المحرر موضوع: الرعيّة صورة الراعي  (زيارة 2941 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل البطريرك لويس روفائيل ساكو

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 41
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الرعيّة صورة الراعي
« في: 13:32 10/07/2013 »
الرعيّة صورة الراعي

البطريرك لويس روفائيل الأول ساكو

العمل الرعوي، نسبة الى الرعيّة أو الراعوي نسبة الى الراعي، ويُسمى أيضًا بالعمل الرسولي  apostolic work، هو كل نشاط يتم في الرعيّة أو بواسطتها بهدف خدمةٍ أفضل. والعمل الرعوي المتكامل يشمل مجالات عديدة من الحياة: روحية وثقافية واجتماعية وصحية انطلاقا من رسالة المسيح: "أتيتُ حتى تكون لهم الحياة وبوفرة" (يو10/10). فالعمل الرعوي هو عمل المسيح الراعي الصالح الذي جاء ليُعطي شعبه الحياة في أوفى معانيها ويبذل نفسه من أجل رعيته. ويبقى المسيح أبدًا هو أنموذج الراعي. العمل الرعوي يتخذ كل مساحة تفكير وقلب  الراعي: الاسقف والكاهن.
إن العمل الرعوي ليس اسلوبًا أو تعليمًا، انما هو تنشئة، تلمذة، تنشئة قلب المؤمنين وفكرهم  ليعيشوا قيمهم الانسانية والمسيحية الكبرى ويعكسوها حولهم. وهذا يتطلب من الكاهن ان يكون قلبه قد غمره المسيح ومحبة الاخوة. انذاك لا يقدر ان يكون مشككا!

الرعية صورة الراعي
الراعي هو الأب لأبناء رعيته، وهو المسؤول عنهم، يعيش في سبيلهم ويوظف كلّ إمكانياته من اجل بنيانهم، ونموهم وسعادتهم وخيرهم. والرعية هي عائلته الكبيرة. لكل فرد فيها مكانته عنده، يسأل عنه ويتابعه سعيًا لاكتشاف دوره وبلورة مواهبه وتنميتها. عمل الراعي لا يتوقف على الجانب الروحي وإنما يمتد إلى كل الجوانب الاخرى للحياة: الإنسانية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية على مثال المسيح. ولهذا لا يمكن تقليص نشاطه بعمل معين. ان الكهنوت رسالة وحياة تأخذ كل مشاعر الكاهن، قلبه  ووقته وحياته. الكهنوت ليس وظيفة.
 الراعي، إنسان يحمل رسالة، بشرى في ظروف الناس الراهنة الان وهنا وليس ليقوم بممارسات محددة ثابتة صالحة لكل زمان ومكان، فهو على سبيل المثال في ظروف كظروف العراق الحالية عليه ان  يحمل كلمة رجاء ونور وفرح إلى أناس أتعبتهم الظروف، فيشعرهم بانه يحبهم  ويتضامن معهم، يعيش في وسطهم ويهتم بهم ويتفاعل معهم معتبرًا إياهم اخوة وليس قطيعًا يقودهم. بكلمة الرعية صورة الراعي (اغناطيوس الانطاكيا رسالة برنابا، افرام)، فنجاحه وعزّه يتوقفان على سعادة أبناء رعيته ورضاهم. كل شيء متوقف على الروحية أو الدافع: motivation الذي من اجله يعمل!

صفات الراعي
لا يمكن ان يعزل الكاهن نفسه عن الناس ويقول أنه رسول وشاهد للمسيح، انه في العالم وليس من العالم. هذا الامر يتطلب اعدادًا طويلاً كي تكون رسالته بين الناس فعالة ومثمرة بعيدًا عن الادعاء والعجرفة.
- يؤمن بالعمل الجماعي، وبان الرعية ليست الكاهن وحده وحياة الرعية ليست القداس فقط بالرغم من كونه قلبها. تشجيع العلمانيين على المبادرات والنشاطات وتكوين فرق عمل ففيها يكمن سرَّ نجاحه.
- له رؤية عن المجتمع، يعرف المجتمع ومركباته واختلافه.
- يحب الجميع من دون استثناء، يجمع لا يفرق، يقرًب ولا يبعد. ويصغي اليهم، وقته هو للرعية، يهتم بالكل وخصوصًا بالذين يحتاجونه اكثر.
- القيادة: يعرف إلى من يقود أبناء رعيته وكيف يقودهم.
- الانفتاح: الراعي ينبغي أن يكون منفتحًا على الكل وعلى كل الثقافات والأساليب ولا ينغلق على نمط معين. الانفتاح نمو يتكامل والانغلاق علامة الموت. أن يكون صاحب مبادرات ولا يتحول إلى حارس نظام معين أو منفذ للطقوس. يبحث دائمًا عن الجديد المفيد والمغذي.
- الثقافة: يقرأ ليكون في الطليعة، يغذي ثقافته بواسطة المطالعات والمشاركة في الندوات ومن خلال السفر والانتباه واخذ ملاحظات… ولا ينبغي أبدًا أن يتوقف على المعلومات التي أخذها من المعهد لانها غير كافية وما هي إلا مداخل.
-الصلاة: للصلاة أهمية كبرى في حياته. انه مرتبط بالذي يرسله، فإذا استمر يعمل من دون  ان يعود إلى الينبوع، سوف ينضب. هناك خطورة في أن يتحول إلى ممثل او مجرد موظف عادي.
- الاستقامة: عليه ان يكون مستقيمًا واضحًا ودقيقًا في كل شيء (الحسابات) ولا يعمل شيئاً في الخفية. ليست له محاباة ولا صداقات ضيقة، مشبوهة، لا يقبل ان يكون ذيلا لاحد، يعرف ان يختار اصدقاء الخير لا السوء!
- شفاف ومرهف للحس: لا توجد عنده خشونة ولا يعامل الآخرين بترفع وعنجهية. شخص متواضع يعرف ضعفه وحدوده. وبقدر ما يُلاشي نفسه أمام الله ويخدم اخوته، بقدر ذلك يرتفع تلقائيًا من دون ادعاء ويحترمه الناس ويحبونه ويلتفون حوله!
يا رب عونك، اعطنا كهنة قديسين