المحرر موضوع: وطني الى اين  (زيارة 2462 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سعيد شـامـايـا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 194
    • مشاهدة الملف الشخصي
وطني الى اين
« في: 09:54 10/06/2013 »
                                     وطني الى اين ؟؟؟
    هل حقا خلا وطني من مخلصيه ومفكريه وشجعانه لينحدر نحو الانتحار؟؟؟

لقد كانت السنوات العشر الماضية ، تجربة لشعب خرج من اتون الدكتاتورية الى الحرية والديمقراطية (كما تم اعلامه بمزايدات اعلامية)لكنها كانت تلك العشر حبلى بالمآسي دروسا كافية لشعب يستوعب مدى ما افتناه من تجربة مرة كان عليه ان يوفرها لاصلاح ما فسد وبناء ما تهدم ، لكنه مع الاسف ظل الوطن وشعبه يتراوح في تلك المأساة يعيشها منقادا الى نهج خططه له المحتل مسبقا دون ارادة شعبية تحررية فالمحتل اجتهد ان يسلم امانة القيادة الى البعض الغير معد تاريخيا للقيادة ، مهمشا قوى ناضلت وضحت لكنها لا تلائم مزاجه ومصالحه الاستراتيجية ، وايضا دون تنظيف الوطن  من الدغل والفساد باقي ما زرعته الدكتاتورية في العقود الثلاثة او الاربعة لتبقى كقوة مخربة عند انفلات الوضع عن طاعتها وصالحها .
الثمن الذي قدمه الشعب في هذه العشر كان غاليا ، مما دعا كل مخلص واع القوى الحاكمة ان تتريث وتراجع نفسها واخطاءها والعودة الى الحوار الهادف حين تأزم الوضع بينها تحددها العلاقات الطائفية او تقودها باسم القومية تؤثر عليها التدخلات الخارجية البعيدة والقريبة من دول الجوار ، وكانت اجزاء الحلول لا تعالج المسؤولية و الوضع الا بالمحاصصة والعدالة فيما بينها لامرار الاخطاء  وصيانة المصالح ، بينما ظل الوضع السياسي المتأزم عل حاله يزداد تعقيدا مما وفر الفرص للاعداء وخلاياه النائمة والمنتظرة فرصها ان تستيقظ وتنتهز الفرص باعمال ارهابية لتثبت عجز السلطة الحالية عن الحل والاصلاح وتوفير الامن المطلوب ، لكن كل المعالجات جاءت معاكسة لما كان مطلوب ، الذي وفر فرصا اوفر للارهاب ان يزيد من افعاله (التي اعتبرها البعض رصيدا ايجابيا له) ولم يكن امام السلطة الا المزيد من التجييش ومزيد من الشرطة والاجهزة الخاصة التي سرقت قوى الشعب المنتجة ، فصار مألوف ومؤلم ان لا يفكر الشاب في مواصلة دراسته بل الانخراط في الجيش والشرطة التي تعطي دخلا افضل من دخل المعلم او المدرس ، مع ذلك ظلت العمليات الارهابية تتوسع لتشمل كل المناطق والجماعات خصوصا ابن الشعب الامن المسالم بسبب عدم نقاء الاجهزة الادارية والامنية، وارتفع صراخ الناصحين بالعودة الى الحوار وبسط الاخطاء بصراحة لمعالجتها لان الشعب خبر عدم جدوى العلاجات الانية والمحاولات المحصورة بين من بيدهم المسؤوليات وادرك الجميع ان تلك الحلول لا تتجاوز تهدئة الاوضاع وصيانة المواقع مقابل ذلك جاء مقترح المؤتمر الوطني العام تشارك فيه كل القوى السياسية باحزابها صاحبة السلطة ومن هم خارجها ، وحين عجز البعض عن صيانة مواقعهم السلطوية حركوا من هم حولهم طائفيا و لجأوا الى التظاهر والاعتصامات وارادوها واسعة شاملة برز فيها الطابع الطائفي خصوصا حين تجسمت التدخلات الخارجية ولم تبادر السلطة التنفيذية لمعالجة وتلبية المطالب المشروعة مبكرا مما وفر فرص تأزيم الاوضاع وتوفير الفرص للارهاب وبقايا البعث لاثبات وجودهم نحو ردة انقلابية تعيد الحكم السابق وان كان باوجه جديدة  .
