المحرر موضوع: 0آراميون .... أم شيء آخر؟؟؟  (زيارة 2321 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سعيد لحدو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 88
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
0آراميون .... أم شيء آخر؟؟؟
« في: 01:21 16/11/2006 »
0آراميون .... أم شيء آخر؟؟؟
[/color]



يقول المثل الهندي: حين يشير إصبع إلى القمر, ينظر الغبي إلى الإصبع.
ينطبق هذا الحال على مجموعة من أبناء شعبنا الذين اتخذوا من التسمية الآرامية سلاحاً لمحاربة الآخرين من إخوانهم على اختلاف مسمياتهم. وجعلوا جل همهم وضع العصي في العجلات التي يحاول غيرهم دفعها للتقدم ولو خطوة صغيرة باتجاه التخفيف من آلام هذا الشعب وتحقيق بعضاً من أهداف نضاله القومي.
ولأن الآرامية كما نعتقد ونؤمن, ليست مسبَّة, لا بل هي تسمية مشرفة ومدعاة للفخر والاعتزاز لكل أبناء شعبنا كما هي الآشورية والسريانية والكلدانية, وأية تسمية أخرى نابعة من تاريخنا العريق الممتد لآلاف السنين, وقدم للبشرية كل ما يمكن أن يتباهى به إنسان متحضر, فإن المقياس الصحيح لدقة  المواقف وصوابها هو مدى ما تحققه تلك المواقف من فائدة مرجوَّة على صعيد  واقعنا القومي والشعبي بغض النظر عن  الإسم أو المفردات التي تستعمل للوصول إلى تلك الفائدة.
لقد دفعني إلى هذا القول ما لاحظته وأدهشني وهو شدة الانزعاج الذي أحس به بعض من أدعياء الآرامية على خلفية بعض الإنجازات التي تحققت في قضية مذابح شعبنا التي جرت في تركيا العثمانية إبان وبعد الحرب العالمية الأولى, وذلك لدى بعض الأوساط السياسية والإعلامية الأوربية والتي كان آخرها بث القناة الثانية في التلفزيون الهولندي مؤخراً برنامجاً خاصاً عنهاً. وعوضاً عن مشاعر الفرح التي من المفترض أن تصيب أياً كان من أبناء شعبنا لهذا الإنجاز الذي يحصل للمرة الأولى أن تنال قضية شعبنا هذه بعض الاعتراف الأوربي بهمة بعض الغيورين ممن يفضلون التسمية الآشورية أو السريانية, في حين كان الآخرون من أنصار الإسم الآرامي مشغولين في صراعاتهم ومعاركهم المفتعلة والعقيمة حول التسمية.... فبادروا  بتدبيج الرسائل وكتابة المقالات مستنفرين كل قواهم لاستنكار هذا العمل الذي جهدت كثير من المؤسسات والتنظيمات والأشخاص من المخلصين لقضية هذا الشعب طوال سنين عديدة لإنجازه.
ليس خافِ على أحد أن في شعبنا اليوم تياران رئيسيان. تيار يعتمد العمل السياسي والقومي أساساً لمنطلقاته. معتمداً بشكل أساسي الاسم الآشوري والسرياني دون أن يتعصب لأي منهما, لما لهما من دلالات تاريخية وحضارية وعلاقة مباشرة لوطننا التاريخي ما بين النهرين. ودون أن يرفض أو يحارب التسميات الأخرى التي هي في نظر هذا التيار تسميات صحيحة ولكن بدلالات تاريخية ومرحلية معينة قد لا تتناسب ووقتنا الحالي.
وتيار ثانِ اعتمد الاسم الآرامي رافضاً كل ما عداه من التسميات الأخرى, ومعتبراً كل من ينادي بها عدو وخائن ومرفوض.
