المحرر موضوع: رسالة للأستاذ جواد المالكي رئيس الوزراء العراقي  (زيارة 1043 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Abu Fady

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 84
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رسالة للأستاذ جواد المالكي رئيس الوزراء العراقي         
مارسيل فيليب / ابو فادي ــ سدني / أستراليا                                                                                           
marcelphillip@yahoo.com.au

       بأنتظار التغيير الوزاري ( الحقيقي ) والذي من المفروض أن يتناسب مع التحديات الراهنة ، والذي أعلنته شخصيا كألتزام ، في جلسة يوم الأثنين الماضي ــ 13 نوفمبر ، وبأنتظار نتائج اجتماعك والرئيس الأمريكي جورج بوش وبمشاركة الملك عبدالله  الأسبوع القادم في العاصمة الأردنية 29 نوفمبر الجاري ،  والذي لابد وأن يتناول  ضمن جدول أعماله مناقشة  تطورات الوضع العراقي بشكل عام وأقتراح الحلول ، والخطط المستقبلية والمصالحة الوطنية والتغيير الوزاري المرتقب  ، والذي نأمل أن يتجاوز أسلوب المحاصصة طائفيا وقوميا أو ميليشياوياً ، فالتغيير الحقيقي الشامل لا يتحقق أو يتجسد أيجابياً عبر نتائج هذا الأجتماع أو غيره فقط ، بل عندما تقتنع انت أولاً بالحقيقة التي تبدو واضحة الأن ، كجواد المالكي الأنسان ، ورئيس الوزراء للحكومة العراقية الحالية ومن خلال قبولك تحمل هذه المسؤولية الصعبة وفي هذه الظروف الفوق إستثنائية ، ...  وتعلنها كلمة صريحة واضحة  للشعب العراقي عبر الفضائيات والأعلام المقروء... ، بأن المنهج الذي اعتُمد لحد الأن لتشكيل الحكومات الثلاث ، عبرالترضية  ( التوافق ) والحصص  الطائفية ـ المذهبية والقومية , وأعتماد قوة الميليشيات والتي على اساسها  تم  توزيع  مواقع القرار السياسي الوطني واختيار الوزراء والمفاصل الحساسة في مؤسسات الدولة، ورؤساء الأجهزة الأمنية والعسكرية والمخابراتية ، ضمن القائم حالياً كتوازن طائفي قومي ( شيعي  ـ سني ـ واكراد ) وبمبرر ماتمضخت عنه نتائج الأنتخابات ، كان منهجاً خاطئاً لبداية سليمة ، وكمحاولة  لبناء أسس عراق ديمقراطي جديد أسترد حريته حديثاً بعد عقود من القهر والدكتاتورية .                                         هنا في المغتربات تعودنا على اعادة تقييم لبعض قناعاتنا بين فترة وأخرى ، وبأنتظار الكيفية  وأسلوب أختيارك للقيادات  الجديدة ولنوعية الحلول والآليات التي ستتبناها مستقبلاً طريقاً لمعالجة قضايا الأمن وأشاعة الأستقرار والحد من الجريمة والتجاوز على الدولة والقانون ، وتحقيق وعدك بحل الميلشيات ( وأن لا سلاح غير سلاح الدولة ) ، أو لحل ازمة توفير الخدمات الضرورية لأستمرار الحياة اليومية للمواطن ، أملاً للخروج من المأزق الحالي الذي هو بمثابة الكارثة الوطنية المحدقة بالشعب والوطن ، ستكون لنا وقفة أخرى ، ولتثبت عملياً وبشكل مسؤول وصادق كرئيس للحكومة  في هذه المرحلة الحرجة ،  ماكنت تعنيه عندما صرحت وفي نفس الجلسة ، ( من أن البعض عمد لتحويل وزاراتهم الى مناطق شبه مقفلة للحزب أو القوى السياسية التي يمثلونها ). .                                                                                                           
