المحرر موضوع: مسيحيّو سوريا والمستقبل المجهول  (زيارة 1560 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Steven_Albaghdady

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 99
    • مشاهدة الملف الشخصي
مسيحيّو سوريا والمستقبل المجهول

لا يخفى على أحد بأن النزاع المسلح في سوريا بات يدفع وبشكل جدا سريع وخطير الى أسلمة المجتمع عامة في ذلك البلد وبات النزاع فيه يأخذ منحاً آخر غير المعلن وفي بداياته أي الإرتقاء للحرية والديمقراطية ومواكبة التطور بالقضاء على الفساد والمفسدين وإنهاء الهدر العام لمال الدولة حيث أن أجندات الدول الإسلامية والراعية للإرهاب العالمي أصبحت تظهر جليا وبكل وضوح لتعلن بدء عصر جديد لا يقبل ولا يعترف بالآخر ولا يقل خطورة عن ما يعرف بتنظيم القاعدة هوسا منهم بتصدير ثقافاتهم السلفية الوهابية المتطرفة لباقي شعوب المنطقة ومن هنا بات أكثر وضوحا أن لا مكان للضعيف والمسالم للتعايش والتواصل بينهم ومعهم وعلى نفس تلك الرقعة من الأرض وأقصد أصحاب المعتقدات والديانات الأخرى الغير مسلمة وعلى وجه الخصوص وتحديدا أبناء الديانة المسحية بجميع طوائفها ومذاهبها ومشاربها الهدف الرئيسي والسهل لهكذا نزاع وثورة وتغيير ربما سيكون وضعهم أكثر خطورة بكثير من وضع مسيحيّي العراق منذ السقوط والى الآن في حالة تقليدهم لنا والسير على نفس النهج والمنوال أي عدم التكاتف وحمل السلاح للدفاع عن أمنهم ووجودهم والذي بات مهددا بالإنقراض والزوال وبإعتقادي أنه لم يعد لهم وللأسف أكثر من خيار وهو عدم الإعتماد على الغير في تأمين الحماية لأنفسهم وعدم الإنجرار خلف سرابات رجال الدين برفع راية السلام وبمعناه الإستسلام فنحن مسيحيّو العراق أكبر نموذج ودليل فليعلم المسيحيّن في سوريا بأنه لم يعد بمكان للودعاء رافعي راية السلام وربما يسميهم الآخرين بالجبناء في هذا البلد فإما الهرب والموت وإما رفع السلاح والدفاع والبقاء وبحسب علمي عن المعلومات التي إستقيتها من البعض فأن نسبتهم أي (المسيحيين) لا تقل عن عشرة بالمئة من إجمالي نفوس سوريا أي ما يعادل أو يقارب ( 3 مليون )  نسمة وبإعتقادي بأن هذا الرقم  ليس بالقليل والهين إطلاقا ومن هنا كان علينا إبداء النصح لأهلنا وأخوتنا من مسيحيّ سوريا ليس أكثر وبحسب ما أكتسباه من خبرة في ظرف أشبه بظرفهم ووضع يتطابق الى حد كبير بالوضع في سوريّتا الحبيبة لذا وبأعتقادي أن الهجرة والهرب لن يكون الحل الأصح والأمثل وإنما التشبث بالأرض والوطن وربما كان عليهم الإستفادة من تجربة الآخرين وفي نفس البقعة من الأرض أي أكراد سوريا حيث أنهم لا يمثلون أكثر من ستة بالمئة من إجمالي عدد نفوس سوريا أي أقل منهم بكثير ولكنهم أبوا الإستسلام والهرب بل أيقنوا أن لا سبيل لنيل الحقوق إلا بالبقاء والنضال وليعلم الجميع بأنني لست بصدد التحريض على العنف مطلقا وإنما ما قصدته هو تأمين وحماية البقع التي يتواجد بها أبناء شعبنا فقط ليكن لهم مكانة محترمة وقوية بين الأمم للمطالبة بما يطالب به غيرهم من حقوق ولذا يتطلب عليهم القيام بكل مايلزم من واجبات وأطلب في الوقت ذاته من الشرفاء في أحزابنا القومية العراقية مساندتهم وإبداء النصح إن توّجب عليهم ذلك وكما يفعل أكراد العراق لإخوتهم أكراد سوريا وكما أطالب جميع أخوتنا من الكتاب القوميين أن يدعموا أخوتهم في سوريا الحبيبة لا أن يغضوا النظر وكأن الأمر لا يعنيهم البتة أتمنى من كتابنا أن يتركوا المواضيع الجانبية والتي لن تقدم ولن تأخر بشيء وكما يفعلون الآن بإنهماكم لأكثر من شهر في من سيكون البطريرك الجديد أو ما الذي سيقوم به أتصور بأن كتابنا ( زوّدوها شوية ) أرجوا أن يستفيد أخوتنا في سوريا من أخطائنا وأتمنى أن تعود سوريا الحبيبة لسابق عهدها وعصرها وأن يعم السلام والطمأنينة على شعبها وأرضها وبدون إستثناء يا رب إحفظ العراق وسوريا ... وشكرا

ستيفن البغدادي