الاكراد الى خطورة هذه التسمية لاحقا فاعترضوا على تسمية قواتهم بالمليشيات لا بل اتخذوا اجراءا عمليا في دمجها بمؤسسات اقليم كردستان الامنية، لضمان حيويتها وانصياعها للاوامر واخيرا ضمان افرادها من الانحراف بتعيين الرواتب والتقاعد ... الخ.




نبذة تاريخية عن المليشيات العراقية

عرف العراق أنواع الميلشيات قديماً وحديثاً، في بغداد والبصرة والنجف وكربلاء والموصل والحلة والانبار، حتى انها أخذت تزاحم الدولة في تحملها للمسؤولية الامنية، وفي احيان كثيرة تحرجها ، وكثيراً ما اضطرت الدولة إلى مسايرتها لاستغلال نفوذها، أو تجنب شغبها.

كان ظهور هذه المليشيات بسبب نظام الحكم في العراق الذي اعتمد على التعصب الطائفي، والتكتل السياسي، واستيراد الاعراق المختلفة ودمجها بالشعب العريق، وتلاحظ هذه السياسة في الحكم العثماني حيث استقدم الاعراق المختلفة للحكم كالاتراك، وكذلك مجيء المماليك في حكم الدولة العباسية في العصر الثاني والثالث.
وكان أخطر هذه المجاميع ما ظهر في القرن الرابع الهجري، حتى أضطر الخليفة الراضي بالله (ت 329هـ) إلى منع واحدة منها، تمترست بالسلاح والعقيدة وهم الحنابلة، خشية من الشغب بالطرقات والمساجد، وهذه الفرقة دخلت في حرب دموية مع الشيعة في بغداد. (انظر:تجارب الأمم).

 ثم ظهرت مجاميع الفتوة المسلحة، وانتظم الناس فيها. كانت الفتوة العلوية تعقد اجتماعها في مسجد براثا، بغرب بغداد. (مصطفى جواد، مقال الفتوة وأطوارها).
وقد حصلت الفتنة عندما قابل الفتوة العلوية الشيعية تأسيس الفتوة النبوية السُنَّية ، قال ابن جبير (ت 614هـ) في رحلته  في هوية الأخيرة: «تعرف بالنَّبوية، سُنّيون يدينون بالفتوة، وبأمور الرجولة كلها... يقتلون هؤلاء الروافض أين ما وجدوهم» .

اذن قتل الرافضة وإضطهادهم هو الحجة الاساس والورقة الرابحة في ظهور هذه المجاميع والعصابات، من الطرفين في الماضي لمواجهة العنف الذي يصيب طائفة على حساب طائفة اخرى ، وفي غياب سلطة القانون وهيبة الدولة وضعفها.
وعلينا ان لا نستهين بهذه الاطروحة التي توظف الطائفية والاختلاف السياسي كاداة للقتل والعنف للتستر على الاستعمار والظلم ونهب الخيرات وتمرير المخططات اللئيمة،  ففي هذه الايام ، قد وضفت لها الاموال والطاقات المحلية والدولية والاقليمية فنجد فتاوى علماء السوء في السعودية واموال السعودية وخنازير السعودية التفخيخين، بقيادة السلفيين الوهابيين التكفيريين. ولا ننسى بقية دول الجوار فكلهم مشارك بدور خاص به يعطي نتيجة مؤلمة للشعب العراقي، فمنه من يسهل عبورهم ومنهم من يجهزهم بالسلاح ومنهم من يجهزهم بالمال ومنهم من يجهزهم بالخبرة القتالية واخيرا المساهمة في عقد المؤتمرات والندوات المعارضة للحكم في العراق .
فكانت اهم الاهداف المعلنة لمعظم المليشيات المرتبطة بالتكفيريين والبعثيين والقاعدة، ألا وهو قتل الشيعة الرافضة والاكراد الخونة والسنة المرتدين، لانهم من أتى بالاحتلال او ساعده او مكن له في الارض.
 ويضاف الى كل ذلك الاهداف الاستعمارية للاحتلال، وتصريحات عملائها من الصداميين وبعض الحكام العرب، الذين رفعوا شعار الخوف من هلال شيعي او ماشابه من اكاذيب وحجج.
وقد عشنا الماضي القريب  فكان هنالك نوعين من المليشيات الشعبية والحكومية وهي الاخطر التي تهدد المواطن وتنتهك حقوقه لانه تتقوى بالدولة، وكانت متمثلة بالحرس القومي او الجيش الشعبي ومجاميع الامن الصدامي الذي ركز على الشيعة والسنة والاكراد مما ادى الى سجن واعدام وتهجير اعداد غفيرة من العراقيين، اما حرب النظام مع المليشيا الكردية فلها لون آخر وهي من النوع الذي تدخل فيه السياسة والاقتصاد والاجتماع .

 ولكن لنترك هذا الموضوع قليلا ونذهب الى بدايات هذا القرن ونرصد المجاميع المسلحة التي تشكلت واعلنت عن نفسها او عملت في السر، فكان ان:

ولعب الشقاوات دورا كبيرا في اثارة الفتن والحروب الاهلية بين ابناء البلد الواحد وحققوا اهدافا استعمارية للدولة العثمانية والبريطانية والفارسية في كربلاء والنجف، ففي بدايات القرن  ظهرت في مدينة النجف الاشرف طائفتين، الشمرت والزكرت، في محلتين سكنيتين احدهما تؤيد وضع شروط على الحاكم حتى لا يستبد والاخرى لا تؤيد ذلك ، فاستمرت الحال فيما بينهما من التقاتل الى ان تدخلت الدولة العثمانية في احلال الامن والنظام بالقوة بعد مذبحة ومجزرة.

