المحرر موضوع: عرب استنبطنا ونبط استعربنا  (زيارة 2856 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل جولـيت فرنسيس

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1072
    • مشاهدة الملف الشخصي
عرب استنبطنا ونبط استعربنا
كما جاء في المقالة التي كتبها الكاتب كاظم فنجان الحمامي وقراتها في صفحة عينكاوة فقد كانت مقالة تاريخية جميلة عن الراهب عبد المسيح من احدى اديرة مدينة تدمر العراقية  القديمة والاديرة الموجودة انئذ في النجف حين سالوه من انتم ؟فقال  نحن :
عرب استنبطنا ونبط استعربنا  وهذا يعني نحن عرب  يتكلمون الارامية واراميون وسريانيون يتكلمون العربية,
جلب اهتمامي هذا الموضوع ودفعني الى ان اكتب عن الطريقة الاستنباطية في تدريس (اللغة) وتعلم اللغات, بعيدة عن القومية والدين ..وصعوبة هذه الطريقة واختلافها عن الطرق الاخرى في التدريس والتي كثيرا ما كتبتها في خطتي الدراسية اثناءالخدمة  في العراق وخاصة قواعد اللغة,وعن صدق  الاباء في استنباطهم الكثير من اللغات في ذلك الزمان  الصعب  وتعلمها واتقانها  لينشروا مبادئهم ودينهم وعاداتهم وبالفعل نجحوا و انتشروا فباللغات كان سر نجاحهم وتميزهم في وطنهم ومع خلفائهم ,باقتدائهم بالالسنة التي انزلها المسيح على الرسل  لينطلقوا ويتكلموا بلسانهم اولا ومن ثم تعلم الالسنة الاخرى والتفاهم والتعامل مع الاخرين  حتى لايتقوقعوا في كهوفهم فانطلقوا تعلموا كما قال الراهب عبد المسيح الارامية والسريانية و الكلدانية  والعربية وكذلك  اليونانية واللاتينية والعبرية للترجمة والتاليف وتلحين ترانيم و طقوس لازالت تصلى لحد الان لامثيل لها لان اللاحقون الكسالى يريدون شيئا سهلا بحجة  حلاوتها ,غير عارفين على الاباء في كل زمان ان يقدموا جديدهم وابداعهم  وتعلم لغات مختلفة مثل القدامى. اليوم علينا نتعلم اللغة السويدية  الان نحن في السويد  واللغة الانكليزية للدول التي تتكلم بهذه اللغة ويعيشون بها  وغيرها من اللغات  لنشر الرسالة التي نريد ايصالها الى العالم  .
الطريقة الاستنباطية في التدريس هي الطريقة الارسطية القديمة التي تقوم على الاستنباط والدراسة في وضع المقدمة والامثلة والقصص والحركات والتعابيروالتمثيل وكل شئ تابع الى الموضوع شرحه وتوضيحه ثم القياس عليه واستنباط القاعدة وابرازها ,احيانا لا نصل الى القاعدة يومين وثلاثة  ’’والوصول الى المعلومات الجديدة بالاعتماد على جهود الطلبة والمعلم على حد سواء  (الاستخراج والاستخلاص) , كنت اتمنى من مدرسي اللغة لو درّسنا  لغتنا  الام  بتلك الهمة , كان تعليم اللغة الكلدانية  يقتصر على الدورات التي تفتح في الكنائس انا شخصيا دخلت في ثلاث دورات في زاخو والموصل وكركوك ولم اتعلم بطلاقة لعدم وجود متابعة وعدم استعمالها وقراءتها اين نستعملها ؟ . المرأة لا يسمح لها ان تصبح حتى شماسة وكان تاثيرها في تعليم لغة الام كبيرلو اتيح لها التدريس لانها تحرص على تعليم اولادها وهكذا من الاولاد الى الاحفاد ,برايي هذا هو سبب ضعف لغتنا الام .أما اللغة الكلدانية السورث  المحكية فقط  حافظنا عليها ايضا بجهود ومجاهيد . 
