المحرر موضوع: مسيحيو رأس العين في سوريا عالقون في الوسط  (زيارة 1297 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل kuchen

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 310
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
مسيحيو رأس العين في سوريا عالقون في الوسط    


أحد مدافن المسيحيين في إدلب بسوريا (ا.ف.ب)

عنكاوا كوم /NAW

  كان شارع الكنائس يوماً نقطة التقاء تضجّ بالحياة، يجتمع فيه مسيحيون من مذاهب عدّة في فترة بعد الظهر، جنباً إلى جنب مع أصدقاء المدرسة المسلمين والأكراد. منذ كانون الأول الماضي، شهد هذا الشارع المتعدّد الثقافات في رأس العين، البلدة الحدودية في شمال شرق سوريا، معركتين متتاليتين، نصّبت الأولى منهما "الجيش السوري الحر" في مواجهة جنود بشار الأسد. ولاحقاً قاتل "الجيش السوري الحر" نفسه قوى عسكرية كردية.

"الحياة قبل الثورة التي بدأت منذ سنتين كانت جيدة جداً، كنا جميعنا على وئام مع المسلمين والشيشان والأرمن"، يقول جورج (58 عاماً)، مهندس سابق ينتمي الى الجماعة المسيحية. "لكن الآن لا أحد مسؤول؛ أخشى أن أي شخص قادر على حمل بندقية يمكنه أن يهدّد عائلتي أو يهدّدني".

المدينة مقسومة بين مناطق يسيطر عليها الأكراد وأخرى يسيطر عليها "الجيش السوري الحر". شارع الكنائس، المسمّى نسبة للكنائس الثلاث – الأرمن الأرثوذوكس والآشوريون والآشوريون الكاثوليك – التي بُنيت هنا، يقع  تماماً في الوسط، وشكّل في بعض الأوقات منطقة عازلة وفي أوقات أخرى منطقة حرب.

يتفحّص أعضاء الجماعة المسيحية الأقلوية، الذين لم يفرّوا بعد من العنف، يومياً، أنقاض منازلهم، متسائلين ما قد يحدث لاحقاً.    

"في الليل هنا، إنها مثل غابة، القوي يأكل الضعيف، لذا الضعيف يبقى في منزله أو يهرب الى تركيا"، يقول جان (18 عاماً)، فيما يساعد والده في رمي مفروشات محترقة من شقتهما المحطّمة الى الشارع.

الدعاية الأسدية، يقول جان، حاولت زرع الخوف في الجماعة المسيحية عبر تصوير "جبهة النصرة"، المجموعة الاسلامية المقاتلة ذي صلات بـ"القاعدة"، بأنههم متعصّبون عازمون على قتل أي شخص غير مسلم. ومع ذلك، يعترف جان أنه منذ وصول المجموعة الى رأس العين، لم يهاجموا أحداً لأسباب دينية، لذلك فإن مخاوف الجماعة المسيحية قد تضاءلت الى حد ما.

من جهتهم، النساء أكثر صراحة في التعبير عن مخاوفهم. "أنا فتاة مسيحية،كل آمالي انتهت، لا دراسة ولا مستقبل، نحن ميؤوس منا"، تقول ديانا (24 عاماً)، تلميذة سابقة في التربية في جامعة حلب. جنباً الى جنب مع مجموعة من صديقاتها اللواتي يقفن كئيبات أمام منزل عائلتهن،تشارك ديانا معنا أحلامها للمستقبل."أريد أن أذهب الى السويد حيث سأتمكن من مواصلة دراستي أخيراً، من دون أن أعيش في الخوف. كل يوم يمر وأنا أتساءل عما اذا سوف يكون يومي الاخير"، تقول.

لكن لم يبق جميع أعضاء الجماعة المسيحية على هامش الصراع. فعندما بدأ مدنيون بحمل السلاح ضد جيش الأسد، قرر زياد ونعيم، شقيقان ينتميان الى الجماعة الآشورية الكاثوليكية عملا سابقاً ككهربائيين في رأس العين، أن ينضما الى "الجيش السوري الحر". "في البدء كانت الثورة سلمية، كنا جميعاً معاً. ثم جاء بشّار بجيشه وطائراته فأصيب الجميع بالذعر"، يقول زياد.    