1914 - مليشيات السيد محمد سعيد الحبوبي
وشهد العراق ظهوراً مبكراً للميليشيات مع وضوح بدايات الاحتلال البريطاني للعراق عام 1914 عندما قام السيد محمد سعيد الحبوبي بتجنيد أكثر من عشرة آلاف مقاتل من العراقيين الذين لبوا فتوى الجهاد التي أصدرها علماء النجف الأشرف للدفاع عن الوطن ضد (المحتل الكافر) وقاتلت هذه الميليشيات المكوّنة من بعض علماء الدين وشيوخ العشائر وبعض رجال المدن العراقية الى جانب القوات التركية (العثمانية) التي كانت – قبل ايام- تسوم العراقيين أنواع الاضطهاد والقمع والتعسف قبل نزول البريطانيين في (الفاو) جنوبي العراق، وكان المبرر الوحيد للقتال مع القوات التركية أنها قوات (مسلمة) ، وأسفرت هذه التجربة عن إستشهاد نصف عدد هؤلاء المقاتلين في معركة غير متكافئة سميت فيما بعد بـ (معركة الشعيبة) في موقع بين البصرة والناصرية يقال له (النخيلة) .

1920 – ثورة العشرين
وإستمر ظهور الميليشيات طوال فترة الاحتلال البريطاني سواء في ثورة العشرين ( 1920 ) التي لم يكن فيها الثوّار ضد الاحتلال سوى ميليشيات مسلحة بأسلحة بدائية، ومسلحة بعقيدة تكره وتحرم وتجرم الاحتلال، ومن ذلك انطلق المثل الشعبي الطوب احسن لو مكواري. وتمثل ثورة العشرين أول عمل سياسي منظم يأخذ طابع العنف في العراق الحديث.

1936 – الآثوريين يقودون التمرد
واستمر العنف والعنف المضاد بعد قيام الدولة العراقية بسبب الاحتلال البريطاني للعراق فقد قام الفريق بكر صدقي رئيس أركان الجيش بسحق تمرد الاثوريين قبل ان يقود اول انقلاب عسكري في المنطقة عام 1936 م والذي أودى بحياة وزير الدفاع العراقي جعفر العسكري الذي واجــه إطلاق نار من قبل جنــود عراقيين، واصبح مؤسس الجيش العراقي ضحية الجيش الذي عمل على بنائه، وبعد ذلك قتل الفريق صدقي بعملية اغتيال دبرها له احد حراسه اثناء مروره بقاعدة عسكرية في الموصل قبل مغادرته الى تركيا لحضور مناورات عسكرية هناك.

1941 – حركة رشيد عالي الكيلاني
وخلال حركة رشيد عالي الكيلاني عام 1941 وماسمي بعد ذلك بـ ( ثورة مايس ) ، والتي ختمت تاريخ الميليشيات في العهد الملكي، عادت بغداد إلى نظام الفتوة، وتبنى أمرها الطبيب سامي شوكة (ت 1986)، المعجب بفاشية موسوليني ونازية هتلر حيث أسس شوكة «منظمة من الشباب من ذوي القمصان السُّود»، وهي عبارة عن ميليشيا قومية، لا تحسب على مذهب أو طائفة. (انظر : حميد المطبعي، موسوعة أعلام العراق ، والجادرجي، افتتاحيات جريدة «الأهالي»)

1936 – 2003 المليشيات العشائرية في العهدين الملكي والجمهوري
ويمكن إعتبار القبائل العراقية التي إعتمدت على منطق الحرب والقتال ضد الدولة المركزية التابعة للمحتل البريطاني أنموذجاً من نماذج الميليشيات ، كما هو الحال في ثورة العشرين وامتداداتها العشائرية والدينية والوطنية
مثل :  إنتفاضة عشائر سوق الشيوخ عام 1936 ، أو عشائر آل زيرج عام 1952 .  اما العشائر الكردية في كردستان العراق التي استمر تمردها خلال حقبة طويلة تمتد الى ايامنا الحاضرة، وافرزت قوات متمرسة شبه نظامية سميت بالـ البيشمركة ، فهم هددوا الحكومات العراقية المتعاقبة على دست الحكم ، ولحد الان، حيث يهددون بالانفصال عن العراق وتكوين دولتهم كردستان الكبرى. ولكن الموضوع يحتاج الى اسس واموال وسياسات ومزيدا من الضمانات.
وفي ظل نظام حكم البعث، كانت هناك عشائر ارتبط بعض افرادها بالمخابرات بصورة مباشرة او غير مباشرة مما ادى الى ان تتخذ لها مواقع دفاعية وهجومية طيلة حرب ايران في المثلث الحدودي قرب زاخو مع تركيا وايران وسوريا، اعطيت لهم الاموال والارض لكي يزرعوها والسلاح لكي يدافعوا عن اي تسلل او هجوم مرتقب من هذه المواقع .
كذلك انشأ النظام البعثي الصدامي بعد سنة 1991 ، رؤوس عشائر جدد ينظم تحت لواءكل واحد منهم الف او يزيد من الاتباع ، تم استخدامهم للاغراض الامنية والحمايات.
 
1958 – المقاومة الشعبية
البداية الحقيقية لإرهاب الدولة في العراق وإطلاق شرعية العنف في الحياة السياسية
ومع العهد الجمهوري وتسلم الزعيم عبد الكريم قاسم مقاليد السلطة في العراق عام 1958 بعد 14 تموز ، ظهرت فصائل ( المقاومة الشعبية ) حيث صدر أمر وزاري بتشكيل ميليشيا المقاومة الشعبية، دفاعاً عن الجمهورية ولمواجهة المد البعثي. وكانت ذراعاً للحزب الشيوعي العراقي، مكونة اعضائها من عناصر الحزب الشيوعي العراقي والمتعاطفين معه، وحاولت تصفية القوميين العرب، وكان قائدها كردياً اسمه طه مصطفى البامرني.
عاثوا في الارض الفساد، وماذا ينتظر من شباب مسلحين يجوبون الشوارع مزهوين بملابس الكاكي، التي لها القوة والشرعية في اللحظات الثورية، غير مضايقة الناس وإشاعة العنف!
ولم يمر من الوقت كثير حتى قامت المجازر الدموية الرهيبة في الموصل، وكركوك، والتي حصلت بين الشيوعيين والقوميين وراح ضحيتها عشرات الآلاف من العراقيين .استمر وجودها أقل من عام وحلت بأمر وزاري أيضاً.
الفعل ورد الفعل: وكان مقابل هذا التنظيم، أن تشكلت ميليشيات سرية اخرى، بعثية وقومية، للاقتصاص من الشيوعيين، فأخذت حمى الصراع تتصاعد عبر الاغتيالات والتصادم في الشوارع، وكان هناك قائمة طويلة من المغتالين بالأعظمية والأنبار.
فهذه المليشيات توزع الموت على الجميع وضحاياها الابرياء واتذكر بانهم اتوا على أبي وهو في محله الخاص بخياطة وبيع الاقمشة في الفلوجة، مطالبين اياه ان يشارك في تظاهرة ضد جمال عبد الناصر، فرفض متعللا بعمله،  فقاموا باحراق محله.
8 شباط 1963  – الحرس القومي : ما أشبه اليوم بالبارحة