 كما قلنا ، خبر الشعب كل الاخطاء والنواقص التي تتراوح فيها القيادات السياسية المسيطرة والتي راحت تعترف بها في ساحتها التي باتت آسنة (الكل ممن في الصراع يقرالاخطاء ويشكو الفساد المالي والاداري والطائفية ولتدخل دول الجوار) مل المخلصون من سماعهاو من الوعود و تكرار النصح والمطالبة بالحلول المجدية ، وطالب دوما بمشاركة كل مخلص في الوطن لمعالجة الاوضاع ووجد ان لا امل في معالجتها الا بمشاركة عامة تضع الامور الصحيحة في نصابها وتكشف عن الاخطاء ليقر بها المخطي لمعالجتها ومن حولهم الشعب ايضا ظل يصرخ ويصرخ شاكيا باكيا
•   ،،،مؤلم ان ،،،تصبح الطائفية  سلاح يمزق شعبنا فيتحول الى خصوم واعداء .
•   ،،،مؤلم ان ،،،ان تكون القومية بعد ان تحرر اكثر العرب بقوميتهم وسياسيونا يستعيرون من خارج حدودنا اعوان وانصار مثيرين المشاعر القومية كسلاح لاتهام الاخر
•   ،،،مؤلم ان،،،ان تستغل المظاهرات المطالبة بالحقوق المشروعة لتصبح محفزات لتمردات ومصادمات ومن ثم اعتصامات تنشد ربيعا عربيا مدمرا هدفه الاستيلاء على السلطة ، او الانقسام والتشتت
•   ،،،مؤلم ان،،،ان يجعل البعض من من الارهاب والخصوم الخونة من بقايا البعث الساعين والحالمين بعودة سلطتهم  (يستغلون)كاسلحة ضغط على الخصم السياسي ، وارغام وتخويف انصارهم بل الشعب ليرضى بالامر الواقع فتستمر حمامات الدم العراقي تنزفهدرا وظلما .
•   ،،،مؤلم ان،،،ان لا تتدارك السلطة المسؤولة الامر وتصلح ما يمكن اصلاحه بتلبية المطالب المشروعة مبكرا لتفوت الفرصة امام من يخطط لمؤامرة اكبر ومؤلم ان تحاول اصلاح الخطأ بزج الجيش ، بداية خاطئة مهما كانت المبررات .
•   ،،،مؤلم ان،،،ان تشعل المشاعر العشائرية وتستغل من منطلق رجعي انقسامي وباسلوب تناحري  مهملين التقاليد العشائرية الرافضة للظلم والمستجيبة للنخوة التي كانت تظهر مناصرة للحق وللمظلوم، بينما تستغل للتشتت والتفرقة .
•   ،،،مؤلم ان،،،ان تبقى القوى المسؤولة عن الحلول متجاهلة للقوى السياسية الاخرى والمعروفة بصدقها واخلاصها وامتلاكها لافضل الحلول للمشاركة بالحوار المطلوب كقوى محايدة الى جانب مصلحة الشعب دون مطامع وغايات خصوصا والمرحلة  خطرة ربما هي فرصة الضرورة للخروج من هذا النفق الذي يبدو وحشا فاغرا فاهه ليبتلع كل مكسب ايجابي جاء به التغيير فيؤول الوطن الى امارات واقاليم  تقرر مصيرها دول الجوار ، علما ان مشاركة القوى الوطنية من خارج السرب الحاكم ستعيد الكثير من ثقة الشعب باصحب السلطة كمشاركة وطنية في تحمل المسؤولية .
•    ،،، مطلوب من احزاب اقليم كوردستان،،،ان تلتفت الى الازمات الوطنية ويكون لها المسعى الصائب للتخفيف لاللتشديد ، فكانت نفحة ايجابية للقيادة الكوردية ،،، حيا بها الاقليم بغداد وخفف من الازمة السياسية وشجع الصمود الوطني تجاه القوى المعادية التي تستغل الازمات و تحاول تشويه كل حركة اومطلب لتدخله في ازمة ، معنى هذا ان تبعد كل قوى مخلصة المشاكل من الوطن لا ان تتبناها وتزيدها اشتعالا .
