المحرر موضوع: وهكذا تآلفت القلوب والتفّت السواعد في القوش  (زيارة 1585 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل باسـل شامايا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 619
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
وهكذا تآلفت القلوب والتفّت
 السواعد في القوش
                                                                                                                                باسل شامايا

 
ما خذل قوم اجتمعوا على الخير والبناء وما افلحوا من التقوا واتحدوا على الشر والبلاء ، فحينما تتآلف القلوب وتنصهر في بوتقة الهدف المنشود تلتف السواعد بأيادي موحدة ليرتفع البنيان شامخا يظلل سقفه المحبين بأمان ومحبة وسلام . هكذا انطلق شباب ومحبي القوش الغيارى يجمعهم قاسم مشترك وهدف نبيل يجسدون به حبهم الكبير لبلدتهم التي رضعوا منها التضحية والايثار ونكران الذات . في صباح يوم الجمعة الموافق 15/ 2/2013 ازدحمت الساحة القريبة من بيت المرحوم هرمز الصفار بمجموعة من الشباب القادمين من كافة احياء القوش ، حاملين معهم عدة العمل لتنفيذ ما قرروه ، رافعين شعارهم المنشود ( يد بيد من اجل القوش ) . فلو عدنا بعض الشيء الى الماضي لشاهدنا  سيناريوهات كثيرة زاخرة  احداثها لا اخون بالمواقف والانجازات التي تحققت على ايدي محبي هذه البلدة والتي لا تعد ولا تحصى . فأراد شبابنا الرائعين بحملتهم الشبابية ان يعيدوا مجد ذلك الماضي المتجسد بعطائهم اللامتناهي  ، ويقدموا مثل ما قدموه لهذه البلدة المعطاءة  . هذه البلدة الصغيرة بمساحتها والكبيرة بعمقها التاريخي الثر ، وكل من اطّلع على صفحات التاريخ القديم والحديث يعلم علم اليقين ان اسمها حفر في ذاكرة الزمن نتيجة تلك التضحيات الجسام التي قدمها أبناءها على امتداد السنين ، وما تحمّله اهلها الطيبين من الويلات والنكبات جرّاء الغزوات التي تعرضت لها بلدتهم قديما وحديثا ، خصوصا حينما  قدّموا خيرة ابناءهم وبناتهم قرابينا على مذبح الحرية وعلى يد أشرس الأنظمة اجراما ووحشية . في هذه الايام واحياءا لذكرى اولئك الافذاذ اطلقوا العنان لأنفسهم ليبقوا على تواصل مع ذلك الماضي المعطاء ، فاتحين قلوبهم وصدورهم متحدين ظروف البلد القاهرة ، تغمرهم الفرحة وهم يسيرون بخطىً واثقة لتحقيق هدفهم الكبير في منجزهم الذي يعطي السعادة والراحة لهم ولكل من انتمى وجدانيا الى هذه البقعة الجغرافية من الوطن العزيز  ، انهم عشاق هذه الارض التي ولدوا وترعرعوا بين حناياها وارتووا من منابعها محبة ووفاء .. انهم لم يتوحدوا من اجل غاية او رغبة زرعتها (الأنا) البغيضة في في اعماقهم ليهتدوا الى مآربهم الشخصية بل حبهم لهذا الوطن الصغير الذي يجمع بين أوصالهم حبهم للوطن الكبير ، لقد استمدوا من حب بلدتهم التضحية ونكران الذات فتعلموا من مدرستهم الاولى ( القوش ) كيف يبادروا لتقديم كل ما هو خير لمجتمعهم ..

نجدهم اليوم وفي كل صباح من يوم الجمعة يخرجون ارتالا بعد ان  تقرع مسامعهم اجراس ( يد بيد من اجل القوش ) ، يخرجون الى حيث تنتظرهم عدة العمل ، للسعي والارتقاء بألقوش الى الافضل ، فتزاحمت تلك الايادي الشابة لألتقاط وجمع كل ما يشوه منظرها ويودعونه  فرحين اكياس النفايات ، هدفهم جعل القوش قدوة يقتدى بها منظرا وجمالا . اننا لم نات بشيء جديد حينما نتحدث عن مواقف ومبادرات وتضحيات وعطاءات ابناء القوش البررة فأنهم ليسوا الا امتداداً لأولئك الذين توغلوا بالعطاء والتضحيات وبكل تجرد ، تجمعهم الحمية حينما كانت تتعرض بلدتهم الى عدوان ما ولا يغمض لهم جفن الا بعد ان يبسطوا الامن والسلام في ربوعها ، لقد كانوا مرآة مشرقة منحوا لألقوش تاريخا مشرفا وزاهيا . وها قد نهض احفادهم ليقولوا لهم ارقدوا آباؤنا الكرام بسلام فاننا سنسير على خطاكم ونحافظ على بلدتكم من كل ما يعكر صفوها ونقائها . وهكذا تبقى مسيرة الحياة في تواصل دائم تضخ بدماء شابة جديدة تتوارث حب الوطن والتضحية في سبيل رقيه وتطوره ، وخير دليل على ذلك هذه المبادرة التي بادر بها احفاد اولئك العظام قبل ثلاثة اسابيع والتي كانت اخرها قبل يوم اي بتاريخ 1/3 حينما خرج الشباب ليحققوا ثالث حملة شبابية من ( يد بيد من اجل القوش )

وبمباركة الاساتذة الاجلاء الذين وقفوا معهم منذ الحملة الاولى وبالرغم من تجاوزهم سن السبعين نجد حضورهم لم يصبه اي تلكؤ او خلل ، يتهافتون مع تلاميذهم الى حيث تجمع الشباب ليمدوا لهم يد العون ويعملوا من اجل القوش اجمل وانظف ، ومشاركتهم ليست الا حافزا لمضاعفة عطاء الشباب ، كما تميزت الحملتين الثانية والثالثة   بمشاركة نساء القوش

الغيورات على بلدتهن ، اسوة بقريناتهن  النساء اللواتي كان لهن مواقف بطولية في الدفاع عن بلدتهن ضد الانظمة الدكتاتورية البغيضة ،وهكذا اضفن الى ( يد بيد من اجل القوش ) جمالية ورونق حينما خرجن صباحا وهن  تحملن عدة العمل أسوة بالرجال  لتبرهنّ  انهن لا تختلفن عنهم في تقديم الخدمة والعطاء للمجتمع . بوركت كل الجهود المثمرة التي كانت ثمرتها جمالية القوش العزيزة ، فقد برهنتم ايها الاحبة انكم بعطائكم هذا تضعون القوش في حدقات عيونكم وتمسحوا عن كاهلها ما تركته السنين العجاف فانتم الامل وانتم الاشراقة الجديدةللايام .