المحرر موضوع: أكبر التلاميذ سناً في العالم  (زيارة 1724 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل samir latif kallow

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 50554
    • MSN مسنجر - samirlati8f@live.dk
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني




الحرية في التعلّم

أكبر التلاميذ سناً في العالم
 
جد إفريقي في السادسة والثمانين يستعيد طفولته المحرومة بتلقي العلم بين تلاميذ في سن أحفاده.

ميدل ايست اونلاين
الدوريت (كينيا) - يبدو شكل الجد كيماني ماروج البالغ من العمر 86 عاما بلحيته الرمادية القصيرة وعصاه التي يتوكأ عليها غير متناسب الى حد ما مع المحيط الذي يتواجد فيه بين صفوف الاطفال الذين يجلسون خلف مكاتبهم الدراسية في مدرسة كابكندويو الابتدائية.


وعلى الرغم من ذلك يحتاج اقرانه في الفصل الذين تقل أعمارهم عنه عشر مرات الى بذل جهد كبير لمجاراة ماروج في حماسته.

وماروج مزارع ومن قدامى المحاربين الذين شاركوا في ثورة ماو ماو المناهضة للاستعمار في كينيا في الخمسينيات من القرن الماضي، ويحمل ماروج لقب اكبر التلاميذ سنا على كوكب الارض.


وقال ماروج اثناء وجوده في مدرسته المكتظة الواقعة في احدى المناطق الفقيرة خارج بلدة الدوريت في منطقة مزارع غرب كينيا "سأتوقف عن الدراسة فقط اذا كف بصري او مت".


وحصل الجد الأمي الذي توفي عشرة من اولاده الخمسة عشر على فرصة للتعلم عندما اتاح الرئيس مواي كيباكي التعليم الابتدائي المجاني بالمدارس في الدولة الواقعة في شرق افريقيا عام 2003.


وارتفع الاقبال على الالتحاق بالتعليم بين عشية وضحاها في انحاء كينيا حيث يوجد اكثر من 1.2 مليون طفل يذهبون الى المدارس، وكان هناك 375 تلميذا في مدرسة كابكندويو الابتدائية قبل الخطوة التي اقدم عليها كيباكي بينما وصل العدد حاليا الي 892 تلميذا.


لكن على اي حال ليس هناك مثيل لماروج، ويقول ان فكرة التعلم واتته اثناء الاستماع الى واعظ في الكنيسة وتشكك في انه يفسر الانجيل بشكل مغلوط.


وقال وهو يثني ساقيه الطويلتين تحت مكتب صغير يتقاسمه مع اخر في مقدمة الفصل الذي يكتظ بنحو 96 تلميذا "اردت الذهاب الى المدرسة لأتمكن من قراءة الانجيل بنفسي".


واضاف بينما تعلو وجهه ابتسامة عريضة "وفي حالة حصول انصار ماو ماو في اي وقت على تعويض احبذ ان اكون قادرا على احصاء اموالي بدقة في البنك".


وعندما ظهر ماروج للمرة الاولى عند بوابة المدرسة مرتديا جوربا بطول الركبة وسروالا قصيرا وسترة زرقاء استقبل بالضحكات، وحاول طاقم التدريس في البداية توجيهه الى فصول تعليم الكبار.


ولكن عند عودته مرة بعد مرة ادركوا ان شيئا لن يردعه عن قراره كما انه لا توجد حدود للسن القانوني للالتحاق بالمدارس الابتدائية في كينيا.


وقالت مديرة المدرسة جين اوبينشو "في داخلي عندما رأيته هناك احسست بجديته".


وتابعت "انظر اليه الآن، بعد مضي قرابة ثلاث سنوات لا يزال هنا، لقد تجاوز الجزء الاكثر صعوبة (...) لن يكف الآن".


وفي الفصل يعتبر ماروج اللغة السواحلية والرياضيات هي المواد المفضلة لديه لكنه يبذل جهدا لتعلم الانجليزية وهي مادة جديدة وغريبة بالنسبة له، ويعامل ماروج مثل اي تلميذ اخر ماعدا ميزة واحدة يحصل عليها وهي احتساء الشاي في وقت الفسحة.


ويتعامل اقرانه معه بعناية واحترام ويحبون الاستماع الى حكاياته عن التاريخ الكيني ما بين حصص الدراسة.


وتقول ايرين وايريمو (11 عاما) "يحدثنا عن ماو ماو"، وتابعت "ويحدثنا عن الوقت الذي كان فيه الاطفال البيض يدرسون في مدرسة ذات سقف بينما يجلس الاطفال الافارقة تحت الاشجار".


ويقول وهو يعرج على قدمه انه تعرض لتشوه عندما عذبه استعماريون بريطانيون اعتقلوه خلال ثورة ماو ماو.


وليس بمقدور ماروج مجاراة اقرانه في كل الالعاب في فناء المدرسة، لكنه يتابعها باستمتاع ويحيط به دوما الاطفال الثرثارون.


ويقول "انهم اصدقائي وهم يحبونني ويساعدونني في السير الى المنزل،" واضاف "اريد ان احطم الحواجز بين العجوز والصغير".


ويعرف ماروج في الحي الذي يقطنه باسم "مزي" وهو تعبير سواحلي يقصد به الشخص الكبير الذي يحظى بالاحترام، ويسعد ماروج كثيرا وهو يستعرض في خيلاء معارفه الجديدة ويقرأ فقرات من الانجيل بتمعن ووضوح امام منزله بعد اليوم الدراسي.


وعلى الرغم من معيشته المتواضعة البسيطة اصبح ماروج من المشاهير في بلاده ووضعت صورته في ملصقات انصار مجانية التعليم في انحاء العالم.


وفي العام الماضي تم الاحتفاء به في الامم المتحدة في نيويورك.


وفي العام الحالي يعمل طاقم من هوليوود في اعداد فيلم عن حياته.


وتقول اوبينشو مديرة المدرسة "لقد غيرته المدرسة، يبدو اصغر سنا واكثر سعادة واستعاد شبابه بحصوله على فرصة ثانية في الحياة".


وتابعت "يدعوني امه لكنني في عمر ابنته، انه مصدر الهام لنا جميعا".


ورغم سنه المتقدم تراود ماروج احلام كثيرة عن المستقبل، وقال وهو يحتضن كتبه قرب صدره "لن اتوقف، اريد ان يسبق اسمي ذات يوم لقب استاذ او دكتور"، وتابع "تعرفون(...) الحرية هي التعلم".

 

http://www.middle-east-online.com/?id=42733

مرحبا بك في منتديات



www.ankawa.com