اباؤنا تعبوا الى ان وصلت الينا  لغتنا الكلدانية وهذه المعلومات العظيمة على قدر الامكان  والمؤلفات الكثيرة في كل المجالات .في هذا  اليوم على ابناء شعبنا  الحفاظ عليها اولا قراءة وكتابة وبامانة ودقة برايي بان ترجمتها الى اللغات العامية وبالجرشوني هو الذي اضعفها ودمرها ووقعوا في اخطاء كثيرة وتغيير في المعنى ففي صلاة الابانا نقول (ديخ اخني شوقلن تداني دحطيلي الن)بالماضي بينما بالعربي (كذلك نحن نغفر لمن اخطا الينا ) نغفر بالمضارع الان هو الصحيح وكذلك في صلاة نؤمن حين نقول (سقلي لشميا واتولي من يمني دالاها( بابي ) الصحيح وجلس عن يمين الله (الاب )الكل فصار الاب والابن والروح القدس  ,المفروض شرح لغتنا الكلدانية او الاشورية او السريانية المكتوبة  للاجيال وتفسيرها بكل الوسائل المتطورة لصعوبتها,ولوجود الكثيرين ممن يجهلون معانيها ولذتها ,و لان اليوم انفتحت الامال والمجالات قليلا نوعا ما اكثر من السابق واليوم نحن بحاجة الى العمل المضني المتعب اذا نريد نحافظ على اللغة ودعاتها لا يناقشون الاخر بالجرشوني التي بداوا يضيعون وقتهم بكتابة كتب منها .
مفارقات
 اليوم لانلغي( اللغة العربية) اعتبرها ايضا من تراثنا وطقوسنا وحضارتنا  ولغة وطننا  العراق لانستطيع انكاره اذا انكرناه بقينا بلا اصل بلا جنسية صوماليين , بواسطة اللغة العربية عرفنا تاريخنا القديم  وقرانا كتبنا المقدسة وفهمناها وطبقناها وسنطبقها طول العمر,هي لغة الملوك وليست لغة الارهاب  ابجد هوّز ملوك .من المعيب على الاباء ان يحرموا اولادهم من لغة الوطن ,انهم سيخسرون, ستواجههم مواقف صعبة في المستقبل في الندوات او الاذاعات والقنوات وفي الدول التي تتكلم هذه اللغة ,اينما سافرنا استفدنا من اللغة العربية , كنا في سفرة سويدية,صدفة في نفس اليوم كان تذكار الشيرا لاحد القديسين في قرية (شيوز ) الجميلة فقام الاخ العزيز علي وتكلم عن شفيع  الشيوز حتى انا نسيت اسم القديس طلبنا من الصديق العزيز بالتكلم باللغة العربية فلم يقبل لانه يحب لغتنا الام ويريد ان يعلمها الاخرين ايضا, وصلت الفكرة الينا وطلبنا من هذا القديس ان يتضرع لاجلنا ويحفظ ابناءنا الذين يحيون ذكراه حتى في السويد, ولكن اخواني ,انه طلع هو الخسران لان نصف الباص كانوا يتكلمون اللغة العربية ولم يفهموا شيئا عن هذا القديس العظيم الذي كرس نفسه للمسيح وتعاليمه ومبادئه,فكانت فرصة للاخ العزيز ان يبرز اسم هذا القديس للاقتداء به ولو كانت بالعربي  .