     نأمل ياسيدي  أيضاً  أن يكون التغيير المرتقب تغييراً في أسلوب التفكير والقناعات السائدة ، والآليات التي  التزمتم  بها أنذاك لترضية  بعض القيادات ورجال الدين ضمن القوائم الفائزة بالأكثرية ، ..... أي بمعنى ، عليك  أن تثبت ويشكل قاطع ، انك أهلاً  للمسؤولية التأريخية التي أئتمنك عليها الشعب ، عبر من ستختاره من وزراء  لأنقاذ مايمكن إنقاذه  الأن وللتخفيف من معاناة المواطن المقهور  ،  وهذا لن يتحقق إلا من خلال  اختيار قيادات عراقية ( لايهمك انتمائها الفكري أوخلفيتها الدينية او المذهبية او القومية ) ، بقدر الكفاءة والأختصاص ومدى قناعتها وأخلاصها ووعيها بضرورة الألتزام بالدستور والولاء للوطن ومصلحة شعبنا لاغير ، (( فالولاء العشائري والطائفي المذهبي والحزبي الضيق وعلاقات القربى ،لايمكن أعتمادها  كبديل حضاري  لحل المأزق الكارثي الذي يعاني منه الداخل ، أو ضمان لألتزامهم  بالدستور وأعتباره مصدراً لكل السلطات  )) ، ولأن هكذا اختيار  يتعارض أساساً مع ما تدعي أنت وقيادات الأحزاب المشاركة في السلطة والقيادات الدينية ، لابل ما ندعي  به  جميعا ً، من  أننا بصدد الشروع بعملية بناء نظام ديمقراطي ، وكهدف مستقبلي أساسه أعادة بناء شخصية الأنسان العراقي  ــ  والأنتماء الوطني ...  وأقامة العراق الديمقراطي الفدرالي الحر المستقل الموحد ، فأن كنا متفقين أن الوطنية هي صفة الأنتماء الأنساني  للمجتمع ... أذاً علينا الأبتعاد عن ثقافة أحياء الطائفية والتعصب القومي أو المذهبي ، والى  أحتضان وتشجيع ثقافة وآليات ومفاهيم الديمقراطية والتسامح ولدحر أفكار الأصولية المتطرفة  ، لأن الأصولية والتطرف لاتنمو وتتقوى الا بالعنف والدماء ،  وهي ضد الحرية والتحرر وكل الحقوق المشروعة ، وأستدرك هنا لأوكد ، أن التطرف  والأصولية لا تنحصر بمذهب أو طائفة معينة كما تعلمون ، لذلك فأن اعتماد عملية تغيير نوعي في أختيار الوزراء الجدد  ، خاصة في مؤسسات ووزارات  وتركيبة القوات الأمنية والعسكرية وقادتها ، مع ضرورة أن  يعاد النظر بكثير من منتسبي هذه المؤسسات وغربلتها من جديد ، وأعادة تشكيلها على أسس وطنية سليمة بعيدة عن الولاءات الطائفية والمذهبية والقومية والولاء الحزبي  ، كي تتمكن من حل الميلشيات ونزع كل سلاح خارج سلطة الدولة ومؤسساتها القانونية  .                                                                                                                                                                                                           كما اتمنى  صادقاً من كل قيادات وممثلي الأئتلاف الموحد ، وأولهم  أنت كرئيس وزراء ، (( يعني ... ما كو بعد داعي أبهل الوضع  المأساوي  ويومية عشرات المفخخات وقصف الهاونات  وجثث  العراقيين الأبرياء تجمع  صباح كل يوم  من الشوارع والمزابل  بالعشرات  وهذا فقط في بغداد ، كما يقال   ...  أكول يعني ماكو ضرورة بعد ، بين كل فتره وفتره  للسفر للنجف ألأشرف أو كربلاء المقدسة  للأستشارة  أو أخذ نصائح هذا المرجع أو ذاك )) ، لأنني رغم كامل أحترامي لمكانة المرجعية  المتمثلة بآية الله السيد علي السيستاني وغيره من المرجعيات الدينية ، لكنني اعتقد ، ... أن الهدف من هذه الزيارات المتكرره هو توريط المرجعيات في ألأخطاء التي ترتكبها الحكومة ،  أو " لدغدغة المشاعر والتخفيف من التململ والتذمر الطاغي على الشارع العراقي ، بسبب أنحدار الأوضاع بشكل عام لمستويات كارثية ، ومحاولة أخفاء هذا التراجع المرعب خاصة في الوضع الأمني  بسبب  أداء حكومتك الحالية الضعيف " تحت مسمى التشاور وأخذ الرأي من تلك المراجع  .                                                                                                                                                   