المحرر موضوع: الضحك على الذقون  (زيارة 1468 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ادور ميرزا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 598
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الضحك على الذقون
« في: 22:33 14/08/2005 »
                                                 الضحك على الذقون

ادورد ميرزا
اكاديمي مستقل


 يوم 15/8/2008  ستودع مسودة الدستور العتيد الى الجمعية الوطنية والتي اتمنى هذه المرة ان يكتمل نصابها , تمهيدا لعرضه على الشعب المنهمك في مشاكله اليومية المتمثلة بفقدان امنه و سوء احواله المعاشية من نقص في الخدمات الأساسية , وان كان ذلك لا يمثل شيئا بالنسبة لغالبية العراقيين , حيث ان همهم الوحيد هو الأمن و لقمة العيش الشريفة لأنهم عوقبوا دون استثناء  و بدون ذنب , فركنوا الى زاوية من دورهم الخربة و الحزينة يدعون الله ان  يرحم قتلاهم و احيائهم  لينزل عليهم كتاب الدستور المقدس , الذي يتمنون فيه خلاصهم . ان العراقيين اليوم بحاجة الى من يساعدهم حيث منهم من فقد عزيزا دون ذنب ,  ومنهم من دمرت املاكه ومنهم من دب الرعب في اولاده , ومنهم من هددوا و شردوا الى خارج بيوتهم , الأمثلة كثيرة  و قصصها مرعبة و مؤلمة .
ادعوا الرب ان يرحم موتاكم و يشفي جرحاكم و يعمر بيوتكم , وان يحميكم من شر المجرمين و الكذابين , انه سميع مجيب .
 اود ان اذكر عسى الذكرى تنفع المؤمنين  , لأن في هذا التذكير درساً و عِبرْ قد نستفاد منه نحن الكبار لنضع اجيالنا امام الحقائق التي شاء القدر ان نهملها فخسرنا الكثير , لذلك ادعوكم لتحصين أجيالنا من الكذب و شروره .
فتعالوا معي نستذكر بعض الخطب والدعوات و الأهداف التي اعلنها بعض من العراقيين الذين احتموا بخيمة العطف والرحمة التي وفرتها لهم دول السلام في الغرب , فقد غزوا غالبية المحطات التلفزيونية , ليعلنوا نزاهتهم وحسن سلوكهم و استعدادهم للتضحية في سبيل خدمة العراق , فمنهم من ظهر كمعارض سياسي وآخر كمحلل ستراتيجي او كعضو في لجنة حقوق الأنسان او كرئيس لتجمع وطني عراقي او عضو لجمعية تعمل لانقاذ العراق او رئيسة جمعية حقوق المرأة  او ظهروا كرؤساء احزاب مثل  حزب الدعوة الأسلامية او حزب المجلس الأعلى للثورة الأسلامية في العراق , او المؤتمر الوطني العراقي او الملكية الدستورية العراقية او الحزب الشيوعي او حماة للبيئة التي لوثها صدام , وغيرها من العناوين التي تدل على قوة ونزاهة القائمين عليها , كل هؤلاء قدموا انفسهم مناضلين ومحررين وان برامجهم السياسية الهادفة لسعادة وخير العراقيين ستنفّذ حال استلامهم السلطة حين تُكمل قوات التحالف القضاء على كل فلول صدام حسين الأرهابية , لقد اذهلتنا برامجهم فعلا , واعتقدنا ان هؤلاء الممثلين حسب عناوينهم في اعلاه هم الخير و البركة , مما جعلنا ان نمجد هؤلاء وان نساعدهم في خطتهم  لأستلام دولة العراق , العراق " الحر الأبي الديمقراطي " , عراق المؤسسات الدستورية , عراق الأمن و السلام , و نتيجة لدعمنا لهم باتوا يعلنون ان النظام و القانون الذي سيتحقق في العراق سوف يكون مثالا ً و نموذجا يقتدى به  كتجربة و كنظرية عراقية جديدة , تؤمن  بحقوق الأنسان الى درجة اننا تخيلنا  بان النظام الجديد في العراق سيتقدم على دولة " السويد " في قوانينها الأنسانية المتحضرة  .  وبدأ بعض من هؤلاء الخطباء دورهم بالظهور ليل نهار عبر الفضائيات و كأنهم ملائكة رحمة , قسم منهم حالقي الرأس و آخرين طالقين لحاهم و آخرين بدون ربطات عنق , كل هذه المشاهد ليظهروا انفسهم مؤمنون زاهدون امام الله و عباده .

