<> ومرّت الأحـزانُ تدقّ باب قلبي من جديد <>
<> تذكّـرنـي بأحـزان ومآسي وطنـــي ؛ لا زالت
تعشعشُ في نفسي <>
<> وعادت روحـي الى الماضي السّحيق <>
<> الى ايّام حلـــــوة ؛ عشتها في وطني الغالي
ـ العراق ـ منذٌ عقود ! <>
<> ولكـن آنقلب الأمر رأساً على عقب ! <>
<> فقـد باتتْ حضارتــهُ ؛ قيمــهُ ؛ ثرواتـــهِ ؛ في مهبّ الرّيح ! <>
<> اصبحتْ مصــدر نقمــــةً ووبــــالٍ عليــــهِ ! <>
<> فتسابقت قوى العدوان ؛ قوى الدّول العُظمــى ؛ كي تمزّقـــهُ <>
<> كي تجعلــهُ في مصاف الدّول الفقيـــرة ! <>
<> زرعت فيهِ كيانات غريبـة ؛ لم تكن موجودة من قبل ! <>
<> من فــتن عنصريّــة ؛ من صراعات مذهبيّـــة مميقتــة ! <>
<> كنتُ أعيش بين جاريـن ؛ أحدهما ســنّى ؛
والآخـر شـــيعي <>
<> لم أكن يومـاً مــا أشعر بأنّهمــا يكوّنـان مصدر تعدي
أو آضطهاد لي ! <>
<> بل كنّـــا نعيش معـاً ؛ وكأننــا أخوة ؛
تربطنا أواصرالأحترام والمحبّـة والسّلام ! <>
<> الى أنْ حـلّ بوطني ( الوباء الأسودْ ) بـلاء الإحتـلال
المُقيت البغيض ! <>
<> فظهر على السّطح ؛ السّم الزّعــــاف ! <>
<> فكنّــا نسمع أنّ هذا عربي وذاك كوردي ؛
هذا شيعي وذاك سني ، هذا صابئي وذاك حديدي ؛
هـذا كلداني وذاك آشـــوري ؛ هذا زيدٌ وذاك عبيدٌ ! <>
<> هـذا حدث ؛ بفضــل دخول الجماعات ـ التّكفيريـة ـ
من السّلفيّين والوهابيّين والإخوانچيّة ـ ! <>
<> فآستولى علينا رعبٌ شــــــديد ! <>
<> ومنـذ عام 2003 ؛ نشب صراع دموي بين
الأخوة السّنة والشّيعة ! <>
<> وباتت الأقليّات تعيش في رعبٍ وذعـــرٍ مُخيـــــــف ! <>
<> فأخذت تفكّــر بجديّــة في الهروب خارج الحدود ! <>
<> وأنــا الآن بتّ أعيش منبوذاً من قبل وطنـــي ؛
أعيشُ على ارض الغُربـــة ! <>
<> أعيشُ بين قـومٍ ـ غُراء ـ لا يمتّون ـ
بي بصلـــةٍ أو قرابـــة ! <>
<> وما مصير أطفالــــي ؟ فقد آندمجوا في مجتمع غـريب ؛ تتباين
اخلاقــهُ ؛ تربيتـــهُ ؛ أفكاره عن مــاكانَ موجـــوداً في وطنــــي ! <>
<> فبــتّ مُحتــــاراً ؛ بيـــن البقـــاء هنــــا ؛ على أرض الغُربـة اللّعينـة ؛
؛ والعــودة الى وطنـــــي ! <>
<> لا أدري ؛؛؛ لا أدري !!! <> .