مستقبل ( الكلدو آشوريين سريان ) بيد من ...؟؟؟
ربما لم تعي القيادة في ( زوعا ) خطورة المرحلة بعد فلذا كان علينا ولزاما إعادة صياغة المقال السابق وبطريقة أخرى ومغايرة قليلا وربما كان في الإعادة إفادة .
ولذا إرتأيت العودة لعام (1991) أي فترة بزوغ وبروز الحركة شعبيا وبين أحضان الأمة ، في وقتها عمت الفرحة العارمة الثورية وبشكل عفوي عامة أبناء الشعب الكلدو آشوري سرياني ولم يصدق الكثيرين وأنا منهم أن لنا قوة عسكرية مسلحة كانت في حينها لحضة لن ينساها التأريخ وأبنائنا أبدا وأستمرت الحركة بنفس النهج وبنفس المستوى في السرعة والبروز أكثر فأكثر وكان وقودها عزيمة وشراسة وبأس أبنائها والذين دفعوا بها نحو القمة وأستمرت تلك المسيرة طرديا وتصاعديا لثلاث أعوام أو ما يزيد وبعدها وللأسف خفت تلك الشرارة والصلابة ورباطة الجأش وحب وعشق الحركة ( زوعا ) شيئاً فشيئاً ولعدة أسباب رئيسية وسنذكر أبرزها
1- تسلط وتصلب البعض من كوادرها والإستعلاء على الأدنى منهم درجة ( المقاتلين )
2- الإستقواء بالدرجة الحزبية في حل النزاع بين أي مقاتل ومسؤوله حتى لو كرر ذلك الكادر ( المسؤول ) الخطأ ولعشرات المرات وللأسف كانت تحسم اي النزاعات لصالح الأرقى درجة ومنزلة وبفصل المقاتل وبدون إنصاف مما دفع بذلك المسؤول في التعجرف والتعالي أكثر فأكثر
3- في النظام الداخلي للحركة والمعمول به ورقيا فقط ( نظريا ) يحق لأي عضو عادي ( مقاتل أو تنظيمات ) أن يكاتب القياية مباشرةً لكل ما يراه غير صحيح إن كان خطئاً أو خللاً أو إنتقاداً لتحديد مكامن الخلل وتعديله فهل كان هذا هو الواقع ؟ بالتأكيد لا حيث كانت الشكاوى تذهب أدراج الرياح وفي بعض الأحيان يعاقب المشتكي أو يحارب ليجبر وبصورة غير مباشرة لترك صفوف الحركة وتقديل الإستقالة طواعية ربما يعتقد البعض بأنها أسباب خيالية محاكة من قبل الكاتب نفسه أو يعتبرها الآخر تافهة أو عدم إرتقائها لمستوى الحدث أو .. أو .. ولكنها وبكل أسف الحقيقة الدامغة التي دفعت المئات من خيرة مقاتليها لترك صفوف الحركة والذين كانوا على إستعداد للتضحية بأرواحهم فداءً لزوعا ونهجها وعن طيب خاطر هذه كانت بعض الأسباب والتي أثرت وبشكل مباشر على الدعم المادي والذي كان جل مصدره يعتمد على تبرعات أبنائنا في دول المهجر ولا ننسى الحصار المدمر والذي كانت له اليد الطولى في إستنزاف وجودنا وما شاب تلك الفترة من سلبيات الأحزاب الحاكمة والتي كانت تحارب بكل قوة وبشتى الوسائل أبنائنا محاولة تضييق الخناق على الأخير لدفعه للرحيل وللهجرة بعيدا لدول الإغتراب ومن غير رجعة ونظرا لتحليل الحركة لتلك القراءات ( نزيف الهجرة المتسارع ) إيقنت وربما محقة الحركة أن تغيير المسار المسلح الى السياسي هو الحل الأنسب لتلك المرحلة وأستمر نزيف الهجرة يستنزف ويضعف ( زوعا ) والشعب أكثر فأكثر ولكون الحركة حزب جماعي لا يعتمد الإنفراد والتفرد في الرأي فكانت المعالجات والطروحات دائما موجودة ومتوفرة وإن لم تكن حلولا على المدى البعيد ولكنها ساهمت بشكل أو بآخر لتحمل الحركة كل الضغوط والصعاب والذي دعم ديمومتها لغاية ( 2003 ) يوم سقوط العراق تحت الإحتلال الأميركي هذا الحدث الذي أنعش الحركة ثانية لتدب فيها الحياة من جديد والذي غير مسار ( زوعا ) ليشمل العراق قاطبة هنا كان مربط الفرس النقطة الحاسمة لتغير مسار الحركة كليا ومسار حياة أبناء شعبنا عامة فهل إستغلت الحركة بقيادة زعيمها السيد الفاضل (يونادم كنا) ذلك ؟ أم تركته يمر مرور الكرام ؛