 و تمضي الأيام و كلنا ينتظر كيف سيبنى العراق , فأسرعنا الخطى و الألحاح على اصدقائنا الأمريكان ان تستعجل الحرب لأسقاط  نظام صدام الدكتاتوري المذهبي الفاسد , و الطلب من هؤلاء الخطباء استلام السلطة حال سقوط صدام , وفعلا تم ذلك  ! و منذ انطلاق اول صاروخ امريكي لتحرير العراق , بدءنا  حزم امتعتنا للعودة الى الوطن الأم  و العيش بامان تحت قيادة هؤلاء , فبدأ كل واحد منا يتخيل ما وعدونا به هؤلاء الخطباء من خير و سلام و ديمقراطية , فبدانا نتسائل ؟ هل ما زالت شوارع العراق و مؤسساته تحمل اسم و صور صدام , ام استبدلت  باسماء  ترمز للسلام و الحرية و المحبة , كل منا تسائل عن الأسماء و الصور الجديدة , كل واحد منا ينتظر كيف سيزور مريضا في مستشفى صدام , كل واحد منا تخيل انه لن يرى صور صدام او غيره على جدران او داخل مؤسسلتنا , كل واحد منا يتمنى ان يدرس ابناءه في مدارس السلام لا مدارس الظلام  , كان البعض منا ينتظر رؤية فضائية عراقية تطل من خلال شاشتها علينا بنت العراق الجديد , بدل البنت العراقية الموشحة بالسواد , كنا نتخيل العراقيين كيف يمضون حياتهم و يقضون يومهم  في الشارع او السوق او المتنزه او في العمل  او في المدرسة او الكنيسة او المسجد , كنا نتخيل الأبتسامة لن تفارق وجوههم كنا نتخيل ان زيارة قبور موتاهم ستعود سنوية رمزية , و ليست يومية , كنا نتوقع عراق بدون فساد و بدون طائفية و بدون بطالة و بدون مقاومة او معارضة لأن المعارضة حققت هدفها و انتهت , هكذا رسموا لنا صورة العراق  في خطبهم قبل السقوط , هل تتذكرون كيف قالوا ان العراقيون سيستقبلونهم بالورود نعم هكذا قالوا , لكن الأمر غير هذا , فلا قوات التحالف و لا هؤلاء الذين ذكرتهم في مقدمتي استقبلهم شعب العراق بالورود , بل استبدلت صور صدام بصور الرموز الدينية و العلمانية الجديدة صور السيستاني و الحكيم و الصدر و مسعود و الجعفري و كأن القديم عاد من جديد , كل المؤسسات الحكومية من مستشفيات و مدارس و مساجد و جامعات وغيرها و التي كانت تحمل اسم و صور صدام استبدلت برموز الوضع الجديد , ترى هل هذا ما وعدوا العراقيين به ؟  اين التغيير , ماذا حصل اذن !!  الذي حصل للعراق تستطيعون رؤيته من خلال وسائل الأعلام العراقية اضافة لوسائل الأعلام العربية و الأجنبية ! ان صورة العراق اليوم ..... قتل و ثأر و ارهاب ممزوجين وفساد و سرقة اموال و فوضى , شيعي و سني كردي و عربي اشوري و كلداني و القائمة لا تكفي ! والعجيب المحزن , ان هؤلاء ما زالوا يرددون بانهم اهل الخير و الديمقراطية .
 لقد ظهرت كل الشخصيات التي كانت تعارض سلطة صدام على انها تحمل مشروعا ينقذ العراق من الظلم و الفساد الذي كان يعانيه في زمن الدكتاتور صدام , الى مشروع الخير و الأمان .  ترى هل كذبوا على العراقيين ؟ هل هم منافقون ؟ هل كانت خطبهم لمجرد التضليل ؟ من هم هؤلاء , هل هم انتهازيون ؟
 لقد كتب احد الشرفاء في مقالة نشرت في احدى المواقع العربية , على ان هؤلاء قد يكونوا قد خدروا لكي لا يعلمون بما يفعلون ! وطبعا هذه الدعوى قد تنجيهم من غضب و عقاب العراقيين . يقول آخر هل هم موظفون بمرتب ينفذون مشروعا ؟ هل حقنوا بمادة جرثومية افقدتهم الأحساس بعراقيتهم ؟ ام لأنهم ظلموا في السابق وجاءت لحظة ثأرهم .  هل العين بالعين و السن بالسن  هو الطريق  لحل المعضلات ؟؟
 ختاما .... هل هذه حال البشر في منطقة العرب   !!!!
ادور ميرزا