لعبة الإنتخابات ( تحشدوا مرة أخرى ليكذبوا )
باسم دخوكا
سألني صديقي المناضل في حزب كبير متحدثا ًعن نفسه ِ قبل عشرون عاما مضت : ما الفرق بيني وبين قائد الحزب ؟ أجبته قائلاً : لكوني لم أنتمي لأي حزب في ما مضى و من خلال رؤيتي الشخصية لكم من بعيد الفارق بينكما هو : كلما إستشهد الكثيرين من أمثالك , زاد عمر القائد و كبر نفوذه . عقد حاجبيه و قال محاولا ً أن يكبت غضبه : ما الذي تقوله ؟ أتسخر منا و من نضالنا يا صديقي ؟ أجبته بهدوء : بل إني أعتز بك وبنضالك , و لكن هذا هو حال معظم أحزابنا السياسية في الوطن , و أضفت لا تزعل مني إنها وجهة نظر لا غير . و انتهى الحوار بيننا . مضى كل منا في طريقه , و لم ألتقي به منذ ذلك الوقت . أتمنى أن يكون بخير وسلام .
و اليوم و بعد عشرون عام و الأحزاب هي .. هي و المناضلين هم ..هم , فعشرون عام لم تغير أو تطور فكر المناضل و رؤية القائد , أو موقعه بالحزب . و البعض من المناضلين ذاقو طعم الرخاء و نسوا ما كان , و البعض الآخر لا يزال يحلم بالتغير و تحقيق الأماني الكبيرة , و لكن على أيدي القادة ذاتهم !؟ و القادة ديمقراطيين و محبين و عظماء و لهذا لا يزعجهم شيء سوى الجملة التي تطرح هنا وهنالك " لماذا لا يتنحى و يترك المجال للأخرين ؟؟؟ " فهذا هو الهراء بعينه ... يتنحى و يترك الحزب ويتبدد الحلم و الشعب ( تتبهدل ) إموره ويضيع كل شيء , لا .. لا يمكن , فمن دونه ليس هنالك مفكر و لا قائد ( الضرورة ) و لا من يقود الشعب الى بر الأمان . هذه بالطبع ليست أقوال القائد فقط , بل كل الذين هم المقربين منه و المحبين له و البسطاء من المنتمين لحزبه و ... .
وهذا ما يحصل مع الأحزاب العريقة و الحديثة , الكبيرة و الصغيرة , النحيفة و العريضة , الطويلة و القصيرة و...و.. .
ومن ضمنها ما يخصنا نحن الشعب " المضروب على قفاه " كما يقول المثل المصري . فتجربتنا مع الأحزاب تجربة مريرة و قاسية جدا ً , فكل ما أصابنا من الكوارث من قتل وتنكيل و تهجير و غيرها برهنت لنا بأننا لم نكتفي بالحزب الكبير و الذي تواجد على الساحة كمتفرج فقط , بل ولدت لنا أحزاب إضافية متعددة و حملت أسماء رنانة و موسيقية الى الحد الذي كرهنا الإستمتاع بالعزف أو الإستماع للإيقاع .
كتبت مرة مقال أصف فيه أحد قادتنا الأبطال من دون ذكر إسمه بالطبع .. فأنا أكره ذكر الأسماء و الكتابة عن الخصوصيات فكل ما فعلته إنتقدت عمله كممثل كبير لنا في المخافر و المحافل ! فزعل مني البعض ومن محبي هذا القائد التاريخي و الجغرافي , ومنهم أصدقاء أعتز بهم و أحدهم حاول أن يستخدم إمكانياته على أن يرفع مقالي من أحد المواقع الجديدة و التي أعتز بها . و بالتأكيد بعد أن أتصل بي أحد المشرفين ليبرر و يطلب مني بسحب مقالي و الذي كان قد مضى على نشره على الصفحة ليومين و أكثر . لم أستفز أو أزعل إلا حينما قال لي إن الذي اتصل به وطلب منه رفع مقالي من الصفحة قد إستخدم معه إسلوب المقايضة على الخدمات و المنفعة , كونه قدم خدمات كثيرة للموقع و ساندهم كثيرا ً. و هذا ما أزعجني و هي ثقافة التخلف بالتعامل و المصيبة إذا إنتقدت غريمهم هذا يفرحهم و إذا وصل الأمر الى نقد قائدهم أو عملهم قد تصبح عدوهم , عجبي من هذا الوعي وهذه الثقافة .
وهذه الأيام نجد إن الأحزاب الكبيرة و التي لها الإمكانيات في دخول المعترك الإنتخابي و الذي أعتقد انه محصور بين المجلس الشعبي ك , أ , س . و ( أعتقد ان الحروف مفهومة و لا نحتاج لذكر الكلمات بأكملها ). و بين الحركة الديمقراطية الأشورية . فإن كان بالنسبة لي فعمل الحركة و فكرها مفهوم لي بعض الشيء , أما المجلس الشعبي ك ,أ ,س لم أفهم عنه شيء و منذ أن ولد و رضع و غدا الأن صبيا ً يلعب و يمرح و يضاهي الكبار بحركاته و تحركاته . و بالرغم من إن هذا الصبي قد قطع عنه والده بعض من مصروف جيبه و كلنا يعرف من هو( الوالد و من هو المتبني ) إلا إنه ما زال يجتهد بعمله لإرضاء كلاهما و ليس غيرهما . و لست أفهم وكما هو حال الكثيرين غيري من أي منطلق يعتبرهذا الكيان نابع من رحم الشعب !؟ فإنه لم يملك سوى المال الغزير ليتصرف من خلاله و بكل الإتجاهات , عذرا , فله شيء أخر أيضا ً فاتني ذكره ألا وهو : قلم كاتب لم نعرف المصداقية في كتاباته و منذ أن تعلم كيف يحرك القلم بين أنامله , و يا خسارة ( شرف الكتابة عندما يسقط ) .
الحقيقة التي صفعتنا و منذ سقوط الطاغية إن أحزابنا السياسية لم تعمل إلا من أجل نفسها و قائدها و البعض من كوادرها الكبار . و الحقيقة التي يجب أن نبحث عنها هي حاجتنا لولادة جديدة عن فكر جديد و عمل جديد يكون جدير بتحمل ثقل المعانات التي تواجه شعبنا كل يوم و من جميع الأطراف سواء السلطة في الحكومة المركزية أو كردستان العراق . نحن لا نحتاج الى ممثلين في البرلمان و الحكومة يكون وجودهم عن عدمه سواء . نحن نحتاج الى من يستطيع أن يقول كلمته بحقنا بوجه السلطة و بوجه العالم أجمع نحتاج لمن يصرخ بأعلى صوته ( أين أنتم من الأبادة التي تحصل لشعبنا و بصور و أساليب مختلفة ) نحتاج الى من يرفض هذا الكرسي الملعون و الذي باتت تلطخه دماء شعبنا , نحتاج الى من يقدس شعبه و ليس من يتاجر بدمائه , نحتاج الى من لا يستخدم التسميات لغاية في نفسه و يتكابر و يميز بينها و إنما يعمل على توحيدنا ليس بالإسم و إنما بالروح و القلب و الفكر . هل سوف يولد من رحم هذا الشعب قائد كهذا ؟ نعم , فالشعب العظيم الذي صبر على كل هذه المحن لابد أن يكون له أبناء بررة و صالحين يستحقون حمل هذه الرسالة المقدسة لشعب عظيم .