البداية الحقيقية لإرهاب الدولة في العراق وإطلاق شرعية العنف في الحياة السياسية

ملاحظة: هذه المرحلة من تاريخ البعث يجب دراستها بامعان والتوقف عندها طويلا بسبب تماثل اعمال الارهاب الذي نعيشه في ايامنا الحاضرة  وما حصل من اعمال ارهابية وعنف بيد الحرس القومي بالامس. وللمزيد من المعلومات عن اعمال الحرس القومي المشينة والتي خجل منها حتى من اصدر الامر بانشاءها من قادة الانقلاب، فلينظر الكتاب الوثائقي الذي اصدرته الحكومة العراقية سنة 1964  بعنوان (المنحرفون) والذي يوضح بالوثائق والصور الاعمال اللا اخلاقية التي قام بها الحرس القومي. ومن الجدير بالذكر ان رئيس الجمهورية المشير الركن عبدالسلام عارف ورئيس وزرائه العقيد احمد حسن البكر انضما الى الحرس القومي وارتديا الزي الخاص به.

ويمكن تعريف الحرس القومي، بانها مليشيات وعصابات مسلحة تاسست بعد نجاح الانقلاب العسكري في 8 شباط 1963  التي سميت في حينه ثورة 14 رمضان 1963 , كانوا مخولين بأبادة كل من يشتبه به , كانوا يشدون شرائط خضراء، يحملون العصى والهروات والرشاشات , اعتقلوا وعذبوا واغتصبو واعدموا الالاف من شباب العراق واحراره من الشيوعيين والاسلاميين والمفكرين ، وقد وضعت مراكز لهم في كل مدينة ومحلة وشارع ...عـُرفوا بدمويتهم وشراستهم ...لقد ابادوا عوائل آمنة في دورها , كانوا يحملون صور وقوائم مطبوعة باسماء المطلوبين. كانت مهمتهم الرئيسية القضاء على الشيوعيين بالدرجة الاولى حسب اعترافاتهم .
انتقام البعثيين هذا كان له سبب وهو تعرضهم لحملة اغتيالات وقتل جماعي في نهاية الخمسينيات قام بها مليشيات الحزب الشيوعي المسماة بالمقاومة الشعبية، ولذلك شكل حزب البعث (فرق حماية) للدفاع الذاتي عن مناضليه البعثيين، وتطورت هذه الفرق وتحولت الى ما سمي بـ (الحرس القومي)  في يوم 8/2/1963. وقد شارك فيها بعض السياسيين الحاليين.
أن الحقيقة العملية التي تكشفت يومها، أزاحت الستار عن ماهية كتائب الحرس القومي هذه بما قامت به وارتكبته من ادوار إجرامية رهيبة وممارسات فضيعة ضد أبناء الشعب العراقي وقواه الوطنية والإسلامية الشريفة، فاقت كل تصور ببشاعتها من قمع وقتل دموي وفساد واغتصاب الأعراض وانتهاك الحقوق.

نزل الحرس القومي الى الشارع بزعامة الطيار منذر الونداوي في اليوم الاول من الانقلاب، وهي كما قلنا مليشيا حزب البعث والموالية لتيار على صالح السعدي، فاحدث فوضى عارمة كان من آثارها السيطرة على مقاليد الامور بعد احتلال بعض مراكز الشرطة والمؤسسات الحكومية.
وكانت هنالك  محاولة من رئيس هذا التيار البعثي المتشدد علي صالح السعدي لاحداث انقلاب على تيار حازم جواد رئيس التيار البعثي المرن  وبقية اعضاء تنظيم الضباط الوطنيين والاخرين،الذين اسهموا بالحركة ايضا كما رافق ذلك انفلات بين بعض اعضاء مليشيا الحرس القومي بالانتقام من الشيوعيين من اعضاء مليشيا المقاومة الشعبية, والتنكيل بهم بالاعتقال والاهانة فاختلط معهم الكثير من الضحايا من المواطنين الابرياء .
ظهرت وشكلت ميليشيا الحرس القومي بقانون رقم (35) صدر في ليل ثمانية شباط : «يسلح أفراد الحرس القومي بالمسدسات والغدرات (رشاش بور سعيد المصري) والبنادق من الأنواع المتيسرة». وقد صدر قبله البيان رقم( 13) ، وهو بيان صادر عن الحاكم العسكري للانقلابيين مساء 8 شباط الاسود / 1963 ايضا , بُثّ من راديو بغداد ، ودعى رؤساء الوحدات العسكرية وقوات الشرطة والحرس القومي لابادة الشيوعيين وكل من ( يعكر صفو الامن وسحقهم حتى العظم ....) .
سعى الانقلابيون إلى استغلال القانون المذكور ابشع استعمال فتم تشكيل الحرس القومي تحت عنوان حرس البعث الأمين على أهداف الأمة العربية، وانضم إليها أصناف غير سوية من البشر. التي عاثت في الأرض فساداً حيث قامت بتصفية الشيوعيين بمشاهد دموية قل نظيرها في التاريخ العراقي، وكان ان تكرر المشهد في اواخر السبعينات عند عودة الحكم البعثي كما شاهدنا وسمعنا.
 ثم سرعان ما إنقلب عليهم عبد السلام عارف (الضابط القومي) ليزج بهم في السجون والمعتقلات ولينتهي الحرس القومي على يديه، ففي شهر حزيران 1963  ضجت الجماهير الواسعة من الشعب من تصرفاتهم وإجرامهم ، وظهرت أسباب أخرى مثل القيادات المتعددة والخلافات بين أعضاء قيادة حزب البعث حول الحرس القومي، فكان ان وجهت القيادة العليا للقوات المسلحة في 4 تموز 1963 برقية إلى قيادة الحرس القومي تحذرها وتهددها بحل الحرس القومي إذا لم تتوقف هذه القوات عن الإجراءات المضرة بالأمن العام  وراحة المواطنين.
إلا أن القائد العام لقوات الحرس القومي [ منذر الونداوي ] لم يكد يتسلم البرقية حتى أسرع إلى الطلب من القيادة العليا للقوات المسلحة سحب وإلغاء البرقية المذكورة في موقف يبدو منه التحدي، مدعياً أن الحرس القومي قوة شعبية ذات قيادة مستقلة، وأن الحق في إصدار أوامر من هذا النوع، لا يعود إلى أي شخص كان، بل إلى السلطة المعتمدة شعبياً والتي هي في ظل ظروف الثورة الراهنة، هي المجلس الوطني لقيادة الثورة ولا أحد غيره .
وهكذا وصل التناقض والخلاف ، بين البعثيين وضباط الجيش، وعلى رأسهم عبد السلام عارف، إلى مرحلة عالية من التوتر، وبدأ عبد السلام عارف يفكر في قلب سلطة البعثيين بأسرع وقت ممكن.
حُلَت هذه المليشيات بتاريخ  18/ تشرين الثاني /1963 ، إلا أنها تسعة شهور عجاف سيطر فيها الحرس القومي، تشكلت بامر جمهوري  وبقرار من رئيس الجمهورية العراقية الانقلابي (عبد السلام محمد عارف ) ، وحُـلـَت بأمر جمهوري أيضاً. وكان عدد ضحاياها 12 - 16 الف عراقي ، وصدر ضدها كتـــاب"  المنحرفون"، وأخذ يُطلق عليها فيما بعد تسمية الحرس اللاقومي.

