المحرر موضوع: المطران مار بشار وردة يتحدث لـ"عنكاوا كوم" عن مشروع تأجير وحدات سكنية للعوائل النازحة  (زيارة 4243 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عنكاوا دوت كوم

  • مشرف
  • عضو مميز متقدم
  • *
  • مشاركة: 37768
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
عنكاوا كوم / عنكاوا
ضمن برامج المُساعدات التي تُقدمها لجنة الإغاثة الإسقفية، برنامج تأجير البيوت للعوائل النازحة، والتي تسكن الخيم والمدراس والأبنية الغير مُكتملة. إلتقت عنكاوا كوم سيادة المطران مار بشار متي وردة رئيس أساقفة أبرشية أربيل الكلدانية، للحديث عن هذا البرنامج.

عنكاوا كوم: ما هو مشروع "تأجير وحدات سكنية"؟
المطران بشار: مع دخول أزمة النازحين من سهل نينوى الشهر الثاني في أيلول 2014، فاتح المطران أميل نونا جمعيات خيرية في المانيا وأبرشية مار توما الكلدانية في ديترويت (أمريكا) حول مشروع تأجير وحدات سكنية في أربيل وضواحيها ونقل العوائل إليها، وحظي الطلب إستجابة، فقام سيادتهُ بتأجير مجمع سكني مجاور لقاعة مرحبا في عنكاوا يضم 47 وحدة سكنية لإسكان أكثر من 120 عائلة كانت تسكن الطابق الثاني في مجمع شلاما مول. ثم قام بتوسيع هذا النشاط، وفاتحت لجنة الإغاثة الأسقفية كنائس وجمعيات وأفراد، الذين خصصوا مبالغ لهذا المشروع، تمكنت من خلالها لجنة الإغاثة الأسقفية من تأجير 158 بيت في مجمع أوزال (أربيل)، و57 شقفة في كسنزان (أربيل)، و50 بيت في مجمع كنجان (قرب عنكاوا)، 30 بيت في مجمع دروازا (قرب عنكاوا) و11 شقق في عقرة، 9 شقق في زاخو، لإسكان العوائل النازحة. وكل هذه الوحدات السكنية هي جديدة وغير مؤجرة مسكونة مُسبقاً.

عنكاوا كوم: ما المعايير التي على ضوئها يُمكن للعوائل الإستفادة من هذا المشروع؟
المطران بشار: في المبدأ كل العوائل التي ليس لها مسكن، أي تلك التي كانت تسكن الخيم في حدائق الكنائس أو قاعاتها أو في الحدائق العامة، وتلك التي تسكن المدراس الحكومية، أو مباني غير مكتملة. وبعض العوائل التي لم تتمكن من مواصلة دفع إيجار بيوت كانت تسكنها في بداية الأزمة، والتي سجلّت طلبها لدى اللجنة، والقائمة طويلة. ما زال أمامنا 5 مدراس مشغولة من قبل النازحين، إضافة إلى مباني غير مكتملة وقاعات كبيرة. لذا، نواصل طلب المعونات المالية لدعم هذا المشروع.

تسعى اللجنة إلى تنظيم سكن هذه العوائل في البيوت المؤجرة من خلال جمع 3 – 4 عوائل لها قرابة لتسكن البيت الواحد، أو تلك التي تختار السكن معاً، وفي حالة عدم إكتمال العدد، وتوفّر غرفة في البيت، تفاتح اللجنة العوائل حول إمكانية إستقبال عائلة أخرى من مراكز الإيواء.

بالطبع هذه ليست خبرة أولى لعوائلنا المسيحية، فمعظم العوائل التي أجبرت على هجرة قُراها في
ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، أجبرت على السكن الجماعي في مناطق البتاوين والسعدون وبغداد الجديدة والكرادة والمشتل والسنك والمربعة قبل الإنتقال لبيوت مُستقلّة.

عنكاوا كوم: ما إيجابيات هذا المشروع؟
المطران بشار: يساعد هذا المشروع العائلة النازحة في التخفيف من صدمة التهجير من خلال الإنتقال من سكن مؤقت وطارئ (حديقة أو قاعة أو صف) إلى سكن لائق يُعطيها الكرامة التي تستحقها. كما وتساعدها أيضا في بدء البحث عن عمل لتوفير المورد المال يوعدم الإكتفاء بما يُقدم من مساعدات، بل يُساهمون في دفع مُستحقات الماء والكهرباء. هذا الإنتقال هو مهم جداً، احترامنا لعوائلنا يُلزمنا بأن نساعدهم لأن يلتزموا دورهم الإجتماعي في الحياة من جديد، ولا يتحولّوا إلى أناس إتكاليين، وهو لا يليق بكرامتهم. معظم العوائل بدأت تبحث عن أشغال لتسديد متطلبات المرحلة، وهذه نقطة إيجابية تُحسَب لهم. فالمطلوب  منّا ليس الطعام والشراب بل أن نساعدهم ليُساعدوا أنفسهم، ويجب أن يكون هذا هدف كل برنامج نقوم به.
أما على الصعيد الرعوي، فالمشروع يُساعد الكنيسة السريانية الكاثوليكية على تقديم مرافقة روحية وراعوية للعوائل على نحو منتظم إذ تسعى اللجنة على تشكيل رعايا من خلال جمع أكبر عدد ممكن من العوائل في مناطق محددة، عوض أن تتبعثر في مناطق أربيل.

