المحرر موضوع: الشيخ الضاري ومشيخة القاعدة  (زيارة 1026 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عبدالمنعم الاعسم

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 788
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الشيخ الضاري


اذا لم نصدق ما ذكرته مصادر دبلوماسية عربية من ان الشيخ حارث الضاري رئيس هيئة علماء المسلمين في العراق قد طلب من دول عربية، بينها دولة خليجية اسمها قطر، الاعتراف بمشيخة طاليبان التي اقامها في العراق زعيم عصابات (الامير) ابو حمزة المهاجر باسم الامارة الاسلامية  فانه لا بد ان نسترشد الى موقفه الحقيقي من هذا الاعلان في الحديث الذي ادلى به في الحادي عشر من الشهر الجاري الى قناة العربية، وتساءل فيه بالقول(انتباه رجاء): كيف تقام امارة اسلامية في العراق قبل الاستفتاء عليها؟.     
والغريب ان بعض الاقنية الاعلامية اعتبرت هذا التساؤل بمثابة انتقاد لاعلان المهاجر عن قيام الامارة في الرمادي وتكريت وديالى والموصل وبغداد، في حين ان منطق تساؤل الشيخ الضاري يحمل تأييدا ضمنيا لاقامة مزرعة  لانتاج الحشيش في العراق على صورة ما حدث في افغانستان، لكن “بعد الاستفتاء” عليها، حتى من دون ان يفيدنا عن طبيعة وفروض هذا الاستفتاء، ما اذا يعني استفتاء لسكان العراق ام هو افتاء لهيئة علماء المسلمين، الامر الذي يؤكد لكل ذي بصيرة بان صياغة التساؤل املته فروض غش الجمهور ولوازم الوقوف(الاعلامي) على مسافة محسوبة من المشروع الارهابي الذي كشر عن انيابه بالعزم على اقامة نظام طاليبان في العراق ربما اكثر بشاعة وبربرية من النسخة الافغانية المندحرة.   
ولو وضعنا جانبا ملف امارة القاعدة العراقية، وبضاعتها وفلولها وحراسها واركان قيادتها  وعلاقتها بدولة قطر وموقف الشيخ الضاري منها، فان الباب سيكون مفتوحا على ما هو اخطر واهم، واعني علاقة الشيخ الضاري وطاقمه السياسي بالمشروع الارهابي في العراق، سيما ونحن نعرف رأيه، بالصوت والصورة، من الوجود العسكري الاجنبي، ومن العملية السياسية، ومن انتشار المليشيات الطائفية، ومن اشياء واحداث كثيرة، واعني حصرا، حساب المسافة بين مشروع الشيخ ومشروع القاعدة، وهي مسافة لا ترى بالعين المجردة، أو لا وجود لها، لسبب بسيط هو الشيخ الضاري لا يعترف بوجود نشاط ارهابي ظلامي اجرامي مسلح في العراق، وهو بالذات ما يلقي الضوء الساطع على سر المصاهرة بين المشروعين، وربما يكون سر التكامل بينهما في اكثر من دالة وفي ما لا حصر له من الدلائل.
لقد حفظنا، عن ظهر قلب، العبارة التي يطلقها، عادة، الشيخ ضاري عقب كل مجزرة جماعية ترتكبها ذئاب القاعدة وحلفاءها البرابرة إذ يقول “نحن ندين اي عمل يطال المدنيين من قبل اية جهة” ثم يزيد ذلك بالقاء المسؤولية “على الاحتلال” مرة وعلى اسرائيل والصهيونية مرة اخرى وعلى “النظام الايراني” مرة ثالثة، وعلى الساكتين على كل هؤلاء، مرة رابعة، ولا يتورع عن تعيين جميع الجهات المطلوبة للحساب والانتقام باسمائها والقابها باستثناء الارهابيين الذين علقت في رقابهم قائمة بعشرات الالوف من الضحايا الابرياء.. من النساء والاطفال والشيوخ.. من عمال الافران وعمال البناء والعاطلين الباحثين عن فرصة عمل ووظيفة، ومن طلاب المدارس والمارة والمزدحمين في الاسواق..من سكان العمارات الفقيرة ومرتادي مساجد الله.. من ابناء القوميات المتآخية واتباع الديانات المتعايشة من دون تمييز او رحمة.
عندما لا يقدّم الشيخ الضاري، بوصفه عالم دين، موقفا متوازن (متعبداً) إزاء المذبحة التي يتعرض لها العراقيون، وحين يفرق بين الضحايا تبعا لفصيلة دمهم، وحظوظ انتمائهم الطائفي، ولمّا يداوم على التجييش يوميا بدل ان يرفع كلمة الرحمة والتسامح والمصالحة (وهي مفردات اي متعبد ) فان ترسيم الارض التي يقف عليها الشيخ الضاري السياسي من الصراع ضد مشروع الارهاب لا يحتاج الى عناء التدقيق والبَحوَشة، فهو جزء عضوي من هذا المشروع، وان من يشك في صحة رسالته الى حكومات عربية برجاء دعم امارة السفاح المهاجر في العراق كمن يشك في وجود دولة خليجية اسمها قطر.
ـــــــــــــــــــــ
...وكلام مفيد
ــــــــــــــــــــــ
“ من ركب الحق غلب الخلق” .
قول مأثور
 
malasam2@hotmail.com