يوم وضعت الحرب اوزارها
28 شباط 1991
ذكريات من ايام عاصفة الصحراء
سيرين بهنام حبابة
بداء مع الساعة الثامنة من صباح اليوم وقف شامل لا طلاق النار, وعرفنا ولاول مرة منذ ستة اسابيع معنى اي ينقضي النهار بدون ان نسمع صفارة الانذار, وسوف ننام ليلتنا هذه ربما من دون ان توقظنا صفارة الحارس او صوت الطائرات. ومن دون ان تُنير كوابيسنا نيران الانفجارات و اصوات القذائف .
لن ناكل بعد اليوم خبزا اسودا على الصاج ولن نضظر الى غلي الماء قبل شربه ان جاء.
لن يقف ابي ( سرا) لكي يبدل قنينة الغاز, ولن تظطر امي ان تطبخ على( البريمز)
لن نقراء كتبنا تحت نور الشمعة . ولن ننام مع الغروب لانقطاع الكهرباء.
لن ننام ببناطيلنا,ولن نغسل ملابسنا بايدينا.
لن ننام في اسرتنا مرتعبين مترقبين الغارة .
لن ننزل الى تحت بعد منتصف الليل فزعين ملتحفين باغطيتنا
لن ترتعد قلوبنا مع ارتعاش شبابيك البيت وقت القصف.
لن نركض غدا الى السطح نبحث عن موقع الدخان, فلا قصف بعد اليوم.
لن ننتظر الكهرباء ان تاتي كم ساعة.
لن نرهق الراديو الكبير بحثا عن راديو مونت كارلو,
لن نخاف ان نصعد الى السطح لنعدل الايريل حين تاتي الكهرباء.
لن نقتصد بالماء حين يعود ولن نستحم مرة كل حين
لن يبقى تلفوننا صامتا وستعود حرارته لنطمئن على الاهل.
لن يُقصف بيت اوكنيسة ولن يُقتل من التجاء اليها.
لن يذهب ابي اوقات الهدنة الى القرى المجاورة لشراء الرز والقمح.
لن نبقى في بيوتنا بلا مدارس.
لن تعود الكلاب لتنبح في شوارعنا الخائفة فاضواء السيارات قادمة
لن تنير سماواتنا قصف الطائرات ولا طلقات المقاومة
انتهت الحرب وهاهم الناس يطلقون النار في الهواء, و(كاترينة) تقرع اجراس الكنيسة ابتهاجا بالسلام. سننام الليلة باطمئنان فلن تاتي الطائرات بعد اليوم.
انتهت والحمد لله على سلامة من نجا,و كان بعون كل من فقد ابا او اما اواخا في هذه الحرب.ها قد انتهت عاصفة الصحراء, وصدق من سماها كذلك فلن نعرف اثر دمارها الا بعد ان تزول.