استناداً على هذه الأرضية من التعصب الأعمى لتسمية بذاتها ورفض كل ما عداها, جاءت ردود الفعل المتزمتة على عمل يعتبر إنجازاً حقيقياً لكل شعبنا وليس لفئة معينة أو جهة  سياسية محددة.
 ووفاء لدماء مئات آلاف الشهداء الذين سقطوا ضحايا الهمجية والعنصرية في تركيا العثمانية, وإزاء ما لاحظته وقرأته من ردود فعل سلبية من البعض, لشد ما يؤسفني القول أن أي موقف من هذا النوع لا يعبر إلا عن نفوس مسكونة بهاجس السلبية المرضية, التي هي في الحقيقة خيانة للدماء البريئة التي أريقت من دون أي ذنب ومن كل طوائف شعبنا. وهي تكون أشد خيانة  وخسة حين لا يقوم أولئك الذين جن جنونهم من ذلك البرنامج لمجرد ذكره الاسم الآشوري عوضاً عن الآرامي, حين لا يقومون بمسئوليتهم التاريخية وبأي جهد يذكر للتعريف بهوية هذا الشعب والمآسي التي تعرض لها بغير وجه حق, قديماً وحديثاً. وحين لا يقومون بأي نشاط لا على المستوى المحلي ولا الأوربي, تحت أي اسم كان, من أجل توحيد قوى هذا الشعب وتوحيد طاقاته وإمكاناته في مواجهة التحديات التي أمامه. وهم بذلك, سواء كانوا يعملون أو لا يعلمون, يقدمون خدمة لا تقدر بثمن للجلاد التركي الذي سعى وما زال يسعى لمحو آثار جريمته والتنكر لها بكل الوسائل الممكنة.
وعوضاً عن تلك المهمة الأساسية التي تنتظرهم بتحمل المسؤولية تجاه شعبهم وقضاياه المصيرية, نراهم يسخرون كل ما يملكون من إمكانات وطاقات بما فيها سلطة الكنيسة ذاتها للتقاتل على أمور تافهة لا تحظى بأية قيمة حقيقية. ويفتعلون حرب التسمية إذ يجعلونها أم القضايا ويقدمونها على كل شيء. في حين أنها لا تزيد قيمة عن القميص الذي نستبدله لأي سبب. منشغلين بذلك عن الالتفات إلى أي عمل جدي أو نشاط فعلي يدفع بهذا الشعب خطوة إلى الأمام.
إن الواقع يفرض علينا النظر إلى الأمام والتركيز على المشاكل التي تواجه أجيالنا اليوم, سواء كنا محبذين لهذه التسمية أو تلك. وتجاوز قضية الاسم باعتبارها مشكلة غير جوهرية والجلوس إلى طاولة الحوار المسؤول كأناس متحضرين تواجههم مشاكل مصيرية ومشتركة, والتباحث في كل شيء من منطلق المصلحة العامة للوصول إلى نتائج تخدمنا كمؤسسات وتخدم شعبنا كقضية.
أما من تحزبوا للآرامية, فإن كانوا آراميين حقيقيين عليهم أن لا يخرجوا عن هذا النهج, نهج العمل الحقيقي والفعال... وحينذاك لا بد لهم أن يرحبوا بأي تقدم يحرزه أي فريق أو تيار عامل بين هذا الشعب. لأن المكسب في النهاية هو مكسب للجميع بغض النظر عمن حققه, والخسارة هي أيضاً خسارة للجميع, أياً كانت الجهة المسببة لها. أما ما رأيناه من مواقف سلبية ومن ردود أفعال مخربة ومشوِّهة لأي إنجاز يتحقق فإنه يضطرنا لتصنيف  أصحابها إما في فئة من ينظر إلى الإصبع متعامين عن جمال القمر. أو أن يكونوا شيئاً آخر, وهذا يعني أي شيء باستثناء أن يكونوا مخلصين لهذا الشعب وقضاياه.
فهل بيننا بعد من يحس بقيمة وأهمية ما يقوله أو يفعله؟؟؟[/b]