 ففي مجمع أوزال قامت اللجنة بمفاتحة الأخوات الدومنيكيات الفاضلات للسكن قُرب 800 عائلة في المجمع، ولهذه الرسالة أثر طيّب بين العوائل اليوم، وقامت اللجنة بتخصيص بيت للكاهن لجماعة إخوة يسوع الفادي، ويقوم الأب رائد فاضل بخدمتهم مشكوراً، لأن عوائل المُستفيدة من هذا البرنامج هم من كنيسة السريان الكاثوليك، وهناك خدمة رعوية من قبل الأخ وسام والأخت حياة في مجمع كسنزان.

أما على الصعيد المالي، فالمشروع واضح وغير مُعقد في تفاصيله، هناك عقد ما بين المؤجر ومندوب اللجنة، وبدل إيجار محدد، ونشكر الله على أن مكاتب الإيجار قامت بتخفيض قيمة الدلالية إلى النصف، وأحيانا إلغاء قيمة الدلالية عند معرفتها أن الدار هو ضمن هذا المشروع الخيري. وعندما يطلّب المتبرع تقريراً حول آلية صرف مبلغ التبرع يُمكن تقديم ما يلزم من وثائق وعناوين وأرقام هواتف للعوائل المُستفيدة ليتصّل هو بهم شخصياً.

كما ويُساعدنا هذا البرنامج على تحديد الإنفاق على المراكز التي بدأت صرفياتها الاعتيادية بالزيادة، فاللجنة ما زالت تنفق على 12 مركز وتقوم بتسديد صرفيات الماء والكاز وشراء النفط وتوفير الغذاء عند الحاجة، وإدامة المراكز وهي عملية مُكلفة.

عنكاوا كوم: ما قيمة الإيجار؟ وهل هناك مبالغ مُستحقة من العوائل المُستفيدة؟
المطران بشار: يختلف بدل الإيجار من منطقة إلى أخرى، ففي مجمع أوزال ندفع مبلغ 500 $ لدار تضمن 3 غرف نوم، وصالة إستقبال، حمام عدد 2 ومطبخ. أما في مجمع كنجان تدفع اللجنة مبلغ 750 $ لدار تضم 4 غرف نوم، وحمام عدد 3 وصالة إستقبال ومطبخ. في مجمع دروازا تدفع اللجنة مبلغ 1000 $ لدار تضم 5 غرف نوم وحمام عدد 4 وصالة إستقبال ومطبخ.  ولجميع البيوت حديقة أمام الدار.

درست لجنة الإغاثة الأسقفية قضية مُساهمة العوائل المُستفيدة في تسديد 10% من قيمة الإيجار لتوفير مبلغ لإستئجار بيوت إضافية، وهو مبلغ يُمكن للعوائل الساكنة في الدار الواحد مجتمعين المساهمة فيه، مع الأخذ بنظر الاعتبار الحالة الاقتصادية للعوائل المُستفيدة، فمعظم هذه العوائل ليس لها دخل مالي منتظم، بخلاف عوائل أخرى لها راتب شهري منتظم يُساعدها في إيجاد فرصة سكن مع عوائل أخرى. إلا أن الموضوع هو قيد الدراسة ولم يتم العمل به حتّى الآن.

عنكاوا كوم: هل هناك صعوبات في مواجهة هذا المشروع؟
المطران بشار: نعم أولها إيجاد التخصيصات المالية اللازمة، فنحن نعتمد كلّيا على التبرعات التي تصل اللجنة من الكنائس والمنظمات الكنسية، والتي بدأت تتقلّص، وهذا الأمر نتفهمهُ نظراً لأن الأزمة بدأت تطول.
ثم هناك صعوبة إيجاد عدد كافي من البيوت في المجمع الواحد، فنحن لا نريد بعثرة عوائلنا وتشتتها، بل جمعها لتوفير آمن إجتماعي هم بأمس الحاجة إليه في هذه المرحلة. ثم تأتي الصعوبة الأكبر وهي رفض بعض العوائل الإنتقال إلى هذه البيوت كونها خارج عنكاوا التي يشعرون فيها بآمن إجتماعي، وأرتبطَ البعض من الشباب بأشغال حرة في عنكاوا ممن يُصعب عملية النقل عليهم، وتفهم اللجنة مثل هذه الحالات، إلا أننا ملزمون بغلق مراكز الإيواء وتوفير سكن لائق وكريم لعوائلنا النازحة، فنقوّم أحيانا بنقل بعض العوائل من الساكنة في الكرفانات إلى البيوت، لتوفير سكن لمّن لا يرغب الإنتقال إلى البيوت، مع تأكيدنا على أن حالة السكن في البيوت هي الأكثر كرامة.
أي نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة، دون الإشارة الى " عنكاوا كوم " يترتب عليه أجراءات قانونية