المحرر موضوع: التظاهرات غطاء لموجة الإرهاب المنفلت1  (زيارة 337 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل محمد ضياء عيسى العقابي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 115
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
التظاهرات غطاء لموجة الإرهاب المنفلت1
محمد ضياء عيسى العقابي
التظاهرات تمهيد لتشديد وتيرة الإرهاب:
لا يجب أن نُخدع بالتعاقب الزمني الظاهري بين إنطلاق التظاهرات في الأنبار التي إمتدت إلى الموصل وسامراء وغيرها وبين إشتداد موجة الإرهاب التي باتت تضرب العراق كل يوم تقريباً في الآونة الأخيرةً.
كلا، فالإرهاب لم ينتهز الفرصة التي وفرتها له التظاهرات ليشدد ضرباته كما كان يظن الكثيرون في البدء براءةً؛ إنما صُممت التظاهرات عن وعي  من أجل توفير الجو المناسب والأرضية الملائمة لرفع وتيرة الأعمال الإرهابية المعبرة عن رفض الآخر والتصميم على إقصائه وعدم الإعتراف بسواسية البشر ورفض الديمقراطية وضرب مرتكزاتها وتهشيم دولتها.
ولا يجب أن نصدق البعيدين عن فهم جوهر وطبيعة الصراع العراقي الذي مرّ بمراحل عديدة، مثّل بعضها تقدماً ومثلت أخرى تقهقراً، منذ تأسيس الدولة العراقية في عشرينات القرن الماضي على أساس طغموي بسماته الموصوفة في الهامش* أدناه وهي الطائفية والعنصرية الدكتاتورية والديماغوجية – أقول لا يجب أن نصدق هؤلاء الذين يقرنون إشتداد وتيرة الإرهاب بإشتداد ما يسمونها خلافات شخصية وطائفية وحزبية وعشائرية ومصلحية ضيقة بين السياسيين.
كلا إنها خلافات أعمق من ذلك بكثير، إنها خلافات مصلحية طبقية بين من ملك حتى النفط، دون أن يسجله بإسمه في الطابو، وبين الجماهير المحرومة التي وجدت في الديمقراطية نقطة الإنطلاق نحو مستقبل أفضل رغم بحار من العراقيل الطبيعية والمفتعلة من قبل الداخل والخارج. هذا هو جوهر الصراع الذي وظّف الطغمويون فيه الإرهابَ لإستعادة سلطتهم المفقودة لما فيها من منافع ومزايا مادية ومعنوية.
ولا يجب أن نصدق أولئك الذين يريدون الضحك علىينا فيطرحون بأن المطالب تتصاعد بسبب عدم إستجابة الحكومة لها. أي منطق هذا؟ أنا أقول أن المطالب قد تقلصت وأصبحت أكثر "تواضعا"ً يوماً بعد يوم. فبدأت بسحق حكومة بغداد والصفويين ومواصلة السير حتى طهران رأس الأفعى على حد قول أحمد العلواني وعبد المنعم البدراني، والآن إكتفوا بإسقاط الحكومة والدستور وطرد الكوبرا السيد مارتن كوبلر (حسب تسمية الشيخ الدكتور وسمي الدليمي لممثل أمين عام الأمم المتحدة في العراق وذلك في فضائية الحرة يوم 21/5/2013)!!!.   
إذا تفحصنا خطابات وتصريحات وأفعال كافة قادة إئتلاف العراقية منذ مدة غير قصيرة قبل إنطلاق التظاهرات وبالأخص بعد إتجاه الأوضاع نحو الإستقرار إثر إخراج القوات الأمريكية من العراق سنجد أنها كانت تحريضية ومؤجِجة قولاً وفعلاً بدءاً بمواصلة المدان طارق الهاشمي أعماله الإرهابية ومواصلة ما يزيد على (17) نائباً من نواب إئتلاف العراقية أعمالاً إرهابية أيضاً ما إقتضى من مجلس القضاء أن يطالب برفع الحصانة النيابية عنهم وهو طلب دسه زميلهم في الإئتلاف رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي في ادراج مكتبه. لماذا لم يعرض الطلب على مجلس النواب كما تتطلب الأصول فهو أمر قضائي وليس مشروع قانون ليُعرض على اللجنة المختصة أولاً؟ لقد قتل النجيفي ذلك الطلب القضائي شأنه شأن العشرات من مشاريع القوانين الهامة بينما إنشغل بتأليب المتظاهرين على مزيد من العنف وحث الجيش والقوات الأمنية على التمرد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*: للإطلاع على "النظم الطغموية حكمتْ العراق منذ تأسيسه" و "الطائفية" و "الوطنية" راجع أحد الروابط التالية رجاءً:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=298995
http://www.baghdadtimes.net/Arabic/?sid=96305