زعامة البعثيين
وتزعم هذه المليشيا في بداية الأمر ضابط بعثي، شارك في الانقلاب، وهو الطيار منذر توفيق الونداوي، الذي اصبح سفيرا  لصدام في ما بعد واما مساعده فهو نجاد الصافي. حيث يمثل مع زعامة علي صالح السعدي التيار المتشدد والمتسلط على زمام السلطة في انقلاب 1963 .
وهنالك ايضا تيارا يميل نحو المرونة والحلول السياسية بزعامة حازم جواد ويساعده عبد الكريم الشيخلي الذي اصبح بعد حركة 1968 وزيرا للخارجية.
اما تيار أحمد حسن البكر فكان يمثل التيار المعتدل والذي يحاول عدم اظهار نفسه بمظهر التيار المتكتل بقدر ما يظهر نفسه على انه جهة استشارية ناصحة. كما تميز البكر في تلك الفترة بانتماءه المهني الذي تغلب على انتمائه الحزبي وهذا واضح من خلال اتخاذه لسلسلة من القرارات العسكرية داخل الجيش للضرب على يد الضباط البعثيين ضد فوضى احداث الحرس القومي داخل الجيش. كما انه كان من المساهمين لوضع الخطة الخاصة بالاطاحة بالحرس القومي لمصلحة الجيش وللتبرؤ من الجرائم التي شاركهم فيها باعتباره احد قادة الثورة. .

ومن جرائم امريكا : البعث والقطار الامريكي
وعلينا ان لا  ننسى او نتناسى  الدور الرئيسي  للمخابرات والدوائر الامريكية  (CIA ) قبل و بعد انقلاب 8 شباط 1963 , حيث كان ل (سي.آي .اي) دورا بارزا في انجاحه, ويقول رامسي كلارك احد ابواق النظام الصدامي واحد المدافعين الاشداء في هيئة الدفاع عن الطاغية صدام : " في عام 1963 قامت ال (سي . اي .اي)   بانقلاب اطاح بعبد الكريم قاسم" .
 اما سكرتير الدولة الامريكي في حينه ، فقد صرح بعد الانقلاب  بان الحكومة الجديدة هي معادية للشيوعية وبموقفها هذا فانها تجد لنفسها من يعطف عليها. وعلقت الـ (نيويورك تايمز)  بقولها ان الانقلاب العراقي مقبول من وجهة النظر الامريكية وهو متفق مع ما نطلبه.
أما حديث المللك حسين بن طلال عاهل المملكة الاردنية الهاشمية بعد عدة اشهر من الانقلاب الاسود مع رئيس تحرير جريدة الاهرام الاستاذ محمد حسنين هيكل في 27 ايلول 1963  فخير دليل على ذلك  حيث قال: ( ان ما جرى في العراق في 8 شباط قد حظى بدعم الاستخبارات الاميركية , ولا يعرف بعض الذين يحكمون بغداد اليوم هذا الامر ولكني اعرف الحقيقة , لقد عقدت اجتماعات عديدة بين حزب البعث والاستخبارات الامريكية , وعقد اهمها في الكويت .. اتعرف ان محطة اذاعة سرية كانت تبث الى العراق، زوّدت يوم 8 شباط رجال الانقلاب باسماء وعناوين الشيوعيين هناك للتمكن من اعتقالهم واعدامهم ).

