المحرر موضوع: الموت في العراق.. أسئلة مرة وأوجه متعددة للمأساة  (زيارة 858 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Sabah Yalda

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 32867
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي


الموت في العراق.. أسئلة مرة وأوجه متعددة للمأساة


كتب: nakr06 في يوم الأثنين, 11 ديسمبر, 2006 - 06:52 AM BT
 

من إبراهيم ذنون
الموصل –( أصوات العراق)
شعر ( أبو عمار ) بحزن كبير عندما تلقى نبأ وفاة جاره وزميله (سعد خالد) ،ودارت الدنيا به وهو ينظر إلى زوجته ( أم عمار ) ويهز كتفها صارخا "من قتله.. ولماذا..؟.. سعد لم يكن شرطيا ولا مترجما ،ولم يكن شبكيا ولا يزيديا ،ولم ينتم لحزب ولم يروج لفكرة..؟".
لكن أبو عمار خرس وأُصيب بالذهول عندما أخبرته زوجته أن جارهم مات بالسكتة القلبية !.
بدا ( أبو عمار ) متعجبا.. فالوفاة بالاجل المحتوم في العراق أصبحت من العجائب ,فمنذ زمن لم يستمع لنبأ موت عراقي بميته طبيعية ،وإن كان الموت واحدا برغم تعدد الاسباب .
جمال سمير (مصور) قال لوكالة انباء (اصوات العراق) المستقلة" أخذنا نحصي امواتنا لانهم اكثر من احيائنا , نحصي حروبنا وخيبات الامل, ونعلم ان دورنا في القتل آت لامحالة وكأننا نقف في طابور للموت."
ويستدرك سمير "ولكن نتمنى ان نعرف سببا لما يحدث لنا نحن العراقيين دون سوانا."
سلوى ناظم (طالبة) قالت إن " العراق ليس ثوبا فنخلعه ولا زوجا فنتركه . فهذا وطن ولا يستبدل الوطن ..وعليه فنحن ندفع فواتير لا ذنب لنا فيها سوى اننا خلقنا عراقيين , ولن نترك العراق مهما كان ومهما حصل , فعسرنا في وطننا افضل من يسرنا في غربتنا."
ويقول سالم عبد العزيز (مدرس) عن تأثير الأوضاع الراهنة على الحياة اليومية" لقد محونا من قاموس حياتنا بعض المفردات،كالسعادة والفرح والسرور والابتسامة والحزن , لان كلماتنا اقتصرت على مفردات معينة كالموت والقتل والانفجار والذبح والشظايا والمشرحة حتى يخيل لنا اننا لا نستحق الحياة وبدون ان نعرف السبب."
دادو سلمان (مصمم صحف) قال ل(أصوات العراق) " أدمّنا سماع الاغاني التي تثير فينا مواجع الوطن ,اصبحنا نسمعها ونكررها ونحن نردد ( تفرج ياعراق) , وصارت رنات مفضلة لهواتفنا النقالة."
ويضيف سلمان" كما ادمنا اغاني الشوق والحنين الى الوطن ونحن داخل بلدنا لاحساسنا بضياع الوطن، بل بضياع غرة الاوطان،ونتمنى ان يكرم شيبنا داخل هذا الوطن, ولا نموت موتا مجانيا أي موتا بدون سبب,اصبحت جميع اخبارنا تدمي القلوب."
وقال حميد خليل (سائق سيارة اجرة) "اشعر ان هناك اعصارا اصاب العراق لانني لا ارى سوى الدمار واثار الانفجارات والاسلاك الشائكة ودماء الابرياء . نحن نموت معهم كل يوم ولكن نموت ببطء فجاري حسام منذ اربعة ايام وهو جالس قبالة بركة الدم المتخثر امام داره ساهما شاردا بعد أن شاهد مقتل شقيقيه التوأم بائعي الخضروات على يد مسلحين مجهولين دون ان يعي لما حوله او يحس ببرودة الجو."
ويضيف خليل بأسى" كلما يمر يوم سيء ، ننتظر غدا اسوأ منه ونحن نقول الله كريم. "
ويتساءل ياسين محمد (طالب) " لا اعرف المغزى من اجبارنا على الدخول في حرب اهلية ؟.ولماذا يصمم أعداؤنا على ذلك ونحن نحاول ان نغلق باب الفتنة؟."
ويضيف خليل" انهم ينتهزون فرصا لفتح باب الفتنة على مصراعيه ,بطرح اسئلة معينة مثل: اسمك؟ .سكنك؟.صلاتك؟.مقبرتك؟, وجميع العراقيين يجيبون بنفس واحد اولادنا عموري وعلاوي وصلاتنا مقسمة بين الكاظم والكيلاني,ودارنا هي خارطة العراق. فأنا كربلائي وسكني الموصل , مالضير في ذلك. الا انهم لا يفهمون ومصممون على تأجيجها!."
ومن جانبه يقول ابو عثمان( متقاعد) "يقول المثل العراقي( الشق كبير والرقعة صغيرة),فأينما ندير رأسنا نرى ما لا يسر الاعين,فهل يصدق عاقل اننا نشحذ الماء لنغسل شهداءنا ونحن في بلاد الرافدين؟ وكيف يصدق عاقل اننا نتجمد بردا ونستخدم دراجات هوائية بدل السيارات لشحة الوقود ونحن بلد النفط ؟ ونحن في الخير والخيرات.فنحن لا حربنا حرب ولا سلامنا سلام ,الغصة تخنقنا والدموع في عيوننا والخناجر مغروسة في اعماقنا فوطننا مطعون من جميع الاعداء."
ويروي ابو مصطفى(بقال) حكايته مع الموت بالقول " يعمل ابني صحفيا ويذهب لزياره المشرحة ويعود منها وهو يشعر بمهانة الانسان ويقول لي انها هيروشيما (المدينة اليابانية التي القيت عليها اول قنبلة ذرية امريكية قبيل نهاية الحرب العالمية الثانية) تحدث يوميا في المشرحة. "
رياض صلاح (شاعر) قال " نشعر بوخز الضمير ونحن نرى الفضائيات يوميا تصور إمواتنا ..هاهي الشوارع مبللة بالدم.ومملوءة بالخراب والدمار , يوميا نفقد اعزاء لنا , ونحن بلا ارادة و بلا كرامة !. لقد سافرت خارج العراق ولكني عدت اليه كي اموت فيه لاني اعشق ترابه واعشق دجلته وفراته , فهذا وطني."
وأخيرا ..قال محمد مرعي (معلم) " والله حتى النكت لم تعد تضحكنا , الجميع بخير إلا نحن، لقد اصبحنا اذلاء في وطننا .نحن نعيش في جحيم لا يطاق , كتلة من الاعصاب الملتهبة . لا نعرف ما يجري لنا ..هل هو امتحان لقدرتنا وصبرنا؟,ام بلاء وعقاب؟. أو هي ساعة نحس تمر على العراق؟...الى متى تقتل الارحام وتحز رؤوس الرجال ويقضي الاطفال نحبهم."؟!..
ع ب 

--------------------------------------------------------------------------------
 



http://www.aswataliraq.info/modules.php?op=modload&name=News&file=article&sid=32862&mode=thread&order=0&thold=0[/font]
مرحبآ بكم في منتديات عنكاوا كوم