المحرر موضوع: الإرهاب في العراق.. الأسباب والى متى؟  (زيارة 872 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عبد الرحمن مصطفى

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 84
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الإرهاب في العراق.. الأسباب والى متى؟
عبد الرحمن أبو عوف مصطفى/كاليفورنيا
قبل الدخول في لُب الموضوع، أود الاشارة الى ماكنت قد كتبت مسبقاً من مقالات حول شراسة الإرهاب والحلول العملية لتجفيف منابعه وإضعاف هياكله، لذا يأتي الطرح في هذا المقال إستكمالا لما تم طرحه سلفاً، وهي أيضاً، حلقة من حلقات سلسلة فكرية نحاول من خلالها تسليط الضوء على العوامل المساعدة في ادامة الواقع الدموي الذي يتسبب به وجود المجاميع الارهابية على أرض العراق.

بالإضافة الى ماذكرنا فيما سبق من أسباب، فقد ألقى الحراك الجماهيري الأخير في مدن شمال بغداد بظلاله على الأمن الوطني العراقي، وقد وفرّت ساحات التظاهر والإعتصام ملاذات آمنة جديدة للمجاميع الإرهابية والخارجين عن القانون وأفراد "الدولة الاسلامية في العراق والشام (المزعومة)"، حيث باتت هذه الساحات مناطق جذب للإرهابيين من جميع دول المنطقة، بل وحاملي الجنسيات الأجنبية أيضاً، خاصة بعد تراجع أدوارهم في سورية التي دمّروا البنية التحتية فيها، ومع رؤوس الأموال الخليجية الآخذة في عبور الحدود العراقية نحو ساحات الاعتصام لكسب المزيد من المرتزقة ممن لادين لهم لنشر الرعب والقتل وتعطيل التنمية والبناء في العراق.

كما أن للخطاب السياسي الذي تتداوله بعض القوى المحسوبة على النظام الديمقراطي في العراق الجديد، قد أطال هو الآخر في عمر الإرهاب وأسهم في زيادة أنشطة الإرهابيين فالقائمة العراقية إذا ما إستثنينا الأطراف السياسية من حملة الحس الوطني التي نأت بنفسها عن هذه القائمة، فقد تمادى قادتها من شاكلة الإرهابي الهارب طارق الهاشمي وكذلك (علاوي والنجيفي) ووجوهها البارزة مثل العيساوي والعلواني، تمادوا في التنصل عن مسؤولياتهم عند كل إخفاق أو انتكاسة أمنية بالاكتفاء في الهروب الى الأمام والقاء اللوم على الحكومة العراقية والقوى الأمنية (زورا وبهتانا) دون الإلتفات الى الخدمات الجليلة التي يقدمّها هؤلاء القادة الى أكلة لحوم البشر (وكما أشرنا الى ذلك بالتفصيل في مقالات سابقة)، والهادفة الى عرقلة الخطوات الجادة التي تتخذها الحكومة العراقية بحق الإرهاب والإرهابيين، الأمر الذي يعكس عمق العلاقة بين البعث وهذه الوجوه الكالحة التي تدّعي تمثيل (سُنة العراق) والسُنة منهم براء.. وكما فعل أحمد العلواني الذي حرر يوم أمس بيانا طويلا عريضا من بيته ليرسله الى وسائل الإعلام، ينطوي على خيارين فقط، التقسيم التدريجي للعراق أو (خيار المواجهة المسلحة مع الحكومة العراقية)، وذلك تهديد علني وصريح من نائب في البرلمان العراقي يسعى الى جر العراق الى ماهي عليه سورية اليوم من أمن مفقود ودمار وخراب في البنية التحتية.