جرائم البعث
صار العراق من شماله الى جنوبه في تلك الايام السوداء، سجنا رهيبا مفاتيحه في يد هؤلاء القتلة وعصاباتهم وتعاملوا مع السجناء بلغة المكواة , والمثقب الكهربائي , والمنشار الالي , والسموم , وقضيب حديدي مدبب يغرس في جسم الضحية ثم يضاف لجرحه احد انواع السموم , والاسلاك الكهربائية لحرق الجسم و سوائل للحرق.
 اما مسلخ قصر النهاية  الأكثر من سئ الصيت فكان اسما على مسمى حيث عذب  في سراديبه ومسالخه معظم الشخصيات الشيوعية والوطنية, وامتلات سراديبه ببرك الدماء وبالجثث المتفسخة للضحايا و بايادي واصابع مقطوعة بالة القطع الرهيبة، وجرى اغتصاب الفتيات والنساء وبنات  وزوجات المعتقلين، امام اعين ذويهم او باجلاسهم على قضبان وقوازيخ من الحديد في سراديب مظلمة, موحشة, رطبة.
ولو تصفحنا الكتاب الوثائقي المصور  (المنحرفون) - الذي اصدرته اجهزة دوائر انقلاب تشرين العسكري التالي لخجلها مما جرى وحدث ولاعلان برائتها من الاعمال الاجرامية - وفيه جزء من الوثائق والتقارير والبرقيات وكتب رسمية وقرارات وشكاوى وافادات المتهمين ومعلومات وحقائق وبرقيات سرية و فورية وادوات والات التعذيب الوحشي سراديب قصر النهاية والمستندات والصكوك وتفاصيل عن القتل في الاحواض الحامضية والمفروشات والاسرة الجرمية، ويشتمل اسماء الضحايا والقتلى والمفقودين من المواطنين الابرياء من ابناء وبنات الشعب العراقي، قبل محاكمتهم!! لانهم كانوا يقتلون ثم يحقق معهم!!
  ونرى ايضا صور للضحايا الابرياء من النساء و الرجال دفنوا وهم احياء وبملابسهم وصورا لمقابر جماعية في منطقة الجزيرة (وهي منطقة نائية تقع بين بغداد والكوت, والتي دفن فيها مئات الابرياء من قبل جلادي الحرس القومي وان اغلبية الصور ماخوذة في شهر 12 من عام 1963, وحسب تقارير الطب العدلي اثبت بان اغلبية هؤلاء الضحايا دفنوا وهم احياء)، بالاضافة الى تفاصيل جرائم اخرى كثيرة يندى لها الجبين, نعم هكذا كانت اعمال المنحرفين العفالقة مع وصولهم للحكم واغتصابهم للسلطة في شباط 1963 حين فتحوا بوابة الجحيم على شعبنا العراقي وحين كان حلهم لاية مسالة هو العنف و القتل و الاغتيال والتعذيب والاغتصاب.

يقول احد شهود العيان : نعم تم نشر مراكز الحرس القومي في كل  مدينة وفي كل محلة  وشارع , وكان اعضائها كالوحوش البشرية  يقطعون الابرياء اربا اربا وكانوا يحملون الرشاشات والهروات والعصى وقضبانا من الحديد يصفعون ويركلون ويضربون كل من لا يعجبهم مما صادفوه ببساطيلهم الجهنمية و يعتقلون  كل من اشتبهوا به, نعم كانوا كعزرائيل جاءوا ليقبضوا على الارواح البريئة, كانوا يقتحمون البيوت ليلا ويحطمون الابواب والشبابيك ويدنسون حرم البيوت الامنة, وكم مات من الابرياء بركلات هؤلاء الهمج، حين كانوا في بيوتهم يغطون في نوم عميق لا يعرفون ماهي السياسة، والأمثلة كثيرة لاتعد ولاتحصى لجرائم تلك الوحوش الكاسرة .

الكرد الفيلية وتسفير او تهجير البعث
وفي عام 1963، ايضا، ارتكبت من قبل الحرس القومي جرائم بشعة ضد الكورد الفيلية وبخاصة ما عرف بجرائم حي الاكراد في بغداد والسبب في ذلك ان حي الاكراد كان معقلا للحركة الوطنية للحزب الديمقراطي الكردستاني وللحزب الشيوعي العراقي والمكان الذي يسكن فيه العديد من التجار الاكراد وهو ما شكل مصدر الخطر على نظام حكم الحرس القومي في بغداد حينذاك.
وتكررت هذه الاعمال القذرة بيد البعثيين ضد الكورد الفيلية والشيعة على حد سواء حيث تمثل الفترة السوداء في تاريخ العراق وهي منذ توقيع اتفاقية اذار عام 1970 وحتى عام 1988 حيث قام نظام البعث بقيادة صدام بممارسة ابشع صنوف الاضطهاد والجرائم المحرمة الدولية ضد شعب امن مسالم يحب الحياة والحرية فقد قامت السلطات بتهجير واخفاء مئات الالاف من البشر بلغ عددهم مايقارب مليون انسان دون ذنب سوى انهم من خيرة ابناء العراق لا يسجدون لصنم ولانهم من الكورد أو من اتباع المذهب الشيعي وهم يمسكون عصب الحياة التجارية في العراق ولهم دور كبير في الحركة الوطنية العراقية. وإختفى مئات الالوف وغيب وفقد في سجون النظام كما صار العديد منهم حقولا لتجارب الاسلحة البايولوجية والكيماوية وفقا للوثائق التي تم العثور عليها، ومنها ما قامت به الوحدة العسكرية رقم 5013 من الصنف الكيماوي من الحرس الجمهوري.

البعث وهجرة العقول والاساتذة
تم اعتقال وتعذيب وتهجير العلماء فلم يذهب عن بالنا والى الان العالم ماساة الدكتور  “عبد الجبار عبد الله” الذي سافر خارج وطنه العراق مرغما ، فبعد إشتداد الحملات المسعورة من قبل البعثيين والمأجورين من رعاع البعث والحرس القومي للنيل من الأساتذة والرموز الوطنية والإبداعية وكان لابد ان تشمل  بالطبع عالما وطنيا فذا كعبد الجبار عبد الله.. تلميذ انشتاين والمتخصص في النظرية النسبية الذي غادر العراق وهو يحمل على جسده النحيل بصمات التعذيب لجلادي الحرس القومي كوصمة عار تأريخية على جبين             سلطة البعث عندإغتصابها المبكر لدولة العراق.                      .

