المحرر موضوع: دولة السيد المالكي والشيوعيون  (زيارة 1127 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل samir latif kallow

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 50554
    • MSN مسنجر - samirlati8f@live.dk
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
دولة السيد المالكي والشيوعيون

 
إبراهيم الخياط الأثنين 13/11/2006
في مبادرة مباركة قدم دولة رئيس الوزراء السيد نوري المالكي كلمة بعد النطق بإعدام الطاغية ، وللكلمة كانت دلالات كثيرة منها أن عادت سياقات الدول لنا حيث الرئيس يخاطب رعاياه في جلل الأمور ، ومنها أن الرئيس يواسي ضحايا حاكم سابق ، مخاففة لآلامهم ، ودرءاً لنفسه الأمارة أن تطغى ، ومنها ـ أيضاً ـ أن يبث الشعور في خلايا عموم الشعب أنهم سواسية لديه وأنه مقسم عليهم بتساو يغبطهم ، ويورثه التعب والأرق وجسام المهام مع مخاطرها .
وهنا أخاطب سعادته لأنه مناضل في حزب مناضل لم يعرف شعبنا في عهد الطاغية المدان غير رمزين للمعارضة ، أولهما الحزب الشيوعي ، وثانيهما حزبه حزب الدعوة ، وصار كل مثقف ديمقراطي تقدمي علماني يحشر حشراً في عداد الشيوعيين ، كما صار كل ذي هوى إسلامي ـ سياسي ينعت بالدعوة قسراً ، وهكذا كانت ساحة الداخل الوطني لرجال الرمزين وشهدائهما ولم آت على ذكر العزيزة المنكوبة كردستان قصداً لا سهواً .
وليت شعري هل يعلم فخامته ، كم عادى الطاغية الشيوعيين وآذى أهليهم حتى تمنى الأهلون الموت على أن يحيوا وهم يجرجرون من أمن الى أمن ، ولم يبخس المبادون حقهم إذ أقروا ـ قبل الأصدقاء ـ للشيوعيين بأنهم أهل نضال وصلابة وشهادة ، ولم يكتف الشيوعيون بالنضال السياسي لوحده بل إجترحوا الرفض وأعلنوا الكفاح المسلح إسلوباً آخر لمقارعة الدكتاتورية وسطروا أساطير الأنصار ، فكم من قرية وقصبة كانت تنتظر مفارز " البيشمركة الكومنست " لأن الأهالي يتباهون بهؤلاء الندرة من المناضلين الذين تضم قواهم المسلحة باقة من النصيرات اللائي استشهد منهن العديد و العديد ، وكم كانت الزنازين المأهولة تتوق لحل الشيوعيين بينهم ، وحريّ أن نذكر ما قاله السيد عوف عبد الرحمن مدير ناحية بهرز بأنه كان في زنزانة واحدة ـ أواسط الثمانينات ـ مع شيوعي وقد شاكسه هذا الأخير فنقل ـ أي الشيوعي ـ الى زنزانة أخرى ليعود بعد حين فلما عاتبه السيد عوف على مشاكسته أخبره الشيوعي بأسفه وأسره بأنه ذهب الى زنزانة اخرى ليحفظ له إحدى طوال سور القرآن بعد أن تأفف السيد عوف في يوم ما لنسيانه السورة إياها ، فلم يكن امام الشيوعي ـ وهو في زنزانة الإعدام ـ إلاّ أن يذهب بعذر المشاكسة كي يطيب خاطر رفيق زنزانته لا غير ، وأستشهد فيما بعد إعداماً .
الحقيقة الجلية أن للشيوعيين شهداء كثارا وكبارا في حساب البيدر العراقي لا الحقل الشيوعي ، ولكن السيد المالكي تجاهلهم وهو رئيس حكومة العراق والوحدة الوطنية وليس رئيس حكومة قائمة دون غيرها ، والآن كيف يستطيع معاليه أن ينهي الوزراء عن تحويل وزاراتهم الى كانتونات حزبية إذا كان جنابه يأتي على ذكر شهداء قائمته فقط ويجهر بحزبه حصراً ، فهل من العدل أن لا ياتي على ذكر الشهداء الشيوعيين ولو تطييباً لآثار نكبات أسرهم ليس الاّ ، ناهيك عن أن الحزب الشيوعي هو حزب الشهداء حقاً ، وإن كان الحرج قد بلغ مبلغه فأما كان الأرأق أن يطلق نعوتا توحي ولو على أضعف التعابير ، مثل " شهداء الحرية " أو " شهداء الديمقراطية " لاسيما أن القسم الحكومي ينص فيما ينص على بناء العراق " الديمقراطي " .
إلا إن ما نبغيه ونبتغيه هو حق جليل مقدس مدمى ، وليس في الامر منّة ، فالجبال والاهوار والمرابع والمروج والدرابين والمقاصل والأقبية والمحابس ناطقات ، فلا تبخس الناس أشياءهم سيدي ، وكدت أقول : يا دولة رئيس الوزراء لا تبخسنّ الشيوعيين شهداءهم الألوفيين ، لأن الدكتاتور الجزار المدان الذي يعد صاحب أكبر سجل للضحايا في التاريخ قد دشن سجله الأسود أواخر الخمسينات بدم الرفيق الشيوعي الشهيد سعدون التكريتي . [/b]
 
 
 

http://www.aljeeran.net/wesima_articles/articles-20061113-55118.html
مرحبا بك في منتديات



www.ankawa.com