الأخوة الكرام
موضوع السيد آشور الذي ظهر على الساحة فجأة بعد غيبة ( مباركة ) ذكّرتني بقصة ( هرّ – بَزّون ) أو كما بسميه أخوتنا أهل الجنوب ( عِتْوي ) كان يعيش على صيد الفئران في بيت جدّي في بداية الخمسينات من القرن الماضي في قرية فيشخابور, ولأن البيت كان من اللبن والطين، وكان قريباً من البستان فكان يحصل على غذائه من الفئران بوفرة وبلا مجهود كبير، الاّ أن تقدّمه بالعمر أدّى الى ظمور في قابليته الشبابية ، فلم يَعُد بأمكانه تأمين غذائه من الفئران, فتحول الى ممارسة الخيانة لأشباع بطنه .
في قرى الشمال سابقاً لم يكن هناك قصّاب يبيع اللحوم كل يوم الا في مناسبات بعيدة ، فكان الناس يؤمِنّون ما يحتاجون اليه من اللحوم بتسمين عجل واحد أو عدة رؤوس غنم لفترة شهرين أو ثلاثة وبعد التسمين يذبحونها ، فكانت العظام تُمَلَّح وتُعَبَّى في جلد الغنم المذبوح حيث يقيها الملح من الفساد ، أو البعض كان يُمَلِّحُها ويعلِّقها بالشمس لتجف , ومن ثم تحفظ في محل حفظ الغذاء وكان يطلق عليه ( ستيرَّا – محل خزن المونا ) ولعلها من أصل كلمة ( store) الأنكليزية ، أو أنها المصدر للكلمة الأنكليزية ، أما اللحم فكان يُعمَل ما يُطلَق عليه ( قَليا ) وهو عملية طبخ اللحم دون أضافة الماء اليه بعد تقطيعه الى قطع صغيرة ، وبعد أن ينضج أستواءً يُضاف اليه الدهن الذي هو ناتج من ( ليّة ) الخرفان أو شحم العجل ويبقى على النار حتى تتم عملية القلي بتحوّل لونه الى اللون الذهبي ، ومن ثم يوضع في جرار (بستوكات ) للأستعمال في الطبخ عند الحاجة .
وخيانة الهرّ ( العتوي ) بدأت بتحوله من تأمين غذائه من الفئران الى سرقة ( القليا ) من البستوكة , وهي عملية رآها سهلة لا يحتاج الى بذل جهد والركض وراء الفئران ، فضلاً عن الطعم اللذيذ للقلية , ويظهر أن القليا فعل فعلته في تسمين ( الهر – العتوي ) فلم يعد بأستطاعته الدخول من فوهة البستوكة لأشباع بطنه ، فأصابه غمّ شديد وأخذ يفكّر بالمشكلة , وبينما هو في حيرته هذه رأى هرّاً صغيراً يمرّ من أمامه ، فتفتّق ذهنه على خطة جهنمية حلاً لمشكلته ، فأخبر القط الصغير عن وجود كنز من الغذاء يغنيهم عن الركض خلف الفئران وليس عليهم الا الأخذ والأكل دون تعب ، فأخذ بيد القط الصغير الى محل البستوكة ورفعه وأنزله الى داخلها فأخذ يحفر في ( القليا ) فيأكل ويعطي للقط العجوز حاجته ، وأستمر الأثنان على عملهما التآمري هذا الى أن شعر بهما خالي في أحد الأيام فأعطاهما ما يستحقانه من جراء خيانتهما .
السيد آشور ( السوري الجنسية ) وحزبه ترك مشاكل بلده الذي يسرح فيه الأرهاب والقاعدة والأسلام الأصولي يعيث فيه فساداً وقتلاً لأبناء شعبه السوريين وتدميراً لأسس دولته التي كانت مستقرّة ويتحالف وحزبه مع الأرهابيين و مع الدول الراعية للأرهاب كالسعودية وقطر وتركيا وغيرها من الدول التي تريد تدمير بلادها ( سوريا ) تركهم جميعاً وتم أستيراده لينشر الحقد والكراهية بين المسيحيين كافة في العراق وكأنما العراق لا يكفيه ما لاقاه من هذه الدول ، الأمر الوحيد الذي راح عن بال السيد آشور ومن يدفعه هو جهله بالعراق وبتاريخ العراق ورافدَي العراق وتربة العراق الذي أنتج أعظم الأباطرة وأعلَم العلماء لأنه البلاد التي أسسها الكلدان ، فخر الشعوب والأمم .
بطرس آدم