بإعتقادي الجواب هو بنعم ولا ، نعم إستغلت ذلك الحدث ودفعت بكل ثقلها لتمارس حقوقها وواجباتها في الحكومة العراقية الإنتقالية المتمثلة بمجلس الحكم آنذاك ولم تستوفر أي مجهود لذلك الحدث مطلقا والذي أيده في ذلك غالبية شعبنا إن لم يكن كله ولكن بمجرد إتجاه الحركة عراقيا بدأت بعض الأحزاب المهيمنة على الأقليم بنسج الدسائس وعرقلة المسار الجديد لزوعا إبتداءً من تنصيب أعضاء ذلك المجلس لرئاسة العراق ولمدة شهر فقط وبحسب الحروف الأبجدية حيث ساورت الشكوك الكثيرمنا في عدم قبول الجبهة الكردية لذلك أي ترأس السيد ( يونادم كنا ) للعراق الجديد وحصل ما حصل وكما توقعنا وقبل وصول ممثلنا لسدة الرئاسة أُلغيت أو رفعت تلك المادة بحجة أن العراق بحاجة ماسة للإسقرار ولزعامة دائمية وبعدها بدأ الصراع الحقيقي وأنتقل من السر للعلن بدفع بعض أحزابنا المأجورة لأرباك وضع الحركة وإضعافه تحت قبة البرلمان والتي كانت تبدي الإمتعاض والرفض ودائما لكل أطروحات تدعم وتقوي شأننا وبقائنا وإسترداد بعضا من حقوقنا في بلدنا وتأجيج سياسة التسمية ومع كل هذا فهل نجحت الحركة في ذلك ؟
أكيد أنها قدمت كل المستطاع في ذلك الحين ومشكورة طبعا لأنها عملت وحاربت في جميع الجبهات وبكل ما تمتلكه من حنكة سياسية وفي الوقت الذي كانت تطعن في الظهر ومن بعض المحسوبين على شعبنا وأمتنا وللأسف ، أما عن ردي بلا فكان سببه تغير في مسار ونهج الحركة من جماعي الى الفردي الشمولي وعلى نهج ( قائد الضرورة ) القديم الجديد ، في تلك الفترة إشتد الإرهاب ومعه الحملة المركزة الهمجية والمنظمة على أبناء شعبنا المسالم من قتل وإغتصاب وترهيب فأطلق البعض من قياديي العراق وشاركتهم في ذلك أميركا أيضا بعض الحلول ومن ضمنها منطقة محمية ( حزام أمني ) لكل من يريد الألتجاء والهرب من أبناء شعبنا ليكون بمنئى عن تلك الحملات الإرهابية التكفيرية وقوبل هذا التوجه وللأسف بالرفض القطعي من قبل قيادة الحركة المتمثلة بزعيمنا السيد ( يونادم كنا ) ومن دون الرجوع أو الإستشارة من أحد وكأنه نسى أو تناسى وعن قصد المسار الجماعي من تعدد الرؤى والحوار والإستفتاء وغفل عن أن الذين إنتخبوه وأن هكذا أمور تخص مصير أمة وشعب بأكمله وأختزل كل الشعب بشخصه الكريم والطامة الكبرى إتجاهه وطنيا ليشمل جميع العراقيين وهذا أعتبره فخر ونقطة إيجابية تضاف لنا وليس علينا ولكن أن يصبح وطني أكثر من المعقول والمطلوب ومن الكل ويتناسى هموم ومآسي وحقوق وأهداف شعبه والحركة وواجبه إتجاههم هذا ما نرفضه وما لا نستطيع القبول به البتة إلا إن أجبرنا وبالقوة فهذا شيء آخر ومن هنا أصبح ذلك الزعيم وبرأيي يخطط لإستلام سدة الحكم في العراق برأيي أنه التحليل والتفسير الوحيد الغير منطقي لكل السياسة الغير منطقية للسيد ( يونادم كنا ) والذي بتلك التصرفات والتي أعتبرها اللامنطقية واللامسؤولة قد زاد الفرقة والشرذمة والكره بين أبناء الشعب الواحد وبالتالي خسرنا ما يقارب مليون مسيحي هاجروا البلد لعدم وجود أرض تحتضنهم وقوة تحميهم ربما سيعارض البعض ذاك المشروع المقترح سابقا كما عارضه زعيمنا لسبب وجيز وهو عدم الثقة بمن غدرونا بالأمس ( الإنكليز ) وأما أنا فأجيب خسرنا أكثر مما خسرناه بالأمس وأما التوجز بخصوص الدعم الخارجي فالكل قبل هذا الدعم الشيعة والأكراد ولو عرض على السنة لقبلوه وبدون أي تردد وكما هو الحال في الدعم الخليجي لهم لم تلد أمة من دون دعم ، أميركا تحررت من بريطانيا بمساعدة فرنسا فكفانا خوفا وتشكيكا بهذا وذاك لأننا سنكون أول ضحايا هذا الخوف والتشكيك وختاما أقول كل ما جاء في المقال يعبر عن منظوري ورأيي الشخصي فقط لا ألزم أحدا ولا أتهم آخرا وليس بالضرورة أن يكون طرحي هو الصواب مجرد إطروحات للنقاش والقراءة لا أكثر
ملاحظة : كل ما جاء في المقال أعلاه أتمنى أن يأخذ من باب النقد البناء وبرأيي تبقى الحركة الديمقراطية الآشورية شمسا ساطعة وسط كل الأحزاب والحركات وستظل عنوانا دائما لنا لأنها ولدت بعفوية مطلقة من رحم الأمة وتفاعلت مع مشاكلنا وكل همومنا وكلي ثقة ويقين بأنها سوف تبقى تشرفنا وترفعنا للأبد .. سيري قدما ولا تترددي فنحن شعبك ومعك للنهاية عاشت أمتنا وعاشت زوعتنا ( الحركة الديمقراطية الآشورية )
ستيفن البغدادي..