المحرر موضوع: وزارة التربية وهزالة الشخصية الكوردية ــــــــــــ 35 فتاح خطاب  (زيارة 522 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Fatah Khatab

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 100
    • مشاهدة الملف الشخصي
وزارة التربية وهزالة الشخصية الكوردية ـــــــ 35    
                         
                            فتاح خطاب

وقد إنتهى الجزء 34 : 
لا نريد حكومة تحمل على رأسها ريشة،
وإنما حكومة تضع نصب عينيها القانون

وهنا تحضرني مقولة ل (جومو كنياتا / رئيس جمهورية كينيا الأول)

(عندما كنت أقف أمام الجماهير وهي تهتف لي بكل حماسة وحرارة
كنت أُفكر دائماً بشئ واحد، ألا وهو أنهم قد أتوا اليوم مرحبين بي
وغداً سينقلبون هم أنفسهم عليّ
وسيضربونني، إن لم أكن عاقلاً..!)

هذه الصراحة الافريقية، تضعنا أمام إحتمالات كثيرة.
ومنها السقوط المعنوي الذي يسبق السقوط المادي المدوي والمأساوي
او الإحتفالي،  كما حصل لصدام وأعوانه.
وما ذكرناها من أمثلة في الجزء 34 المتمثلة ب: الممارسات السياسية الخاطئة والخطيرة في آن واحد، في نطاق وزارة التربية والتعليم، على سبيل المثال،
بإعتبارها تضم بين جنباتها أكبر شريحة إجتماعية، قوة، حيوية وتأثيراً، 
هي أن يعطي الحزب لمن يشاء ويذل من يشاء..
سواء أ كان سياسياً او مزاجياً، تصب في هذا الإتجاه.
والسقوط المعنوي غالباً ما يظهر للعيان في أثناء الإحتكاكات والتعاملات
والعلاقات بين الأساتذة أنفسهم وبين الأستاذة والطلبة من جهة أُخرى.
والمصيبة الكبرى أنه قد أُشيع بين أجيال الطلبة، منذ الإنتفاضة الشعبية العارمة،
بأن الحكومة الفتية قد خرجت من صلب شعبه وستكون وفية لما عاهدت به
من وعود وإلتزامات وستعمل جاهدة لتحقيق أماني وتطلعات الشعب
في الحياة الكريمة والعدالة الإجتماعية والمساواة، تحت سيادة القانون،
حيث لن يكون هناك أحد فوق القانون.. حسب إدعاءاتهم السابقة.
لكن الطلبة أنفسهم أكتشفوا من خلال معايشتهم اليومية وما رأوا من ممارسات وإجراءات الحزب الحاكم التعسفية وغير الإنسانية بالمرة،
في التفرقة والتمييز والتفضيل وإزدواجية المعايير،
ما تتناقض تماماً وتتقاطع مع الشعارات والإدعاءات
التي طرحت، في سابق الزمان، من قبل بعض القيادات الحزبية.
وإليكم بعض المشاهد الهزلية من عهد الحرية والديمقراطية..
1 ـ صناعة النجم بأمر الحزب الحاكم:
حدث وأن تخرج طالب من معهد الفنون الجميلة.
ضمن طلبة متفوفقين. ولكونه حزبياً وله علاقات مع بعض المتنفذين.
عُيّن مباشرة في المعهد ذاته، كأستاذ منتدب ضاربين قانون التعيين عرض الحائط ، وكوّنَ فرقة مسرحية لها ميزانيتها الخاصة جداً
وقدم خلال أقل من سنة، أكثر من أربع مسرحيات
وسافر بمعية فرقته ولأول في تاريخ المسرح الكوردستاني إلى المانيا وبلدان أخرى..  أما الطلاب الذين كانوا معه في ذات الدورة الدراسية،
إنتهى أمرهم بضياعهم في القرى والأرياف او بقوا عاطلين عن العمل
2 ـ الطلبة يضربون عن الدراسة
ويطردون استاذهم الفاشل والمفضوح:
جاءني أحد طلبة المعهد، لم ألتق به يوماً ولم أتذكره،
بدأ يعاتبني على برودة أعصابي ولامبالاتي بما وصلت إليه حال المعهد
من تدني مستوى التعليم وفساد إداري،
جراء تعيينات عشوائية وبتزكية حزبية،
فسألته عن الأستاذ الفاسد الذي سبق وأن رفعت عنه الشكوى
لوزير التربية أكثر من ثلاث مرات،
فقام من مكانه ليمثل مشهداً عما جرى لهم عند دخول الأستاذ الفاشل
لقاعة الدرس. حينها تفاجأ الطلبة بدخوله، فتركوه وحيداً في الصف،
رغم تهديدات الإدارة لهم، مستنكرين وجوده معهم، لأسباب كثيرة،
لم أتطرق إليها في الشكوى المذكورة
وتبين أن الطلبة يعرفون عن اللاعبين الأساسيين، أكثر مما نعرفه نحن.
فالمشكلة ليست في قبول او رفض الطلبة وإحتجاجاتهم
وإنما لها دلالات أُخرى أعمق وأشمل،
ألا وهي (أن التراكم الكمي يؤدي التغيير النوعي) كمصطلح سياجتماعي.
فتلك التراكمات من الممارسات والإجراءات غير العقلانية وغير القانونية
وغير الإنسانية تؤدي حتماً إلى (السقوط المعنوي) في بادئ الأمر،
ثم يليه فيما بعد السقوط السياسي المدوي..             

                    للموضوع صلة