البعث هو البعث في العراق او سوريا
ونفس تجربة الحرس القومي البعثية ، تكررت في آذار سنة 1963 بسوريا في حماة حيث بدأ الحرس القومي البعثي بإثارة و استفزاز حفيظة الشعب المؤمن المحافظ وإرعابه ، بأفكار البعث  التي فرضوها على المجتمع.
و رفعوا شعارات : ( يا أخي قد أصبح الشعب إلهاً )،
و   ( لا تسل عني و لا عن مذهبي *   أنا بعثـي اشتراكي عربي )
و   (آمنت بالبعث رباً لا شريك له  *  وبالعـروبة دينـاً ماله ثاني)
و   (هات سـلاح وخـذ سـلاح   *   ديـن محمـد ولّـى وراح)

جماعة الخالصي في الكاظمية
هذه الميليشيا المحدودة العدد التي عُرفت بجماعة الخالصي مقرها مدينة الكاظمية، وهم مسلحون يأتمرون بأمر الشيخ محمد مهدي الخالصي (ت 1963)  ويعتبر مرجعا دينيا لها وكان ابيه الخالصي الكبير من قادة ثورة العشرين ومن الذين واجهوا الاحتلال البريطاني رحمه الله ومن الذين طردهم المحتل خارج العراق. وقف الخالصي بوجه قانون الاحوال الشخصية ولدي مسودة رسالة بخطه مرسلة الى الزعيم عبد الكريم قاسم لتفنيد بعض النقاط المذكورة في القانون.
 لكن الشيخ  استخدم العنف مستغلا الظرف الراهن لمواجهة الشيوعيين  ولذلك أعان ميليشا الحرس القومي بصورة مباشرة او غير مباشرة، ولكنه استمر في نهجه المساند لحكومة عبد السلام عارف حتى قيل بانه كان سنيا قوميا.
اصبح سرداب مدرسته المسماة مدينة العلم في الكاظمية ، سجنا للشيوعيين في حينه وقد تم تعذيب وقتل الكثير منهم وتصفيتهم وزاول اتباعة سياسة التهجير القسري ضد البعض من الذين اتهموا بالشيوعية من الساكنين في محيط مدرسته خصوصا وفي الكاظمية عموما، كما رأيت وسمعت في حينه.
اما في زمن امين بغداد ( المقبور خيرالله طلفاح ) عندما منع السفور قام جماعته بصبغ اقدام وارجل النساء والفتيات السافرات .
لازالت هذه الجماعة متواجدة في الكاظمية ، وهاجر قادتها الى سورية في ابان الحملة المسعورة لصدام في الثمانينات. والمتحدث باسمها اليوم الشيخ جواد الخالصي وله موقف من العملية السياسية الجارية في العراق ويتناغم مع حارث ضاري هيئة علماء المسلمين المساند للنظام الصدامي ، وقد وضعت المدرسة واتباعها تحت نظر الامن واستجوبوا عدة مرات على تجميع تبرعات او نشر كراس.

وللشيخ محمد مهدي الخالصي خطبة شهيرة عنوانها (( قل اعوذ برب الفلق، من شر ماخلق، ومن شر ميشيل عفلق)) وتندر بها المعارضون للحكم الصدامي لفترة طويلة
خطبة الجمعة التي القاها سماحة الامام الشيخ محمد الخالصي رحمه الله في صيف عام 1963 م  ابان تسلط العفالقة، وذلك في المسجد الكبير في الصحن الكاظمي المطهر (جامع الصفوي سابقا، جامع الجوادين حاليا)، انفرد بها، وجسدت شجاعته و جراته في بيان حقيقة مشيل عفلق ودوافعه الخبيثة ضد الاسلام و العراق:
 (( فتمسكوا بالقرآن،
القرآن يقول ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ- المائدة آية ٥١ )
القرآن يقول (لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ- آل عمران آية ٢٨)،
القرآن يدعو إلى نبذ من خالف الاسلام من اليهود والنصارى، وعلى هدي القرآن حاربنا في الحرب العالمية الاولى الانكليز لانهم مسيحيون، وحاربنا اليهود اشد الحرب لانهم يهود، وحاربنا في الثورة الكبرى ثورة العشرين لنطرد النصراني الحاكم من بلادنا، وحاربنا فيصل وزمرته ووزرائه وما اعد له الانكليز من عدة الى ان هلك لانه مطيع للانكليز، وحاربنا شريف مكة لانه خدعه الانكليز، خدعه النصارى. وحاربنا هذه الحروب الكثيرة الطويلة لاننا لا نريد ان نطيع يهوديا ولا نصرانيا مع ان اليهودي و النصراني يؤمن بالله و الانبياء وينكر خاتم الانبياء فحاربناهم. فماذا فعل الاستعمار؟ جاءنا بالذليل الهالك الخاسر...
 قلنا حاربنا اليهود لاننا لا نقبل حاكما كافرا يهوديا ونستهدي بالقران الكريم (وَلَن يَجْعَلَ اللّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً-سورة النساء- آية١٤١ )
فماذا عمل الاستعمار؟؟ دس يهوديا امه يونانية، ابوه قبرصي، صار مسيحيا دسه ليكون مرشدا للمسلمين فهل يجوز لنا ان نسكت عن ذلك... اننا لا نخالف من لا يمنع صلاتنا ولا يصدنا عن دين الله...
ولكن هيهات ان نقبل يهوديا نصرانيا يونانيا ليكون مرشدا لنا،  اين القران، محمد (ص) مرشدنا، ائمة الهدى (ع) هداتنا، اصحاب رسول الله (ص) قدوتنا، نرفع اليد عن كل ذلك ونتبع يهوديا.  اثار الاستعمار فتنه البابيه و البهائية في ايران و سخرهم له وجعلهم مطية لاغراضه وجعل لهم اسما فسماهم اغنام الله، واليوم في كتب البهائيين يفتخرون بهذا الاسم و يقولون انه وحي منزل.
والقاديانيون بعد ان سخرهم الاستعمار فانه سمى كل واحد منهم باسم حمار المسيح الموعود.
ولكن بلاء العرب اشد واشق من كل ذلك، جعل مرشدا و سماه عفلق للسخرية، الاستعمار بعد ان يملك ويستعبد البلاد يسخر منهم حتى بالالفاظ... ولكن مصيبة العرب اشد و اشق  جاءنا بـ(مشيل عفلق)، من هو ميشيل عفلق، ما هذا الاسم، الا يوجد اسم عربي، الا مرشد عربي الا مرشد مسلم؟
ميشيل عفلق، وما عفلق؟.
 انقل لكم عبارة القاموس و اعتذر عن نقلها لترون مدى سخرية الانكليز و الاستعمار بنا وكيف يصدنا عن ديننا ويهزا بنا، واعتذر عن نقلها لانها بذيئة، ولكن لا بد من نقلها تنبيها لاخواننا كي لا يتبعه احد، وارجوا منكم ان تكتبوها عن القاموس وتبثوها بين الناس ليعلم درجة استهزاء المتسعمرين بنا، قال في القاموس: عفلق الفرج الواسع الرخو و المراة السيئة المنطق، تركنا الالفاظ العربية كلها والاسلامية واتينا بعفلق... فليس معناه ان نقبل يهوديا وعفلقا. ليكن مرشدنا عربيا مسلما وليحذر المسلمون والعرب من اتباع هذا الشر ويوحدوا كلمتهم.
الله اكبر، عفلق مرشدنا يا ضيعة الدنيا وضيعة اهلها والمسلمين وضيعة الاسلام، كما لم يكن لماركس وانجلس ولينين وخروشوف موطيء قدم في بلادنا فسوف لا يكون لعفلقنا موطيء قدم في البلاد الاسلامية العربية.
 الحكم لله وحده و للاسلام و للعرب وحدهم وللوحدة الاسلامية... نذب عن شرفنا، عن مجدنا، عن عروبتنا، عن اسلامنا ولا نقبل عفلقا ولا ماركس... قل ما ماشئت لا اليهودية و لا النصرانية ولا كل من يخالف الاسلام، عفلق مرشدنا.... القرآن يذهب، محمد يمحى اسمه، ويخسا يخسا وليخسا عفلق.... عفلق ما معنى هذا.... انا لا اتمنى الموت ولكن الشاكي يقول:
فياموت زر إن الحياة ذميمة       ويا نفس جدي ان دهرك هازل
جاء احد اخواننا واصدقائنا يقول كف عن عفلق، قلت ولماذا؟ قال: لان بعض  الناس لا يرغبون في ذلك او يغضبون، فقلت سبحان الله، ان كان الغاضب مسلما او عربيا فليس يغضب لانني ادعوه الى احياء اللغة العربية و احياء الاسلام، وان كان غير مسلم فلا يهمنا كان من كان اذا اصر على اتباع عفلق وعدم تبديله وتغييره نحن نصر اكثر على اتباع محمد، اهل بيت محمد، اصحاب محمد، قرآن محمد، من نخشى؟؟؟ نخشى عفلق ومن اتبعه ممن اصر على امامته للعرب وللاسلام ولكل شيء؟
 نحن اعداء عفلق ولكننا اولياء كل عربي وكل مسلم، وندعو الى الوحدة وندعوا الى نبذ الخلاف... وندعوا الى كل ذلك ولا نبالي ونلتمس العون من الله...
 ننصحهم الا يقولوا ان اعدى اعدائنا زمرة الخالصي، ولئن قالها قائل فزمرة الخالصي المؤمنة بالله لا تبالي بهذا القول ولا ترى الموت الا سعادة والحياة مع عفلق، مع الظالمين الا برما، و اقراوا: ( قل اعوذ برب الفلق، من شر ما خلق ومن شر ميشيل عفلق) )).

