** عندما يأتي اللّيل ؛ تشتاق نفسي للكتابــة **
** فوق منضدتي أوراق بيضاء وأقــلام ! **
** في تلك اللّيلـة عافت نفسي عــن الكتابـــة ! **
** نظرتُ الى القلـم ؛ تخيّلتُ أنّــهُ ينظر اليّ وهو مُنـزعج ! **
** قلتُ له : أراك يا يراعــي العزيــز ؛ منـزعجٌ هذه اللّيلــة ! ما خطبك ؟ **
** قال لي : وكيف لا أنـزعح ؟ والكتابــة زادي وحياتــــي ! **
وأضاف : خذني بين أناملكَ ؛ وأكتب ! **
** قلت له : ماذا أكتبُ ؟ لقد ملّت نفسي وروحي من الكتابـــــــة ! **
** قال : أكتب عــن الوطــن المجروح بحراب الإحتلال ؛ والوضع المهيـــن !
أكتب عن أحوال الأيتــــام والأرامـــل ؛ كيف يقضمـون
أصابع الفاقــة والمرض والعــوز ؛ وتنكّــــر المجتمــع لهــم !
أكتـــب عـن الوعود ( المزيّفــــة ) للمسؤولين ؛ والتي تشـــبه
( بالونات ) الهواء ! أكـتـــب عــن مزوّري ( الشّهادات ) والذين باتوا
اليوم من أصحاب ( الإمتيازات ) مـــن ( خفيـــــر ) لسكرتير ( وزيـــــر ) !
ومـــن بائع الخضار ولاعب قُمار ؛ الــــى مسؤول كبير في وزارة
البناء والإعمــــار ! أكتب عــن ( المُعتقلين ) في سجون الإحتـــلال
الغاشـم في الوطـن / وما أكثرها / وبرعايـــــة ابنــــاء الوطــــن !
أكتـــبْ عـــن غسيل الأموال ؛ وتهريب العملـة الوطنيّــة
( الصّعبـــة ) الى خارج الوطـــــن ! وخزنهـــا في المصارف الأجنبيّــة !
أكتــــبْ عـــن الفساد الإداري ؛ وبيع المناصـــــب
( بالدّولار الأمريكي ) ! **
** قلت لــهُ : أنتَ طمّاٌع يا يراعي ! وهل تعرف أن هذه الكتابــة ؛
ستأخذ منّي نصف عُمري ؟ ولو فرضنــا ؛ أنّي كتبتُ ؛ فمــن يقرأ
كـلامي ؟ وايــنَ أقدر أن أطبع كــلامــــي ؟ حتماً سيقول لي
النّاشـــــر : خذ اوراقكَ ؛؛ أنتَ تريــد إرهاب الدّولــة ؛ ونشر
الفوضـــى في البلاد !! نحــنُ بحاجــة الى كتّاب ( مُنافقيــن )
يكتبونَ حلو الكـــلام ! يذرّونَ الرّمــــال في العيــون !
ويضحكــونَ على الذّقــون ! لأنّ الشّعب يرغب في سماع الكــلام
السّهل ! وليس أسهل من ( الكذب ) ! **
** وإذا تفـوّهــتَ بأي كلمــة أخـــــرى ؛ ستلقى منّي ضـرر !
فدعنــا أصدقاء !
** سأكتُبْ قصائد وأشعار للتّرفيه عن نفســـي ؛ وقتل الوقت !
وليس لنشرها !
ورزقــي علـــى الله ! لأنّــهُ الوحيد الذي لا ينســـى عبـــــادهُ !!! **
** فسكت القلم عن الكــلام ! وتخيّلتُ أنّــهُ ( يدمدمْ ) في داخلــهِ !
ويقول لــــي : انــتَ أكبــــر جبـــــــان !!! **
** بقلمـــــــي **