المحرر موضوع: جولة المالكي.. بموضوعية  (زيارة 496 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عبدالمنعم الاعسم

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 788
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
جولة المالكي.. بموضوعية
« في: 23:12 27/02/2013 »

جولة المالكي.. بموضوعية

عبدالمنعم الاعسم
 كل جولات رئيس الوزراء نوري المالكي في المحافظات تثير عاصفة من الاعتراضات والشكوك والتعليقات، ثم، وفي كل مرة، يظهر معسكران، واحد يدافع ويبرر، وآخر يهاجم ويتشكك، كما يظهر، في المقابل، متفرجون يديرون وجوههم بين هذا وذاك، فلا يقبلون ولا يرفضون.. وهم بالملايين.
 زيارة البصرة منذ ايام، وما إنْ حط المالكي رجليه على ترابها، انفتحت صالات البرلمان واعمدة الصحف والشاشات الملونة على تعليقات و "اعتقد.. ولا اعتقد.." وقد كان صوت معارضيها والمرتابين في اهدافها هو الاعلى من بين جميع الاصوات، حتى ان المراقب المحايد، بدأ يتساءل (ربما عن موضوعية باردة) هل ثمة ما يمنع ان يقوم رئيس حكومة (اية حكومة) بزيارة المدن التي تقع تحت مسؤوليته وتتبع ادارته؟ واليس من واجب المالكي، مثل كل رؤساء الحكومات، ان يتفقد احوال المدن والمناطق واللقاء بمواطنيها والتعرف على مشاكلها او افتتاح مشاريعها؟ بل، اليس من حق المالكي (وأي رئيس حكومة) ان يدافع عن سياسة و"منجزات" حكومته عبر وسائل الاعلام، او من خلال الاتصال بالجمهور، اعني،  اليس من حقه ان يعمل دعاية لادارته وولايته، طالما لا يزال في منصبه؟.
 اقول، ان هذه الاسئلة موضوعية، وإن اتسمت بالبرودة، واضيف لها السؤال التالي الاكثر اهمية بحسب رأيي: لماذا لم ينتظر المعارضون نتائج الزيارة وحصيلتها في ما يتعلق بشؤون احوال المنطقة، وردود افعال الجمهور حيالها قبل ان يستبقوها بتلك التعليقات الاعتراضية النارية؟ وهو الامر الذي قد يعزز اعتراضاتهم ويعطيها مصداقية ويجنبها شبهة الكيد والخلط بين الموضوعات والملفات والمواقف.
 بوجيز الكلام، كانت زيارة المالكي الى البصرة ولقاء محافظي الوسط والجنوب، مبررة بحدود مسؤوليته الدستورية، وبمنطق الواجب الرسمي عليه.. لكن المشكلة.. ان رئيس الوزراء نفسه لم يُبق هذه الزيارة في حدود تحريك عمليات البناء وشحذ العمل الاداري وحل المشلات التي يعاني منها الملايين من سكان الوسط والجنوب، بل انه أدخل عليها، ومنها، رسائل خلافية تدخل في صلب الدوامة السياسية التي تعصف بالبلاد.. الامر الذي سهّل لمعارضيه القول ان الزيارة مكرسة للدعاية الانتخابية، واضطر حلفاءه في الاكثرية البرلمانية ان يتركوه لوحده في مواجهة الحملة التشكيكية المضادة، بل ويسربون انتقادات للزيارة، وبعضهم اطلقوا عليها النار.
 اما نتائج هذه الزيارة ذات الصلة بملفات الخدمات والمشاريع والامن والفساد، فقد ضاعت تحت نيرانٍ معارِضة.. ونيران صديقة.
******** 
" كيف يمكنك أن تحكم بلداً فيه 246 نوعاً من الجبنة؟" 
شارل ديغول