أما اذا كان ذلك كمحاولة لكسب الشارع العراقي مرة اخرى  واستقطابه بأسم  الطائفية والمذهبية وتحت عباءة سماحة  المرجعية الدينية ، ففصل الدين عن السلطة السياسية { أي أبعاد الدين عن تعقيدات ومشاكل السلطة السياسية } ، هو الأسلوب الأنجع حالياً لأعادة بعض الأستقرار للوضع العراقي  ولتترك الحكومة للمؤسسة الدينية القيام بواجب الأرشاد والتوجيه للأتباع والمؤمنيين والمقلدين  ، واهمها التوعية ( وكواجب مقدس ) أو حتى بأطار الفتوى ، بتعزيز الوحدة الوطنية  ونبذ الطائفية المقيتة ، وبضرورة أحترام حقوق  وقناعات جميع  المواطنيين ومن كل الأديان والقوميات والخلفيات الفكرية الأخرى ، وليس متديناً أو مؤمناً ذاك  الذي يدوس العراقيين المختلفين معه فكريا ، أو من اتباع الديانات الأخرى  ويجبرهم على تغيير ديانتهم الأصلية  كما يحدث لأبناء الطائفة المندائية وغيرهم  وبشكل بشع هذه الأيام خاصة في الجنوب ،  فكل القوانيين السماوية والوضعيه تكفل  حق  أي مواطن أو إنسان ، أن يؤمن أو لا يؤمن  أو يكون ما شاء ضمن الدستور والقوانيين المرعية  ، وعلى حكومتك الحالية ونحن نسرع الخطى نحو الكارثة ، مسؤولية الأقتصاص  ومعاقبة تلك  المجاميع التي تدعي الأسلام أو التشيع لتضطهد الأخرين ، وعن طريق أستغلال  الاسلام كدين لكي يتسلطوا على الأخرين ... علي حياتنا وعقولنا .. ولتحقيق مصالحهم  الدنيوية وتلك هي حقيقتهم الوحيدة .                                                                                                               أن مبادئ أي دين أنساني  كما هو معروف  ياسيدي تهدف بشكل رئيسي لخلق  الكائن البشري الصالح  والأنسان النقي الصادق ، لا وحشاً وظيفته أفتراس الأضعف , غير ان ما تقوم به بعض  أفراد الميلشيات ومجاميع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من الظلاميين الجهلة ، " والتي هي معروفة بأعضائها وقيادييها من قبلكم واجهزتكم الأمنية والمخابراتية  من ممارسات  سلبية ، يرفضها الأسلام لابل كل الأديان  ، هي لتبرير جرائمهم   اللأنسانية  بأسم  تطبيق شريعة الله وما أمر به الأسلام  سواء كانوا من " الشيعية  أو السنة " ، وبمبرر ادعاء أجوف  ، ...  انهم  مخولون بفتاوي من هذا المرجع  وذاك الشيخ كونهم وكلاء لله على الأرض ،  وهذا يعطيهم الحق لذبح  وأغتصاب وسحق الأخرين من البشر ، على الرغم من الحقيقة التي تقول أنه لا وجود لعدالة آلهية سلمت مفاتيحها وادواتها وشروطها  لدين محدد  ...  وتعاليم الأسلام الحقيقي واضحة ، في ضرورة اشاعة وتطبيق عدالة أجتماعية حقيقية مع مراعات وحماية حقوق الأقليات وحقوق الأنسان بشكل عام ، واستدرك  هنا لأوضح ... أنه عندما انتقد المسيئين ممن يدعون الأسلام ، فأنا لا أحَمِل  أخطاء وجرائم هؤلاء ، أو اربطها بعلاقة مباشرة  بمفهوم وتعاليم الأسلام كدين أو  بالشيعة والسنة كمذهب ، لكن التأريخ  لايرحم ،  وسيذكر كل  الجرائم التي أرتكبت في هذه المرحلة حتماً  ، بعنوان  الجرائم والفظاعات التي ارتكبت في  المرحلة التي سيطرت فيها الطائفية والمذهبية ، من خلال احزاب وقوى تيار الأسلام السياسي على السلطة في العراق  .