في السويد اليوم يوجد اضطهاد للغة العربية من البعض ولا يسمحوا حتى بتمجيد الله للمتكلمين بها علني ,في احد الايام صلينا ساعة بالضبط الوردية والطلبات والمدائح وصلاة نؤمن كلها بالسورث  الجرشوني العربي طبعا فكان تامل الشهر المريمي فقط باللغة العربية, قبل انصراف الناس تعالت الصيحات تفاجأنا بالحدث الخطير الذي صار لاسامح الله فكان يريدون ان يصوتوا وكانما نحن داخلين في الانتخابات الحكومية على فقرة التامل بالعربي والتي مدتها ثلاث دقائق  ليحذفوها ام لا بحجة عدم التكرار بينما توجد ترانيم نكررها عشرات المرات  لانه لايوجد غيرها بس حتى  لا نرنم العشرات من الترانيم بالعربي الموجودة في كتاب خدمة القداس , فالتعصب غير مرغوب به وخاصة في داخل بيت الله  , هذه  مسالة عدم احترام الاخر الذي لايفهم .أما مهرجان  الجوقات الجميل في السويد الذي يقدم شباب الجوقات والاخويات  احلى ما عندهم من ترانيم جميلة  وتدريبات كثيرة تاركين عملهم  ومغريات حياتهم  ومخصصين وقتهم كله للكنيسة انه شئ رائع في الغربة ونادر وحتى يتعرفون على بعضهم البعض, حضرت احدى هذه المهرجانات كان في منتهى الروعة , ثلاث لغات استعملت اللغة الكلدانية  واللغة العربية واللغة السويدية ,,اعتقد قراتم المقالة للدكتور الاكاديمي ليون برخو ينتقد هذا المهرجان الشبابي الذي يريده على مرامه لم نعرف ماذا يريد  . اساء الى ذلك المهرجان العظيم ولقاء شبابنا فيه بحجة لم يكن هناك حضور للغتنا الام  , كان يقدر ان ينبه المسؤولين بهذا ,لانه دائما تكون الترنيمة بلغتنا هي من ضمن الشروط لمهرجان الجوقات ,,والكل يتكلمون بلغتنا الاكثرية هم كلدان  ,قبل يومين اجري لقاء معه في الكومبيس السويدية العربية لم يذكر اي شئ عن كلدانيته ولغته  وطقوسه ولا اي شئ يشبه مقالاته التي تنقص من الاخر قي هذا المجال بل كان كله  مدح لنفسه .في احدى المناسبات لرسامة الشماسين في مدينة لينشوبنك السويدية  قال احدهم وهو متبحر بالطقوس ايضا ولكنه غير متعصب اتجاه  الاخر ,  قال ساعة واكثر ديقراون الصلوات القديمة جدا  جدا والناس ديصفنون ,مللت كثيرا  واردت ان (..........أغلط عليهم .... ) . من كثرة الضجر وعدم الفهم للاكثرية  ,
 فاللغة  هي اداة للتفاهم  بين الناس وتبادل الخبرات والفهم والتاثر والعمل بها, يجب ان تكون مفهومة حتى يحس الواحد بيها وبالصلوات حتى يكون احساس روحي والتقرب من الله  ,والكل يعرفون الان الغة العربية  مثل السورث  كتابة وقراءة,في احد السنين قرر ابونا ان نصلي الرمشا وبالفعل طبعت كتب وصلينا  واستمتعنا بها ولو تعرفون كم من الاخطاء أخطانا ,حضرت حفيدتي يوما وهي تعرف سورث  وكبيرة قالت  نانا لماذا تسبّون في الكنيسة ؟ توجد كلمات غير مفهومة فهمتها هي  بمعنى اخروتفضل  ان تحضر الكنيسة الكاثوليكية السويدية اكثر  .لم اعرف معنى لاخومارن دخلا مودينان الا بعد اربعين سنة من عمري  الى ان طبعت وترجمت  كتب خدمة القداس الموجودة في الكنائس بالعربي, راح قس وجا قس واهملت حتى هذه الكتب  لانه لازم نصليها بلغتنا الام وهي باللغة العربية ولو هي مترجمةكل شئ بالكلداني امامه بالعربي وهي صادرة من البطريركية ورائعة. .حضرت في احدى التعازي في العراق من ابناء الكنيسة الشرقية القديمة  المتمسكين بلغتهم وطقوسهم اكثر من كلنا حقيقة لاننكرها ,رايت النساء يخرجون من صدورهم ورقة مكتوب صلوات باللغة العربية  عليها , كل واحدة طلعت صلاة جميلة جمعوا عشر صلوات تقريبا  وبدأوا يوزعوها ويقراوها باعجاب وتامل  فيما بينهم لانها سهلة وروحية وايمانية...   كثيرا ما ناقشنا هذه الامور فيكون الجواب ,شكو بيها هاي هي المهم بالسورث  فما العمل؟ هل نوضح الامور ؟ام نعقدها ؟اعتقد هذا  هو السبب لهروع الكثيرين الى الكنيسة الانجيلية ,كل لغة  لها محبيها والمتكلمين بها  لانستطيع ان نلغيها من الحياة  بحجة الحفاظ على لغة الام السورت. اليوم نحن بحاجة الى تعلم لغات كثيرة  التي تفيدنا في  كنيستنا وفي الاعمال والاسواق والشوارع وفي الحياة
 فاللغة هي قدرات الانسان العاقل  للتواصل في الحياة مع غيره 

                      جوليت فرنسيس من السويد/اسكلستونا