وفي الإتجاه الآخر، يُعد الخطاب الديني الموجّه من قبل علماء التكفير ومشايخ الارهاب بمثابة الغطاء الشرعي للأفعال الشيطانية التي تقوم بها المرتزقة، وبمنزلة جوازات السفر الممهورة بسمات الدخول الى جهنّم، فقد وصف الله تعالى أمثالهم بقوله: (وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ ..الزمر 24)،  خاصة مع السعي الحثيث من قبل هؤلاء لتجميل وتزيين أفعال القتل والتفجير والتدمير في فتاواهم الموجهة نحو المراهقين والعاطلين عن العمل ليقلدوهم الأحزمة الناسفة ويدخلوهم النار في الدنيا، وهم بالآخرة هم فيها خالدون.

ولم يقتصر الحال كما كان سائدا من قبل، فقد بدأت لعبة التطرف تستهوي الكثير من علماء الدين ممن كانوا والى أوقات قريبة مضت يُصّنفون في خانة العقلانية والإعتدال، وكما هو الشيخ عبد الملك السعدي مسبقاُ، وما آل اليه حاله فيما بعد، حين أبدى مؤخرا تأييده المطلق للميليشيات العشائرية المسلّحة التي شكلّتها بعض الشخصيات الخارجة عن القانون شمال بغداد وغرب العراق لتعطيل دور القوى الأمنية والقوات المسلّحة العراقية بل ومواجهتها إن تطلّب الأمر ذلك (حسب فتوى السعدي).

 أما الصنف الثالث من علماء السوء الذين وكما وصفهم الرسول الأكرم (ص)" الساكت عن الحق شيطان أخرس"..  وهم أولئك الساكتون عن الحق ولاينطقون بكلمة تجاه ما يحصل خشية على مصالحهم ومنافعهم، فلا يؤيدون حقا ولا يشجبون باطلاً وكأن أنهار الدماء الجارية في العراق والمنطقة لاتعنيهم من قريب أو بعيد.. وهذا النسق التخاذلي من رجال الدين هو الآخر إبتكارا أمويا ساهم معاوية وابنه يزيد (عليهما اللعنة) في ايجاده، عندما أصبح هناك من يقول دون تردد أو خجل "الصلاةُ خلفَ عليًّ أتمْ والطعامُ مع معاويةِ أدسمْ والجلوس فوق التلّ أسلمْ".

ومما هو جدير بالإشارة، ومن خلال متابعتنا للقنوات الداعمة للإرهاب، إستنتجنا مثلما يستنتج أي متابع لتفاصيل الخطاب الاعلامي المسموم لهذه الفضائيات، بأن مايحدث من حرائق هائلة في المناطق التجارية بين الحين والآخر مثل (أسواق جميلة/ أسواق الشورجة والأسواق والمخازن الكبرى في بغداد والمحافظات) ليست ناشئة عن تماس كهربائي كما هو الإعتقاد السائد أو مايعلن عنه عادة في وسائل الإعلام، أنما في الحقيقة هي أفعال إرهابية ممنهجة تستهدف (هوية) طبقة عراقية بعينها تشترك مع غيرها في تحريك عمليات التبادل التجاري داخل الإقتصاد العراقي وبالتالي فالهدف غير مقتصرعلى السعي لإفقارها وتعريضها للإفلاس إنما خلق فجوة عميقة من عدم الثقة بين الحكومة العراقية وتلك الطبقة المستهدفة بهذا الفعل المبيّت والمدروس. ولاشك بأن أمراً كهذا ينعكس سلبيا على مجمل فعاليات الاقتصاد العراقي، مما يتطلّب اجراءات أمنية خاصة كفيلة بحماية الاقتصاد العراقي ومممتلكات المواطنين.

ومع أن المحاولات اليائسة للحلف البعثوصداّمي/الإرهابي السلفي لإستعادة سلطانهما في العراق لاتعدو عن كونها (عَشَمْ ابْليسَ فِى الْجَنَّة)، ألا أن التراخي مع هذا الحلف الشرّير وعدم ضربه بيد من حديد يمنحه المزيد من الفرص لمحاربة العراقيين بأرزاقهم وأعناقهم بواسطة الأحزمة الناسفة والسيارات المفخخة وإضرام الحرائق الكبرى.