المحرر موضوع: الى السيد الأخضر الإبراهيمي  (زيارة 1172 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Rashad alshalah

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 137
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الى السيد الأخضر الإبراهيمي
[/color]
رشاد الشلاه

أثناء لقاءاته المكوكية في نيسان العام 2004 لغرض الاستماع الى آراء ومقترحات قادة المجتمع العراقي ومحاولة إيجاد طريقة توافق بين آراء جميع الفئات والقطاعات، تمهيدا لنقل السلطة من قوات الاحتلال للعراقيين وتنظيم الانتخابات، قال المبعوث الدولي السيد الأخضر الإبراهيمي  "في العراق عدد من الشخصيات تكفي لقيادة الدول العربية وليس العراق وحده" وكان لهذا التصريح مردود الشعور بالزهو لدى هؤلاء القادة من جانب، ومبعث تشكك وقلق لدى المواطنين من الجانب الآخر،ثم تبين أن هؤلاء المواطنين كانوا على حق... فهم أدرى بأحوال قادتهم!!.

 لقد تتالى القادة على حكم بغداد محميين و متنعمين بمناصبهم، و تصدر من بينهم اللوحة السياسية، القادة الطائفيون المتطرفون سنة وشيعة ، وتسيدت أجنحتهم المسلحة الشارع البغدادي تخطف وتعذب و تقتل وتغتال وتفجر وتهجر فرادى و مجاميع من المواطنين ، وحكوماتنا وآخرها الحكومة المسماة "حكومة  الوحدة الوطنية" عاجزة، و قوات الاحتلال متفرجة، والأنظمة العربية والمحيطة شامتة، ولا صوت غير عويل المرأة العراقية ونحيب الأطفال المذعورين من هول الانفجارات والمذابح. وها هو العراق على حافة السقوط كليا تحت قبضة قادة العصابات الطائفية التي لا دين ولا أخلاق لها. طرف يحذر من ان تتحول بغداد الى عاصمة "صفوية" ويسعى لإنشاء إمارة "ملا عمر" في الأنبار والموصل، والآخر يحذر من أن تتحول بغداد الى عاصمة لتنظيمات الصداميين و القاعدة ويسعى لإنشاء حكم ولاية الفقيه في النجف والبصرة.

 واستجابة من المسلحين  لتأجيج قادتهم الطائفيين ، وقعت فضيحتا الأسبوع الماضي باختطاف العشرات من موظفي وزارة التعليم العالي وبعدها اختطاف ست سيارات نقل بركابها، كل ذلك تم ومازال غيره من الجرائم يتم في وضح النهار.

 فإلى متى هذا التناحر الغبي، ومتى يكف القادة الطائفيون العراقيون عن شن حروب تصفية حسابات نيابة عن الآخرين من جيران العراق، وقودها أبناء شعبنا العزل.  وكيف لهم الوعي ان لا منتصر في الحروب المذهبية المسيسة، بل حصادها المؤكد دماء وأيتام وثكالى وضياع وطن؟

 أين ادعاءات ومساعي مشروع المصالحة الوطنية؟ ما هي خطط القضاء على المجاميع المسلحة و لماذا السكوت عن جرائمها التي تماثلت مع جرائم الإرهابيين العراقيين والعرب والأجانب؟ لماذا التغاضي عن من يحتمي بسلطة الدولة ومالها وسلاحها ليسرق و يقتل باسمها؟ لماذا الخوف من فضح التدخلات الإقليمية والدولية التي حولت العراق الى مسلخ بشري رهيب؟ أين هي بعض الوعود الإيمانية الانتخابية وليست كلها التي بشرت بفردوس العراق القادم؟

لقد قيل عشرات بل مئات المرات ان حكم المحاصصة الطائفية والقومية ، يحيل البلد الى مرتع للفساد والجريمة ، وهذا ما يحصل اليوم. هل خلا العراق العريق من قادة ــ التقاهم السيد الأخضر الإبراهيمي أم لم يلتق بهم ــ تعز عليهم المواطنة الحقة للعمل على إنقاذ ما تبقى من حطام وطن؟

يا سيدي الأخضر الإبراهيمي... نعم لدينا قادة كثر.. في صدارة  الصورة تسعة كواكب؛ ثلاثة هم هيئة رئاسة الجمهورية  وثلاثة هم هيئة رئاسة الوزراء وثلاثة هم هيئة رئاسة مجلس النواب، وعشرات الشموس والأقمار الأخرى منهم  نواب في مجلس النواب وآخرون خارج المجلس...نعم لدينا منهم الكثير، لكن الفاجعة أن أبناء شعبنا في دمائهم غارقون والقادة الميامين المتحاصصون كل في فلك يسبحون، حتى بات نهار بغداد مجلس عزاء.... و مساؤها مقبرة .
rashadalshalah@yahoo.se[/b][/font][/size]