المحرر موضوع: الوطنية والـ …. Expire  (زيارة 679 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يوسف زرا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 98
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الوطنية والـ …. Expire
« في: 19:21 26/03/2013 »
الوطنية والـ ….   Expire

من المعلوم لدى كل شخص متعلم، وحتى إن كان تحصيله العلمي لا يتعدى المرحلة الابتدائية. بان جميع المواد العضوية والنباتية والكيماوية خاضعة للاستعمال والاستهلاك لمدة معلومة وفق فحص مختبري مسبق وتاريخه مثبت على كل بضاعة، سواء كانت غذائية أو أدوية طبية وغيرها. وإنها صالحة للتناول ضمن الفترة المحصورة ما بين تاريخ إنتاجها إلى تاريخ فقدان قيمتها الغذائية أو الدوائية المثبتة عليها.
وكثيرا ما نسمع ونشاهد ونقرأ عبر وسائل الإعلانات الفضائية والإذاعات والصحف المحلية، بان الوزارة المختصة بالمواد الغذائية أو الطبية، قد تمكنت من التأكد أن كذا أطنان من المواد المذكورة والمنتجة محليا أو المستوردة، بأنها كانت غير صالحة للاستعمال البشري وحتى الحيواني بسبب انتهاء الفترة الزمنية المحددة لها مختبري أي ( الـ Expire ) انتهى.
ترى. هل يمكن المقارنة بين ما ورد من انتهاء قيمة المواد المذكورة في المقدمة أعلاه، وبين مفهوم الوطنية ( كهوية مقدسة ) وفقدان خصائصها عبر المسيرة الطويلة للتيارات السياسية العاملة في وطننا عراق الحضارة. والمتحكمة بالواقع المعايش وصاحبة النفوذ الأكبر والأقوى، ومدى إمكانية تشخيص إن مناهجها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وووو . قد أصبحت غير صالحة لقيادة هذا الشعب منذ عقد من السنين ولم يمض يوما واحدا من حياته الخاصة والعامة دون أن يصل صراخه ونحيبه إلى أذان جميع من في الحكم والى السياسيين المعنيين، من جراء هول الانفلات الأمني وفعل الإرهاب المنظم وبهوية جرميه معلومة لدى الجميع، إلى جانب الفساد المالي والإداري المستشري في جميع مرافق الدولة وبدون استثناء. وقد عجز المواطن وحتى البسيط منه من كثرة  تبجح الأجهزة الأمنية الرسمية بوضع حد للأعمال التي تقوم بها تلك الزمر، والمدعومة من الداخل والخارج ومنسوبة بشكل مكشوف إلى هذا التكتل والفصيل السياسي والمذهبي والى ذاك وبدون رادع ملموس. غير ما يقال في كل يوم باعتقال كذا عصابات من التي قامت بتفجيرات في المدينة الفلانية أو في الحي الفلاني. لا بل طال العمل الإرهابي أخيرا حتى الوزارات السيادية مباشرة كالعدل وغيرها. وما يسقط من جرائها العشرات من الأبرياء من النساء والرجال العزل والأطفال فيها بين قتيل وجريح، غير الاغتيالات الفردية والجماعية منها لرجال السياسة والوطنية.
وثاني يوم يصبح كل شيء في خبر كان وطي النسيان وتسدل الستارة على أي تحقيق نزيه.
ألا يعني هذا إن الجهات الأمنية المعنية يجب أن تقر بأنها أصبحت غير قادرة على معالجة الوضع المتردي، وحماية أبناء الشعب البائس وأسبابه مكشوفة، ومنها الصراع بين الكتل المتنفذة على كراسي الحكم والاستئثار بالسلطة، والإصرار على تهميش وإقصاء الغير من الأطراف السياسية للحركات والأحزاب الوطنية الديمقراطية التقدمية والأقل نفوذا، دون أن تعترف هذه الأجهزة بفشلها لا بل بأنها أصبحت خارج الصلاحية الشرعية للمسؤولية الوطنية، كتلك المواد الغذائية والطبية التي فقدت قيمتها ومدة استعمالها. وأصبحت كالسم القاتل لا يمكن تناولها لأي كان.
وبمعنى إن الـ ( Expire  الوطني ) لها مع ( الاعتذار ) قد انتهى منذ مدة طويلة وأصبح مرفوضا وغير مقبول حتى من غالب الأنصار والمقربين لهم.
فأيها السادة داخل السلطة وخارجها. إن كفاءة وصلاحية المحاصصة الطائفية والمذهبية وحتى القومية المغلقة قد نفذت وأصبحت خارج الخدمة الوطنية إن لم تكن عدوة الوطن. وإلا ‼‼ فالحرب الأهلية آتية فعلا إن لم تكن قد بدأت بشكل واقعي بعد سقوط النظام في 9/4/2003 . وتتجاهلونها عمدا، فان المخاض الدموي الرهيب المتفجر في كل من سوريا المجاورة ومنذ سنتين حصرا ومصر وليبيا وتونس وغيرها من الدول العربية، وبالتسمية التهكمية للدول الغربية بـ ( الربيع العربي ). فانه تيار جارف وان وصل سيله إلى الوطن …. وكاد أن يعبر الحدود عدة مرات ومشخص من قبل جميع الجهات المعنية وغير المعنية ومن قبلكم بالذات، وما سيحمله من الخراب والدمار الشامل على ارض العراق.
أيها السادة. انه مخاض عسير لا يفرق بين الإنسان والحيوان.
إن كان الشعب العراقي قد سلم أمره لكم انتم كقيادات سياسية وبدون استثناء. أليس المطلوب من الجميع إعادة النظر بكل جدية وصدق الوطنية ووفق ما تمليه عليكم الإرادة المخلصة والنزيهة. والجلوس معا واحترام حق ومصير هذا الشعب بالعيش الكريم في ضل نظام جمهوري وديمقراطي تعددي وبكل مكوناته الاجتماعية امن ومزدهر. هذا الشعب الذي امن بكم حين أوصلكم عبر صناديق الانتخابات إلى كراسي الحكم، وان كانت مرحلة غير ناضجة ولا مستوعبة المفهوم الديمقراطي ورضي بالواقع كتجربة ضرورية ومهمة في الحياة السياسية.
فان مد اليد لبعضكم تحت خيمة هذا الوطن لا بد منه قبل فوات الأوان وان التاريخ لا يرحم أي كان.
يا سادة الحكم والسياسة فلا خيار لكم إلا بتسليم الأمانة لغيركم ممن لازالت الوطنية الصادقة تسري في شرايينهم. وعليكم التنحي جانبا وبدون أية جعجعة وقرقعة السلاح يا كرام إن لم تمدوا أيديكم لبعضكم تحت خيمة هذا الوطن.





                                                                            يوسف زرا
                                                                          22/3/2013