المحرر موضوع: لأنها نينوى و ليست ............ نينوس  (زيارة 2181 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل nahrain goro

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 43
    • مشاهدة الملف الشخصي
لأنها نينوى و ليست ............ نينوس

 حان وقت الغداء و لم أزل ملازمة غرفتي التي لم  أغادرها مذ تلقيت تلك المكالمة .
 لم أتناول طعام الإفطار هذا الصباح ....تناديني أمي للمرة الثانية فالثالثة :                         
-  سيبرد الطعام يا نينورتا
ربما أثرت قلقها فوضعي غير طبيعي هذا اليوم .
تقتحم باب غرفتي , تسألني :
-  ما بك ؟ ما الذي يشغل بالك منذ الصباح .
- لا شيء .
مسكينة أمي و كأنها قد نسيت كل ما تفوهت به صباحا , مسكينة هي لأنها لا تدرك ما تقول بل لا تدرك أحياناً ما يحق لها إذ كثيرا ما تحاسب ذاتها بذاتها , وتطالب نفسها بما لا يطالبها به زوجها أو حتى أبوها أو أخوها أو ..........     
ظلت طوال الأمس فرحة تحادث خيالها بين الحين و الآخر ,فمنذ أن أطلعها أبي على نبأ زواج خالها الأرمل (نينوس) و علامات البهجة والاندهاش لا تفارق وجهها :
-  الحمد و الشكر لله ... و أخيرا أيقن خالي الحبيب أنه ما زال شابا , فلم يتجاوز الستين بعد و لا يجوز له أن يظل حابساً نفسه في زنزانة الماضي  و ذكرياته مع (أم سركون ) رحمها الله ,فقد كبر أولاده وكل منهم سيذهب في حال سبيله فإن تمكن من عبور الشباب مترملا فلا أظنه قادرا على تحمل مشاق الشيخوخة وحيدا بلا امرأة ترعاه و تدلـله .
كلمتنا صباح اليوم (أم نينوى) قريبة أمي تدعونا لحضور إكليل ابنتها التي ترملت منذ ستة عشر عاماً إثر حادث أليم  أودى بحياة زوجها ,غير أنه لم يرق لأمي سماع هذا الخبر(الغريب ) بل على العكس تماماً  تجهم وجهها و تغيرت ملامحها وأخذت تتمتم :
- نساء اليوم لا يستحين ... لقد نشفت دماء الحياء من عروقهن  و كأنهن لا يصدقن متى يتوفى أزواجهن حتى يتسنى لهن الزواج ثانية و إلا فكيف لا تخجل أرملة ناهزت الأربعين مثل نينوى  على مضاجعة رجل آخر إن كان لا ينقصها لا مال ولا بنين  ؟.  أليس الأولى بها أن تبدأ بالبحث عن عرسان لابنتيها ؟؟ أرى أنهما قد بلغتا ...........
في الحقيقة ليست أمي الوحيدة التي استنكرت فكرة قران نينوى هذه بل أعربت جارتنا أيضا عن سخطها و استيائها من هذا التصرف و جعلت تضرب المثل بمن أمضت حياتها أرملة .  أما بالنسبة إلي فما كان بوسعي إلا أن أقف مذهولة عاجزة عن فك رموز هذه المعادلة غير العادلة و عن فهم سبب هذه المفارقة المبهمة و عدت أتساءل ثانية ...
-  لماذا ؟؟   لماذا لا يحق لنينوى أن تعيش ما تبقى من شبابها بهناء ؟  لم عليها أن تطمر نفسها حية  إن كان لا يجوز لنينوس ذلك !
وكيف ؟؟  كيف ستقضي (نينوى) شيخوختها ؟؟ مع خيالها,  تؤنسها الوحدة  أم صورة زوجها الخالدة في مخيلتها ؟؟
ثم من ؟؟من سيحميها من غدر الزمان  و من سيشعرها بوجودها  و من سيرعى أنوثتها التي تذبل يوما بعد يوم  ؟؟   أم لا يحق لها كل هذا   !!
ربما  لأنها  نينوى  وليست ...........  نينوس .

نهرين كورو





غير متصل فهد إسـحق

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 506
    • مشاهدة الملف الشخصي
قصّة واقعية جميــلة ، مزجت الكاتبة نظرة الشرق إلى المرأة على أنّها معادلة من الدرجة الثانية و حــلّها مستحيل، بالحــلول المتوفرة لمعادلة الرجل كونه يمثل معادلة من  الدرجة الأولى .

المــرأة في المجتمعات الغير شرقية هي مثال الشجــرة ذو الثمــار االوافرة ،
هي أم الإله...و أم البشر
هي الأرض ....هي الحياة ..
بدونها ....لا بشر ،لا حياة.

 المرآة هي الدنيا بأكملها......فيحقّ لها التباهي  في جميع فصولها.