يقول الشقيقان إنه بمجرد ما أصبحت الثورة عنفيّة، هجر "حزب العمال الكردستاني" المحتجين ووقف الى جانب النظام، فيما تمسك "الجيش السوري الحر" بموقفه. وهما يعتقدان بأن هذا ما تسبب بالكثير من الكراهية وعدم الثقة بين الفصيلين. ويضيف الشقيقان بـأن "الثورة تنتمي  الى"الجيش السوري الحر" وكل من يقاتل الى جانبهم، سواء كانوا عرباً أم مسيحيين أم أي شيء آخر".  

ومنذ ذلك الحين، تم تكليفهما بحراسة المعبر الحدودي بين رأس العين ومدينة نصيبين التركية المجاورة التي شهدت مؤخراً زيادة في عدد اللاجئين الهاربين من العنف المتصاعد.  

 بالفعل، فإن لدى أعضاء الجماعة المسيحية سبباً وجيهاً للخوف من الانهيار الحالي في القانون والنظام. فالمسيحيون لا يستطيعون الاعتماد على أي بنية عسكرية لتحميهم، بخلاف الاكراد الذين يشكلون حوالى 10 بالمئة من مجموع السكان في سوريا. ويعني هذا أنهم أهداف سهلة للعصابات التي تحاول كسب المال السريع عبر عمليات الخطف مقابل فدية.

منذ أيام كان جوزيف يقود سيارته نزولاً في شارع جانبي في الحي المسيحي عندما أوقفته مجموعة من الرجال وتوسّلوه أن يأخذهم فوراً الى صيدلية ليشتروا أدوية. بمجرد صعودهم الى السيارة، شهروا أسلحتهم وأجبروه أن يقود سيارته لثلاث ساعات في ريف حلب.

"حاولوا التشويش عليّ بأفلام فيديو لأشخاض ميتين، وذلك كي أتوسّل عائلتي أن تدفع لهم الفدية"، يقول جوزيف. "هذه العصابات المسلحة تستغل الفراغ في السلطة؛ الحالة سيئة جداً وغير مستقرة".  

بعد أسابيع قليلة خُطف جوزيف مجدداً وأخذ الى الحسكة، وهي مدينة في شرق سوريا. أطلق سراحه بعد ذلك بوقت قصير، لكن بعد أن دفعت عائلته كل ما تملك من مدخّرات في محاولة لإرجاعه الى البيت سالماً.  

"جميعنا لديه والد، ابن، عمّ أو قريب خُطف في وقت من الاوقات خلال الأشهر الثمانية الأخيرة"، يقول الياس (22 عاماً)، ابن جوزيف.    

يمشي الياس في باحة يمكنه أن يرى منها بوضوح قبة كنيسته المخترقة بالرصاص.بعد مروره بسلسلة من الممرات الضيقة بالقرب من صفوف مدرسية محترقة، يفتح الياس الباب الى ما كان يوماً ملعب مدرسته الثانوية السابقة. القليل بقي على حاله: الجدار أصبح على الارض، الارضية الصلبة تحولت الى أنقاض، وحفرة كبيرة تأخذ مكانها في وسط ملعب كرة السلة القديم.                

"يقول الجميع إنهم يقاتلون من أجل الديموقراطية، سواء "الجيش السوري الحر"، أم "حزب العمال الكردستاني" أم النظام. لكن من حيث أقف، كل ما أرى هو ملعب مدمّر"، يقول الياس فيما يركل سجلاً للمدرسة طُبع على غلافه الأمامي وجه حافظ الأسد.

 (ترجمة وهيب معلوف)

 
هذا المقال هو ترجمة للنص الانكليزي الاصلي
https://now.mmedia.me/lb/en/reportsfeatures/syrias-christians-caught-in-the-middle

  

ܒܪܫܝܬ ܐܝܬܘܗܝ ܗܘܐ ܡܠܬܐ ܘܗܘ ܡܠܬܐ ܐܝܬܘܗܝ ܗܘܐ ܠܘܬ ܐܠܗܐ ܘܐܠܗܐ ܐܝܬܘܗܝ ܗܘܐ ܗܘ ܡܠܬܐ