أين أنتَ
إيناس صبيح
نشرت في جريدة (صوت بخديدا) العدد 32 ت2 2006
أينَ كُنتَ وأينَ كُنتُ
كي أعيشَ عذابَ بُعدكَ
لحظاتٌ تمضي وتأتي
وأنت أين أنتَ؟
أنت غائبٌ عن العيون
وأنا وحدي أصرخُ بصمت قاتلٍ
أحس نفسي طائراً ثقيلاً
يمرقُ خلال النور المعتم
أشعر بجسدي صغيراً واهناً
والدموع ... آه منها... هل ستنفذ؟
فهي تبدو كقطرات ماء الينبوع
تتساقط ببطء في القدح الممتلئ
ليجرحَ زجاجهُ أصابع يدي
فيمتزجُ الحبرُ بالدم ِ
ويصرخُ القلمُ من الألم ِ
ياليتكِ يا بحور دمي
تميتيني ... تجرفيني ... تلملميني
وبأحضان حبيبي تسكنيني
دموعي ألسنة نار
حُرقتها تكوي الجفون
قل لي من اسأل عنك َ
أأسأل المقاعد التي كنا نَجلسُ عليها
أم أسأل سيقان الأشجار
التي حفرنا عليها أحلى أمانينا
أم أسأل العصافير المغردةِ على صمتِنا
أشواقٌ وأشوقٌ إلى متى الاشتياق ؟
كلماتٌ وكلمات
كلمة سأطبعها بأصابع يدي الجريحةِ
على شرايينِ قلبكَ
لتختلط مع بحور ِ الدم ِ
وتختفي بدمِكَ لتكونَ حارساً لكَ
كلمة ولدت قبلك وقبل أن ترى الشمس
كلمة أضاءت قمر ليالينا
كلمة ستموت قبل أن ،
تضع زهورِكَ الحمراء على قبري
ستخطها برموش عينيك َ وبدمعكَ
احبك ِ ...