ميليشيات صدامية
قبل وبعد الاحتلال وفي أعقابه

المقدمة
دخلت البلاد في دوامة الإرهاب وأصبح قطع الرؤوس والقتل العلني والقاء الهاونات على المناطق الامنة اخبارا مألوفة ، والمتهم الرئيسي في ذلك هم ازلام صدام ، الذين كانوا يزاولون هذه الاعمال ايام النظام المقبور في المعسكرات والمقرات السرية لاجهزة القمع المتخصصة .

ادت دوامة الارهاب هذه، إلى الفوضى في الشارع العراقي وادت الى ان يكون ضحايا اعمال القتل والاختطاف والذبح والتفجير والتفخيخ بأكثر من 655 ألف عراقي، بين محترق بنيران عبوة ناسفة او سيارة مفخخة او مقطوعة الرأس، بعد حوالي اربع سنوات من سقوط نظام حكم صدام حسين.

 نعم تحول الأمر من إرهاب الدولة المحاط بالسرية والكتمان، إلى إرهاب المجاميع المختلفة التسميات والأهداف، والتي تشترك في شيء واحد الا وهو إنها تحتفل بإراقة دماء الآخرين وإنها تحفظ الدرس الذي تعلمته من المؤسسة الامنية والحزبية الدموية التي تديمها دماء الآخرين ونجد بصمات البعث في ما يحصل اليوم الذي هو كمثيله في الماضي عندما قامت قوات الحرس القومي بافضع الجرائم وكما بيناه سابقا.

وهذا الامر غير مستبعد اليوم خصوصا واننا عشنا ايام لاعتقال بعض النساء الغواني ممن لهن علاقات واسعة مع الطبقة المتنفذه في الحكم او من المتعاونات مع الاجهزة الامنية والمخابراتية ، وقد تم اعتقالهن وسلمن الى ذويهن بعد ذبحهن او رميت جثثهن في الشارع وامام ابواب بيوتهن مقطوعة الرؤوس.