               
                          تحيــّة لكِ من القلب يا نهرين

                                               فهــد إســــــــحق - كنـــــــــدا


غير متصل nahrain goro

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 43
    • مشاهدة الملف الشخصي
نعم ربما المرأة هي معادلة من الدرجة الثانية في المجتمع الشرقي . و لكن أسألك أخي الكريم : من السبب في ذلك ؟؟ هل الرجل وحده السبب ؟؟ أليست هي الأخرى سببا في جعل نفسها بمرتبة ثانية

غير متصل GlSHRA

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 299
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الآنسة نهرين الموقرة

بما أنه تعلمنا وتعلقنا بمعتقدات ( والاعتقاد بحد ذاته ليس قاعدة علمية )
فأصرينا على تكذيب أنفسنا دفاعا عن تلك المعتقدات التي لا نظريات لها ولا مقاييس !
إن قصتك هذه لهي مثال حي على عدم مصداقيتنا مع أنفسنا في كثير من أمور ومجريات الحياة .

دعينهي أبرهن بأننا تعلقنا بأفكار لاتخدمنا بل تخدم غيرنا بما يلي  :

تعلمنا نسير مع الكل ، تماما كما يذكر علم المعرفة ، حسب غريزة القطيع  .
أصرينا على عدم الخروج من الصف حتى وإن كنا سننفجر بعد قليل !
إذا نكتم بداخلنا الكثير الكثير من الطاقات والأفكار الهائلة ، وكل ذلك في سبيل إرضاء من لايفهم معنى
"  الضغط يولّ الانفجار  " ، والأنكى من ذلك نححن نعرف هذه القاعدة العلمية ولكن نصر على المشي
حسب أفكار الغير وإن خالفنا كل القوانين والنظم في الطبيعة .
إذا نحن مسؤولون عن لامسؤولية غيرنا وعن عدم اكتراثهم ومعرفتهم بالأمور التي لم يختبروها ونحن
حصلنا عليها من تجربة الآخرين ، ومن تحصيلنا على المعلومات سواء ان كانت من مقاعد الدراسة أو
في بطون الكتب التي تنتظر دوما من يريحها ويأخذ الهم من قلبها !! وأقصد هنا بالمطالعة الحرة .

الكل غادر القرية أو البلدة واختار العيش في بلاد لاتشبه أوطانه  .
الكل رحل من بيننا ليستقر بين شعوب لاتشبه شعوبنا .
الكل يخضع لقوانين غير طبيعية والكل يتبع طرق غير علمية ولكن يسمونها القوة العليا والغير مرئية
الكل لايقارن ولا يدخل في عمليات حسابية لتبيان الخطأ من الصواب ..!

إذاً نحن أيضا اشتركنا في الفوضى المنظمة التي سيطرت علينا جميعا ، وذلك بترك المخطئين السير
قدما وجعلهم يتمادوا حتى على أفكارنا ، وكل ذلك أننا تعلمنا نحترم الأكبر سنا وليس الأوعى منّا !!

لم نحاسب غيرنا في كثير من الأمور ، وهذا ما أوصلنا الى طريق مسدود ونحن نعيش في وسط شعب
لا يقبل الجدل ولا المناقشة ولا الحوار !!

إذا أليس الأولى بنا أن نراجع نحن أخطائنا ونتفاداها لنتخلص من الغبار المتراكم والذي وصل الى مافوق أكتافنا ؟

قصتك ليست سوى صورة من واقعنا الذي عشناه ولانزال فأين الحل برأيكِ ؟

مع التقدير .

ر.س.ك

غير متصل nahrain goro

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 43
    • مشاهدة الملف الشخصي
   

أحسنت على هذه الدرر التي نطقتها سيد غيشرا               
 فعلا لا أحد يتناز ل و يعترف بخطئه  أو يتجرأ على تصويب خطأ غيره لأننا حريصين على تطبيق المثل الشعبي القائل : كل واحد عقلو براسو يعرف خلاصو .............نحن شعب لا مبالي بشيء ولا مبالي باحد
 فغياب الشعور بالمسؤولية الاجتماعية  هي إحدى أكبر مشاكلنا

 

غير متصل غاده البندك

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2206
    • مشاهدة الملف الشخصي
الاخت الحبيبة نهرين

قصتك تغلغلت الى العمق بصورة جميلة جدا..نينوى لحن أحبه الناي فعزفه حزينا...امرأة عظيمة استسلمت لواقعها..ليبقى المجتمع....

تحياتي العطرة

غاده

غير متصل nahrain goro

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 43
    • مشاهدة الملف الشخصي
عزيزتي غادة :
 كلماتك  الصادقة هي التي تغلغلت إلى صميم أعماقي لتمنحتي الثقة الأكيدة بأن المرأة الشرقية لابد أنها ستصبح يوما ما سيدة نفسها و أنها ستتحرر حتما من قيود التقاليد البالية لتعيش كرامتها كما يجب أن تكون
 و إن كان بمقدور الناي أن يعزف اللحن الحزين فلاشك أن باستطاعته أن يعزف لحناً مبهجاً مفرحاً أيضاً.