•    ،،، ومؤلم ايضا ان،،، ان تتجاهل السلطة وجود كيانات تعتبرها على الهامش ، لكنها في الحقيقة اصيلة لها تاريخها الذي يزين و يبقى دوما التاريخ الحقيقي للعراق وهي مكونات ماترددت يوما في تحمل مسؤولياتها الوطنية مقابل تهميشها وحرمان بلداتها من مستحقاتها الوطنية لتشترك ايضا في اية مهمة وطنية او حوار بموقع ثابت ولها ممثليها من احزاب ومنظمات مسؤولة ، هي تئن الى جانب من يتظاهر ويرفع صوته ويعتصم مهددا بينما لا احد يسمع انينها ، انهم الكلدان السريان الاشوريون والايزديين ، اخص هؤلاء لتاريخهم ولكونهم في منطقة جغرافية محفوفة بالمخاطر ، لقد شبهت هذه المنطقة بمثلث برمودة المعروف بمخاطره ، فسهل نينوى ببلداته موطن هذه المكونات العريقة هو ارض مرصودة لانها متنازع عليها تبقى تغلف مشكلتها ، شرقها الشبك الشيعة القلقون من السنة غرب السهل وغربها السنة القلقون من الزحف الشيعي والعامل على اعتصامه في السهل المستضعف اهله والمنشغل في الدفاع عن ارضه من زحف الجانبين لمحوهم من وطنهم ، وشمال السهل القلق اقليم كوردستا الذي يعتبر المنطقة ارضه المغتصبة والمشمولة بالمادة 140 التي تقلق الجميع ، هذا النشاط الذي ممكن ان يزلزل الوضع اوممكن حله حلا وطنيا مشروعا (بالنسبة لكل المكونات المظلومة والمتصارعة ) فاستحداث محافظة لمن يقطن هذه الارض بعيدة عن تحكم المكونات الكبيرة المسيطرة سنة اوشيعة اوكوردا ، محافظة لها استقلاليتها الادارية كباقي المحافظات ولها حقوقها من المستحقات الوطنية بالمقاييس النسبية الوطنية المعروفة حينها يكون الوطن قد اوفي ابناءه ، علما ان من بين ابناء المحافظة المنشودة (اضافة الى المطالبين بها من الكلدان السريان والاشوريين والايزديين ) هناك عرب وكورد وسنة وشيعة ببلداتهم وقراهم لكنهم بواقع ليسوا الاغلب المسيطر اداريا فتصبح المحافظة جسر امان وود خصوصا ان واقع المعايشة والتطبع السكاني تاريخي في هذه البقعة .
•   ،،،نعودالى الحل المنشود،،،وهو اللقاء الجامع في حوار بناء بالمواجهة الوطنية الديمقراطية لمن جاء ذكرهم ، كنا نتمناه مؤتمرا وطنيا لكننا ايضا نرجوه حلا اوليا ممهدا للتقارب يوفر الاجواء المطلوبة يعد الشعب البعيد عن مسؤوليه السياسيين لتبادل الثقة المطلوبة بين الاطراف وكل الشعب الذي مل الحلول والمساومات التي تجري بين الاحزاب المسؤولة ولا تخرج بنتيجة الا تزيين الاخطائها وتبادل التغطية عليها لصيانة المواقع وانقاذ الصور المشوهة بفسادها والمتورطين بفعلها حتى فاض الكيل وراح كل طرف يفضح الاخراو يتشبث بقوته ان كان طائفيا اوعشائريا بينما التخريب والارهاب يقوى وتدخل دول الجوار ومخططاتهم لوضع مستقبل البلاد وشعبه .
•   ،،،ايضا الى الحل المنشود ، نعم نكرر ونكرر  كان الشعب يطمح بمؤتمر جامع يشخص الاخطاء واصحابها  يعالج المشاكل ان كانت في الدستوراو الحاجة الى التشريع قوانين صريحة وواضحة تضعنا على سكة الاصلاح والبناء والتأكيد اذ لا حل الا ان يتحمل الجميع المسؤولية التاريخية وان تتاح للجميع فرصة بتلك المشاركة . لتبادر الحكومةالمدعومة باحزابها الى دعوة كل كيان مخلص لم يتلوث نهجه الوطني ليضع منهاجا  وطنيا ،،،وفي لقاء جامع وباشراف محايد لاية جهة سياسية انسانية عالمية يتم اللقاء الامثل والحوار المطلوب وتحديد الخطوات التي تعالج الاخطاء وتضع برامج الاصلاح والبناء .
هكذا نخرج من النفق المرعب الذي يقلقنا ويعود الامل في بناء حياة جديدة تستثمر خيرات الوطن بايد نزيهة  لإسعاد شعبنا ولبناء الحضارة في عراق كان الرائد تاريخيا في التطور الحضاري الذي افاد العالم والانسانية  .

                                                                       سعيد شامايا
نشر في الحوار المتمدن في27/5/2013