المحرر موضوع: يوم الحب  (زيارة 525 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل باسـل شامايا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 619
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
يوم الحب
« في: 12:38 24/02/2013 »
يوم الحب 
                                                                                                                                باسل شامايا
في الحياة مناسبات كثيرة ننتظرها بفارغ الصبر لنعيشها من خلال تلك الطقوس الاجتماعية التي نقيمها احياءا ًلذكراها مجسدين تلك المناسبة من خلال حضورنا ومشاركتنا بشكل او بآخر لدعم المناسبة  ، ومن هذه المناسبات نعيش في هذه الأيام ( يوم الحب ) الذي يصادف 14 / 2 من كل عام حيث يتزامن مع يوم الشهيد الذي يحمل هو الآخر أسمى معاني الحب لأنه اي  الشهيد يضحي بأغلى شيء ( حياته ) من اجل إسعاد غيره من بني البشر ، لذلك  تعتبر  هذه المناسبة أسمى انواع الحب ،  هذا الحب الذي يكنّه الشهيد لوطنه وأرضه وشعبه وقضيته فيجعله ذلك الحب يختار وبإرادته الشهادة لتحقيق ذلك الهدف السامي والذي هو كما قلنا تحقيق حبه للآخرين . هكذا كان الكاهن فالنتاين الذي تمرد على الإمبراطور كلاوديوس في القرن الثالث للميلاد ، هذا الدكتاتور الذي ازدادت في عهده الاضطرابات فأراد إخمادها ، فأعلن الاستنفار العام ولكن لم يستجب له الشباب لارتباطاتهم بزوجاتهم وعوائلهم فصدر أمراً بعدم الزواج في عموم الإمبراطورية لكي ينظموا الى الجيش ويرضخوا لأوامره ، كما أمر بفسخ كل الخطوبات القائمة ، وبالإغراءات المادية أجبرهم على الذهاب مكرهين الى الحرب ولما علم فالنتاين بقرار الإمبراطور الظالم أقدم الى عقد أكاليل الزفاف للمحبين وهو على يقين تام بأن ما يفعله هو خرق للقانون والنظام ويعرّض حياته للخطر ، لكنه لم يبالي من غضب السلطان وتهديدات أزلامه حتى القي القبض عليه وزج في زنزاناته الحالكة ، واستخدم بحقه أجحف الأساليب للعدول عن الطريق الذي سلكه ، لكنه لم يستجيب لهم فأمر الإمبراطور بقطع رأسه فأطلق عليه ( شهيد الحب ) . اذن اختار فالنتاين ان يكون قريبا من الناس الذين يتألمون ، يذرف الدمع معهم في أحزانهم وتغمره البسمة والفرحة بأفراحهم .. رحل والابتسامة تداعب شفاهه والثقة تملأ جوانحه من ان الحب لا يمكن ان تنطفئ شموعه مهما كانت جبروت السلاطين ، وهكذا تحولت  دماؤه التي سالت الى وقود شمس للحب اخترقت زوايا الظلمة الحالكة لتحيلها الى حب وتفاؤل وربيع دائم . فكم من عظماء اختاروا الصعاب والمشقات من اجل ان يبقى الحب فارشا جناحاته على أرجاء المعمورة وخير مثال على ذلك ،  ملك الحب والسلام السيد المسيح له المجد حينما استرخص حياته رافضا كل الإغراءات الدنيوية التي عرضت عليه فاختار ان يتسمر على الصليب دون ان يرضخ امام تلك الاغراءات وراحت دماءه الزكية تتقاطر وتسيل على الصليب فأثمرت الحب في كافة أرجاء العالم  .. فبالحب تسود المجتمعات الإنسانية قيم العدالة الاجتماعية والمساواة ، وبالحب تتعطر جنبات المجتمع ويفوح عليه اريجا ليعيش الجمال والضياء وهذا ما جسده ويجسده كل من أنشد وينشد للحب .. وبالحب نواجه اشرار الحياة ونقتحم الأهوال ونقهر الخوف والقلق ، وبالحب للوطن سار الشهداء في طريق الشهادة حتى نالوا مجدها . فلقد تعلمنا من الحب ان نكون اقوى من اليأس والمحنة كما تعلمنا ان نقتنع بما اقتحمتنا الاهوال والمصائب فانها مهما تعاظمت فبالحب تتذلل وتنصهر في بوتقة النسيان .. واخيرا اقول علينا ان نتسلح دوما بالحب ونسعى وراء الفرح وان لم نجده لنصطنعه ، فالحياة هي مانتصوره عنها وليست كما نعيشه في واقع الحال فلو تصور كل واحد بانه متشائم او كئيب فانه لا يمكن ان يشعر بالسعادة ابدا مهما اكتنفته اسباب السعادة والفرح ولو تفاءلنا نعيش سعداء مهما توالت علينا الأحزان والآلام .. تهاني قلبية خالصة الى كل محب في العالم في يوم الحب ولنستثمر هذه المناسبات لنعيش احلى الايام ونأمل ان تسود المجتمعات الانسانية وتفيض بالحب لكي نتمكن من إزالة الشر وكافة مخلفاته التي يدفع ثمنها بني البشر .