المحرر موضوع: صوت بخد يدا.....التاريخ والكلمة بقلم بشار الباغديدي  (زيارة 829 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل د. بهنام عطااالله

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1509
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
                                  صوت بخد يدا.....التاريخ والكلمة

                                                          بشار الباغديدي

تتسابق الأسماء وبمختلف اللغات واللهجات في تسميها, فما من احد مرّ بها أو قصدها أو سكن فيها ومعها إلا وأحب أن يفتن بجمالها وعطر كنائسها، حتى الحمام أبا إلا وحل على أقبية بيّعها وأزقتها الجميلة.نعم قد يطول الحديث عنها كما طالت المجلدات الكثيرة التي رزمت هنا وهناك في ذاكرة التاريخ...تلك هي بغد يدا الكلمة التي تستحق منا أن نقف لها بإجلال حين نرتوي من ماء مضاعتها ونغمس خبز سنابلها الذهبية فيها ...
(صوت بخد يدا) لم ينبلج الآن، بل مذ عرفت بغد يدا قامة التاريخ بأفواه الرحالة وكتاباتهم, إذ كان صوتها كالرعد وكأبواق السماء...ذاك الذي كسر الأصنام والأوثان وكرس المحبة والسلام, لم تكن بحاجة ليدون صوتها, فهي المرأة النخلة و الشيخة والسنديانة الخضراء ابد الدهر، يوم دعتني الى وليمتها ارتجفت أناملي وبت حائرا ماذا أقول عنها, فأخذت أدون وكأني صائغ ذهب لمثاقيل أبجديتي..وقد بدأت يومها أعي وجودي، نعم ...يوم تكلمت بصوتها,فحينها تجاوز الظلام وتخطى العمى ولا أكون مغاليا أبدا إذ قلت يومئذ كتبت شهادة ميلادي ووثيقة إنسانيتي ...نعم
0صوت بخد يدا) فض فمي المقفل صورة لا زالت اذكرها لأنها الأرض والوطن والوجود.
يوم كان بشار صامتا لا يتكلم وتحرك لسانه بالكلمة المنطوقة,الكلمة المسطورة التي أخذت وجه أرضه السريانية أم البلدات (بغديدى) وسارت فوقها مواكب الحياة، ورغم أنها ذكرى ساكنة إلا أن هتاف الفرح والغبطة هو إننا لسان حالها, لأننا كلماتها وحبرها الذي لا ينضب... الصحيفة الوحيدة الجليلة بين القراء بين الصحف والمجلات والنشرات, والتي أصبحت قطعة من شمس صباحاتها، قطعة قمر يضيء ليالي رجالاتها...بعيدا عن بهرجة شعراء وكتاب اليوم، بعيدا عن ماكياجات الزمن الملونة بألوان قوس قزح، بعيدا عن الأحبار الرمادية بلون الدينار, سنين مرت مسرعة إلا أنها وثقت صحيفتنا الفتية سفيرة أبدية لتقطع العمر جواباً على كل التساؤلات, ثراءها الغني بعقل مدبر يصل بينها ما انقطع ويُحي ما اندثر، هي الوحيدة التي تجمعنا اليوم وغدا وابداً


نشرة في العدد الخاص من جريدة صوت بخديدا الصادر  بمناسبة ذكر تاسيسها ودخولها السنة الحادية عشرة العدد 111.