المحرر موضوع: الربيع العربي جزافا والاسلامي واقعا!  (زيارة 1371 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يعقوب زكو

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 47
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الربيع العربي جزافا والاسلامي واقعا!
من المعروف والمعلوم ان اي رئيس لدولة من الدول الناطقة بالعربية ومن المحيط الى الخليج لم يكن ليتسلم السلطة في بلده او غير بلده الا بمباركة ودعم من امريكا او الغرب. وبعد غياب المعسكر الاشتراكي وانتفاء الحاجة لهؤلاء الرؤساء والعملاء القدامة وضرورة تبديل الوجوه وتبديل الايديولوجيات الموجودة والتي لها نوع من الاتجاهات اللبرالية بشكل او باخر بداْ بصدام ومرورا بالاخرين ابن علي, القذافي وحسني مبارك وعلي صالح وسياتي دور الاخرين تباعا. هكذا قررت امريكا والغرب تبديل هذه الوجوه والزعامات القومية الشوفينية والانتهازية والدكتاتورية والتي كانت تلبس او تتخفى ببرقع الديمقراطية والاشتراكية وغيرها من الالفاض والشعارات الرنانة المفرغة من محتواها الحقيقي وكانت تستعمل هذه الالفاض والشعارات لخلط الاوراق ولاعطائها فسحة من المجال لكي تتنافس وتقف بوجه القوى الحقيقية التي كانت تتبنى هذه الشعارات والاديولوجيات وتناضل من اجل الاستقلال والانعتاق وبناء مجتمع خالي من الاستغلال والمحسوبية والفؤية الضيقة الافق والانتقال الى مجتمع اساسه المواطنة واحياء القيم الانسانية التي تحفظ للانسان كرامته وعيشه الامن والرغيد. وهكذا نرى امريكا والغرب تبدل هذه الانظمة باخرى اكثر رجعية وتخلفا وتدعم قوى الاسلام سياسيي كبديل وذلك لمحاولة العودة بهذه الشعوب الى المربع الاول الاكثر تخلفا وجهلا لكي تبقى هذه الشعوب رهينة لها وتركع تحت اقدام امريكا والغرب لان قادة هذه المجاميع والاحزاب الدينية هم عطشة للسلطة والمال وباي ثمن كان ولهم القابلية على التغير والتلوين بشكل سريع وبلا حدود وكيفما تقتضي مصالحهم الشخصية والفئوية. واما البديل الاخر لهذه القوى فهي القوى اللبرالية واليسارية والتي لا ترغب امريكا والغرب بها ولا تخدم مصالحها.
امريكا والغرب يدعيان انهم يلعبوا دور الراعي الداعم لحقوق الانسان والديمقراطية ولحركة الربيع العربي (الاسلامي) وبطريقة حيادية  لكنها بالحقيقة منحازة.  فهي التي عملت طوال الحقبة الماضية على دعم القوى القومية والانتهازية وذات الصبغة الدينية المتطرفة والسائرة في فلكها لتسيطر على زمام الامور في بلدانها ومنها البلدان الناطقة بالعربية وان تستعمل هذه القوى وتساندها للحيلولة للمحافظة على مصالحها ولتنفيذ اراداتها في تحجيب دور القوى الاخرى البديلة في هذه البلدان واقصد بها القوى اللبرالية واليسارية لان امريكا والغرب كانت ولازالت تعتبر هذه القوى (اليسارية واللبرالية) هي العدو الاول لها والتي تهدد مصالحها وكيانها في هذه البلدان وفي العالم اجمع.
فاليوم امريكا والغرب وبعد الاطاحة بتلك الرموز التي صنعتها هي في الماضي تعلم ان البديل هو قوى الاسلام السياسي وهي التي تدعمها وترعاها بطريقة مباشرة اوغير مباشرة وهي التي تحث وتدعم الدول السائرة في فلكها كالسعودية ودول الخليج وتركيا لمساندة ودعم قوى الاسلام السياسي وهذا واضح كما يحصل في مصر وسوريا الان. وامريكا والغرب يظهران الحيادية بين القوى المتصارعة على السلطة في مصر مثلا وهي على يقين كامل بان قوى الاسلام السياسي ستفوز بالانتخابات لسببين اولا انها تدعمها ماديا ومعنويا وبطريقة مباشرة وغير مباشرة ومن جهة اخرى تحاول استخدام القوى الاخرى المعارضة لقوى الاسلام السياسي للضغط على قوى الاسلام السياسي لكي تعطي تنازلات اكثر من جانب ومن جانب اخر لكي تملي شروط والتزامات اضافية عليها لكي تحصل على مكاسب وامتيازات تجعلها تحافظ بها على مصالحها ومصالح اسرائيل الدولة الاولى التي تحافظ وترعى مصالح امريكا والغرب في منطقة الشرق الوسط وهي مصلحة مشتركة للطرفين. وهكذا تتمكن امريكا والغرب من السيطرة على اغلب منابع النفط من جهة ومن جهة اخرى لاهمية المنطقة الستراتيجية من النواحي العسكرية والتجارية.
فالمطلوب من شعوب منطقة الشرق الاوسط الوعي التام والبصيرة الثاقبة بالنظر الى البعيد وعدم تصديق طروحات وادعاءات امريكا والغرب وعدم الانجرار خلفهم وخلف القوى التي تسير في فلكهم والتي تراعي مصالحها الانانية الضيقة على حساب مصالح شعوبها ويجب استغلال الديمقراطية الشكلية التي جاءت بها امريكا والغرب الى المنطقة وتحويلها الى ديمقراطية حقيقية تعبر عن طموحات ومصالح شعوبنا لكي تستقل هذه الشعوب بقراراتها وتعمل لصالح شعوبها وتحقق التكافىْ الاجتماعي والرفاهية والعيش الرغيد لشعوبها.

يعقوب زكو
كانون الثاني \  2013 السويد