المليشيات البعثية في العراق بعد 17 تموز 1968
قام النظام الدكتاتوري البعثي  بإنشاء ميليشياته الخاصة لانه خبير بذلك ولديه نظرية وتجربة ايضا في تشكيل الحرس القومي سنة 1963 ، ولكنه بعد ثورة 17 تموز طـَور النظرية وعمم التجربة، وكانت هذه الميليشيات تُؤسس وفق شعارات براقة مثل ( تحرير فلسطين ) او ( مقاتلة الأمريكان )، وقد أثبتت التجربة العملية أن القيادة البعثية وصدام كانا يقصدان:
عسكرة المجتمع العراقي أولاً ،
وقمع أي تحرك شعبي ثانياً ،
وإلهاء أعداد كبيرة من الشعب العراقي للتغطية على جرائمه وسرقاته ثالثاً وتعطيل التوجه والفعل الجماهيري عبر زجها في تلك الميليشيات رابعاً .
 وكان واقع المليشيات في ظل الحكم الصدامي في المرحلة الاولى كالاتي:

اولا وثانيا : الفتوة والطلائع
ففي بداية حكم البعثيين في 1968 تم انشاء مليشيتين طلابيتين وهما الفتوة، والطلائع او : «الفتوة وكتائب الشباب»، وتشكلتا بقرار من مجلس قيادة الثورة نفسه، وهو على نمط كتائب مليشيات سامي شوكة في الأربعينيات وانضم لها طلبة الثانويات والجامعات. كانت تلك التشكيلات مقدمات لعسكرة المجتمع، وتهيئته لكوارث قادمة.
وكانت مفتاح البداية، ضرورة اشتراك الطلبة في معسكرات العمل الشعبي، وعلى سبيل المثال كانت حقوق الطلبة ومساعدتهم متوقفة بالحصول على تأييد بالمشاركة في معسكر العمل الشعبي في ابو منيصير لغرض الحصول على قرض الاقسام الداخلية 5 دنانير شهريا سنة 1971 .

ثالثا: مليشيات الحزب الواحد - المنظمة الحزبية
انتشرت المنظمات الحزبية بين زقاق وزقاق وكان لها شرف مراقبة العوائل العراقية وكسب شبابها للعمل الامني والاعتداء على اعراض فتياتها وانتهاك حرمة العائلة العراقية حيث لا قدسية للذي يصلي ويصوم او غير منتمٍ لحزب البعث او شيوعي او مستقل. بعد الاحتلال كان هنالك اكثر من 100 الف اضبارة تخص المتعاونين مع الاجهزة الامنية الذين يسمون بالاصدقاء او المؤتمنين ولهم ارتباط تنظيمي مع المنظمات الحزبية في مناطق عملهم او سكناهم. واغلب هذه الاضابير بيد قوات الاحتلال.

رابعا: المنظمات الأمنية الحكومية ، عملها عمل مليشيات
الامن العامة، المخابرات، الاستخبارات، الأمن الخاص، طوارئ بغداد، الأمن العسكري، الأمن القومي، الحرس الرئاسي، .. والقائمة طويلة .

خامسا: الجيش الشعبي
وظهرت ميليشيا «الجيش الشعبي» البعثية سنة 1980، وفقاً لمرسوم من مجلس قيادة الثورة، وهو تنظيم شبه عسكري ضم اعضاء حزب البعث العربي الاشتراكي في العراق في بداية تكوينه، ويمثل القوة الموازية للجيش النظامي ويمتاز بتبعيته المباشرة إلى رئيس الجمهورية وولاءه الدائم له.
وبذلك تقلص دور الجيش في ظل حكم صدام حسين حيث عمد إلى إبراز دور الجيش الشعبي المنافس والموازي للجيش النظامي المحترف وذلك بهدف إيجاد توازن في القوة المنفدة للقانون والقوة البعثية الهمجية التي تحكم الشارع. وكان ظاهر انشاء هذه المليشيا حماية ( الجبهة الداخلية ) ضد الاستعمار والصهيونية، فشارك اعضاء هذا الجيش مع قوات الحدود وتوزع على سلسله طويلة من المخافر الحدودية
وشارك الجيش الشعبي ايضا في التعبئة الجماهيرية لحرب ايران وغزو الكويت، وأستُخْدِم كجهة إسناد للجيش العراقي خلال المعارك الضارية في الحرب مع إيران ، فانتشر اعضاءه في المدن والازقة والمحلات لغرض التبليغ عن اي متخلف عن الذهاب الى حرب صدام المقدسة مع ايران، والتي أسفرت عن سقوط ما يقارب نصف المليون من أزاهير شباب العراق فضلا عن سبعمائة ألف من المعاقين والمشوهين ، إضافة إلى نفقات الحرب التي تجاوزت المائتي ألف مليون من الدولارات وكذلك تجميد كل تنمية طوال مدة زمنية تجاوزت الثماني سنوات .
مارست قوات الجيش الشعبي مسؤوليات الميليشيا المسلحة التابعة لحزب السلطة وقوته الضاربة في القمع والاستبداد ضد الشعب العراقي لا غير.
تم حل هذه الميليشيات بنهاية الحرب العراقية – الإيرانية ، وأعيد تشكيلها من جديد بعد غزو الكويت في 2 / 8 / 1990 ، باسماء ومسميات اخرى.

سادسا : مليشيات الفرسان الكردية
ولا ننسى بان بعض الفصائل الكردية المسماة بالفرسان والتابعة لعشائر الجاف قد شاركوا صدام في حربه المقدسة في القادسية الثانية، واغراهم صدام فكانوا يلعبون بالسلطة في بغداد وبالدنانير العراقية وبازهاق ارواح العراقيين العرب المغلوبين على امرهم والاكراد الابرياء على حد سواء،
 اضافة الى ان صداما امر  باحتساب المدة التي يخدمون فيها في فصيل الفرسان كخدمة عسكرية مجزية لاغراض الراتب والعلاوة والترفيع والتقاعد مما ساعد في اضفاء الشرعية عليها .
وهذه القوات الغيت بعد انتهاء عمليات القادسية الثانية.

سابعا: طوق بغداد العشائري
قام النظام البعثي بتهيئة طوق عشائري يضرب على اطراف بغداد ومحيطا بها وهذا الطوق يتكون من عشائر متعاونة مع البعث ومستفيدة من الامتيازات والسلطة، غاضبة على الناس الابرياء في بغداد بعد ملئهم بالكراهية ، وهي اليوم تمارس القتل اليومي في مثلث اليوسفية وابوغريب واللطيفية والتاجي والطارمية والعامرية والمدائن والانبار والفلوجة. 
وشاهدناهم ينتشرون باسلحتهم على طول الطريق الرابط بين بغداد وكربلاء او النجف عند احياء المناسبات الدينية.



المليشيات البعثية في العراق التي ظهرت بعد 1991

ثم ركز ال
مرحبا بك في منتديات



www.ankawa.com