المحرر موضوع: أحمد الربعي والعقدة القديمة  (زيارة 1216 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل طالب الرمَّاحي

  • عضو جديد
  • *
  • مشاركة: 1
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
أحمد الربعي والعقدة القديمة

الدكتور طالب الرمَّاحي


غريب ماورد في مقال الأخ أحمد الربعي المنشور في الشرق الأوسط تحت عنوان (مشروع انتحاري في العراق) بالنسبة للعراقيين الذي عرفوا الربعي من خلال أفكاره بعد احتلال صدام للكويت ، فهو رجل الإعلام الذي بدأ يدرك حقيقة ما عانه الشيعة من صدام ومن مكائد القوميين العرب ، لكن الذي يطرحه الربعي من إشكالات غير سليمة وإنزعاج غير مبرر لطرح الشيعة لفيدرالية الجنوب تجعلنا نتذكر مواقف الربعي أيام الحرب العراقية الإيرانية وعندما كان الكتاب الكويتيون يعتبرون صدام حارس البوابة الشرقية وأمل الأمة العربية وحامي الديار من الخطر الشيعي المزعوم .. اعتراض الربعي على إطروحة فيدرالية الجنوب ليس ثمة ما يبررها إلا عقدة قديمة في النفس يبدوا أنها مازالت تعتمل في صدره وترفض أن تغادرها مع كبر وضخامة الأحداث التي حصلت في المنطقة وفي العراق بالذات والتي غيرت الكثير من المفاهيم المغلوطة التي كان الكتاب العرب يبنون عليها مواقفهم ومنها الخوف المزعوم من الشيعة في العراق ، هذا الخوف الذي لا أصل ولا أساس له إطلاقا بعد أن أثبتت الأحداث أن الشيعة يمثلون الوجه الحضاري والمسالم المشرق للإسلام ، وأن التاريخ قديما وحديثا لم يسجل اعتداءا واحدا من الشيعة على أمة لا إله الله أو غيرها وعكس ذلك فإن الطوائف الإسلامية الأخرى ومنها التي ينتمي إليها الربعي قد ( لطخت وجه التاريخ وقفاه ) بكل ما يسيء الى الإسلام من خلال القتل والفتك والإلغاء إبتداءا بجرائم بني أمية وانتهاءا بإرهاب بني ( لادن) وصدام.
لقد اعترف الربعي أن معاناة الشعب العراقي كانت بسبب صدام ومن ثم بسبب الإرهاب الدولي داخل العرب السنة وليته أفصح عن معنى ما يريد أن يذهب إليه من مقولة ( الإرهاب الدولي داخل العرب السنة ) ولكن على كل حال يستطيع قاريء العبارة أن يفهم أن حاضنةالإرهاب الدولي هم ( السنة ) وليس الشيعة ، وبالتالي فإن الربعي يبقى مجبورا على الإعتراف أن لا علاقة للشيعة أو أي دولة شيعية معاصرة بأي نوع من الإرهاب  ، إذن لماذا هذا التخوف الذي يطفح بين الحين والآخر على مقالات الربعي . أنا أخشى أن يكون توجس الربعي من دولة الشيعة في الجنوب مرده بقايا طائفية بقيت عالقة  كما هي عالقة في صدور الكثير من الكتاب العرب ، وأنا أريد أن اؤكد للربعي أن مستقبل الكويت سوف يكون حافلا بالأمن والأمان في ظل دولة شيعية خالصة خالية من هيمنة (الغطرسة السنية) التي شهدتها الدولة السنية التي كانت تحكم العراق قبل 9 نيسان 2003 ، تلك الغطرسة التي ابتلعت دولة الربعي بأربع ساعات  ووقف الشيعة وقتها الى جانب شعب الكويت بكل ما يمتلكون من وسائل لإرجاع الكويت الى الكويتين ومنهم الربعي ، وأعتقد أن الربعي يعترف أن المعارضة الشيعية في الخارج كان لها الدور الكبير في مسح نظام صدام من الخارطة من خلال إقناع العالم وأمريكا من أن صدام لم يعد يصلح في المنطقة وأن بقاءه سوف يشكل خطرا على المنطقة والعالم ، وبذلك يكون الشيعة قد شاركوا في تحقيق حلم من أحلام الأخوة الكويتين في الإنتقام ممن اباح ديارهم ودمائهم وانتهك أعراضهم وإرجاع كرامتهم التي هدرها صدام .. لقد آن الآوان لكل الكتاب العرب ومنهم الأخ الربعي أن يعترف لنفسة وللحق أن الشيعة لم ولن يشكلوا خطرا على أحد في العالم وأن مجاورة دولة شيعية مدعاة للأمن والأمان وعلى أقل تقدير لم يسجل على الشيعة اعتداء على أحد إذن من الإنصاف أن يعطوا فرصة ليثبتوا أن جيرة الشيعة أفضل أفضل بكثير من جيرة صدام وحكومته البعثية السنية .
أنا اريد أن أقول للربعي وهو ينصح الحكيم بالعدول عن دعوته في إقامة فيدرالية الجنوب الشيعية أن ما دعا إليه الحكيم يعتمل في صدر كل شيعي في الوسط والجنوب ، وأن الحكيم ليس أول من دعا الى ذلك فإن مشروع فيدرالية الجنوب هو ستراتيجية يؤمن بها كل شيعة العراق ويدعون إليها وقد وضعوها في أولويات اهتمامهم إذ ليس ثمة بديلا أمامهم بعد أن اثبتت العصابات الإرهابية السنية والبعثية التي تعيش في أوساط المحافظات السنية وتتحرك فيها وتلقى كل أشكال الدعم والإسناد ، أن التعايش الذي يطمح إليه الربعي في ظل عراق غير فيدرالي أصبح أمرا مستحيلاً، وليس ثمة حل غير عراق يتكون من ثلاث فيدراليات يضمن لكل واحدة منها حقوقها ويحميها من هيمنة وبطش التيارات الطائفية التي استقت ثقافة الإرهاب والقتل من مدارس طائفية ومن حزب البعث فأصبحت هذه الثقافة (الخطيرة) صفة تدخل في تركيب الجينات وليست عارضة كما يظن الربعي ، فهل في وسع الربعي أن يقبل تحالفا فيدراليا بين الكويت ومحافظات المثلث (...) إذا كان في وسعة تقبل ذلك فنحن في غاية الإستعداد للتنازل عن هذه (التحفة) لجارنا العزيز...ه
info@thenewiraq.com