المحرر موضوع: وزارة التربية وهزالة الشخصية الكوردية ــــــــــــ 23 فتاح خطاب  (زيارة 458 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Fatah Khatab

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 100
    • مشاهدة الملف الشخصي
وزارة التربية وهزالة الشخصية الكوردية ـــــــ 23    

                          فتاح خطاب    

وقد أنتهى الجزء 22 بسؤال غاضب وعلامة تعجب:  
أهكذا إذن يا أصحاب الشأن يزدهر المسرح
وتورق براعم المستقبل؟!

والكِتابُ كما يقال، باين من عنوانه
تصوروا..! أن كل من حارب الفن عموماً والمسرح بالذات،
أصبح بالتالي عدواً شرساً للحياة والتطور والإنسانية.
ولنا أن لا نتعجب حين نرى كائناً ما وهو يدعو زاعقاً لمحاربة الفن عموماً
ويتهم القائمين به بالضلالة والخروج عن جادة الصواب ويهددهم بالهلاك
وبئس المصير..
وهو بذاته يقف على مرتفع، أشبه بالمسرح تماماً ويمثل دوره بأتقان
كأي ممثل محترف، وإن لم يتخلص بعد من زعيقه وصراخه،
نظراً لثقافته المتدنية والمحدودة في هذا المجال الهام،
ولم يرشده أحد من العارفين او ينبهه بأن الزعيق والصراخ الدائم
هو عيب من عيوب الأداء المسرحي
والكلام على وتيرة واحدة وإعادة أي كلمة أكثر من مرة واحدة
تولد البلادة الذهنية والغباء المستديم عند المستمع ولا تفسح له مجالاً
للتفكير السليم بما سمعه من كلمات.
والصراخ عادة يتأتى من عدم الثقة بالنفس. واسلوب او علم الخطابة،
قبل أن يُدرّسَ في الثانويات والمعاهد والجامعات، كان أصلاً منذ القدم،
درساً من دروس الفن المسرحي وبالأخص في العصر اللغة السنسكريتية الهندية. والسؤال هنا، من أين جاء الصراخ ولماذا أستمر لحد يومنا هذا؟
والجواب على السؤال هو أن الصارخ المسكين لم يشارك او حرم من المشاركة
في الأنشطة اللا صفية حين كان تلميذاً في المدرسة الإبتدائية.
وحتى شعرائنا ورؤوسائنا ومذيعي تلفزيوناتنا، لا يجيدون غير الصراخ،
لأنهم أُميون في فن الخطابة ومحدثون فاشلون بدرجة مخزية،
قارنوا خطابات هتلر وأحاديث اولوف بالما او تلكات بوش الأب ولباقة اوباما،
وأكثر مسؤولينا لا يستطيعون الإستغناء عن الورقة المكتوبة ورغم ذلك يخطأون،
لغوياً وتعبيرياً ويعيدون الكلام أكثر من مرة بسماجة
والسبب يرجع إلى المشكلة ذاتها. ومن هنا تأتي الهزالة الشخصية.
فعليهم أن يدخلوا المدارس الحديثة، من جديد بأسرع وقت ممكن
وأن يشاركوا مع الأطفال الحلوين في نشاطاتهم اللا صفية.
وبالأخص وزير التربية والتعليم والأخرين من المسؤولين الحزبيين،
لكي لايقلدوا معمر القذافي في حركاته وهوساته..
فتصوروا يا سادة، يا كرام للأجل ماذا أن دولة مثل السويد او أية دولة ديمقراطية وعلمانية اخرى، تبذل كل جهودها
او (غصباً ما عليها أن ترضخ لمطالب الشعوب المثقفة والواعية وغير المدجنة وغير المخدرة بالتفاهات من الأمور)
بإعطاء الأولوية والإهتمام الكامل برعاية وإحتضان النشء الجديد (من الجنسين، دونما تفرقة او تمييز،
حيث يغنون معاً، يلعبون معاً، يرقصون معاً، يدرسون معاً، يخرجون معاً، يسافرون معاً، يتناقشون معاً، يعملون معاً،
يبنون معاً، يدافعون معاً ويحكمون معاً) وتخصيص المبالغ الخيالية لأجل تربيتهم وتعليمهم وتهذيبهم وتقويمهم
وإستقامتهم وتصقيلهم وتقوية شخصيتهم..
ليكونوا أحراراً، لا عبيداً، عاملين، منجزين، ومساهمين، مشاركين جديين وأيجابيين في البناء والتنمية والتطور،
لا ليكونوا طفيليين او مرتزقة مأجورين وتابعين او بطالين مقنعين، تحت أي حيل لا قانونية كانت اوبإسم وبرئاسة أي حزب كانت..!
علماً بأن هنا في كوردستان مئات الآلاف من الطاقات الشابة جُمدت وأُجيرت فداءً لعيون الأحزاب المتنفذة
وهنا أيضاً في الدوائر والمدارس والمديريات التابعة لوزارة التربية والتعليم آلافاً من البطالة المقنعة
تحت غطاء حزبي وأن أكثر المدارس والمعاهد والكليات محتلة من قبل عوائل هؤلاء المقنعين..
وهذا هو الفساد والإفساد بعينه!
أهذه هي ميزة وزارة التربية في دولة مدنية ديمقراطية
أم هي حاضنة الحزب الحاكم السياسية؟!

           للموضوع صلة