المحرر موضوع: وداعا ايها الطائر الراحل الى الأعالي  (زيارة 570 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل باسـل شامايا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 619
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
وداعا ايها الطائر الراحل الى الأعالي


                                                                                                                              باسل شامايا
علمتنا تجارب الحياة ان نفرح ونتألم ولكل منهما مبرراته  فحينما نفرح يكون هناك دافعا ومبرراً يدخل الى دواخلنا الفرحة والسرور وحينما يكتنفنا الحزن تكون الفاجعة قد حلت  ولكن ما يصبرنا بالمصيبة انها ترزق معها الصبر ولا سبيل للعزاء والسلوى الا به لذلك نرضخ للأمر الواقع شئنا أم أبينا . وعلى الرغم من تحول الموت الى خبر يومي وسط اهوال الحروب والاقتتال والكوارث والانفجاريات الا انه لم يكن عاديا حينما جاء بغتةً وخطف برعم صغير توه يتفتح ويبتسم للحياة .. هكذا وفي لحظة مريبة يغادرنا الملاك الصغير فرانزالمتجلل بالقداسة والمؤطر بالنقاء والصفاء  ، تختطفه المنية لتوقف قلبه الصغير عن الخفقان فتحمله أيادي المحبة الى حيث العلياء .. انني افتقر الى المفردات الكافية لكي أجسد بها تلك اللحظات القاسية المكتظة بالصراخ الدفين والصراع مع الموت الذي كان انساب بين قساوة تلك المياه ولا من مسعف ينتشله  من قدره المحتوم .. فلو كان والديك المفجوعين يعلمان بأن الموت  سيتسلل الى حيث كنت تداعب براءتك ذهابا وايابا لبقيا طول العمر الى جوارك .. أيا زهرة تضفي السرور والامل الى دواخل والديك لقد باتت حياتهما قتاما في قتام لأنك غادرتهما وهما يتهيئان للاحتفاء بعيد ميلادك الثالث ، وبرحيلك تمكن القدر اللعين ان يعزف لهما على اوتار الايام الأسى والحزن . اكتب والحزن يؤطر مشاعرنا للمصاب الأليم الذي حلّ بكم برحيل ملاككم الصغير القسري الذي غادركم في غير أوانه وما حيلتنا ايها الأحبة أمام هذه القدر الا ان نبارك الراحل العزيز لهذا الموقع المبكر الى جوار القديسين والأطهار .. ايها الراحل الذي لم يكن على موعد مع الرحيل لقد بكتك كلماتنا ومراثينا ولم نقوى على شيء اكثر من ان نقول وداعا ايها الملاك الصغير وطوبى لمن اخترته يا رب صغيرا وقبلته ان يكمل الحياة الى جوارك . وختاما مواساتنا وتعازينا القلبية الصادقة الى الوالدين العزيزن والى الاخ ثائر واشقاءه والسيدة الفاضلة ام ثائر وكل المشاركين  في هذا المصاب الجلل .