المحرر موضوع: شارع الزعيم  (زيارة 1190 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل متي كلو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 190
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
شارع الزعيم
« في: 08:05 17/07/2013 »
شارع الزعيم

"ولا زُلتُ أعتقد انه أفضل من حَكَمَ العراق حتى الآن"
مسعود البرزاني
متي كلو

تطل علينا في هذه الايام الذكرى 55 لثورة تموز 1958  ولا ان نريد نكتب عن هذه الثورة في هذا العمود الصغير، لان هذه الثورة العملاقة قد كتب عنها المئات من الباحثين والمؤرخين بعضهم من عاش ايام الثورة  ومنهم من تقصى الحقائق من شهود عيان لتلك الثورة ، ومنهم من تبحر في خفاياها وأسرارها وهناك من التقى مع البعض ممن عاشوا مع ضباط الثورة، فصدرت كتب اصبحت مصدر للباحثين وهناك من كتبوا عشرات الكتب عن تلك الثورة ورموزها ،كما هناك الكثيرين من الضباط الاحرار والمقربين وزملاء زعيم الثورة عبدالكريم قاسم كتبوا عنه الكثير وهناك المئات من الاقلام كتبوا بحيادية عن الدور  التاريخي للزعيم عبدالكريم قاسم  في تفجير الثورة ، فاغنوا المكتبة العراقية والعربية بمئات الكتب والبحوث والملفات ، كما هناك العشرات كتبوا عن عبدالكريم قاسم واستشهدوا بوطنيته وحبه للعراق وشعب العراق، وعن حياته الخاصة البسيطة،
كلنا يعلم بان النظام السابق حاول بكل الوسائل تهميش دور هذا الرجل، من الاعلام الحكومي المنظم سواء في المؤسسات الصحفية او اللجان التي وضعت الكتب المدرسية بايعاز من النظام السابق  لتهميش دوره في هذه الثورة العملاقة، وطمس او اخفاء  الحقائق التاريخية لنضال هذا الرجل وحبه للفقراء  وتشيد لهم مدينة الثورة التي غير  اسمها  النظام البائد  ليطلق عليها اسم"الدكتاتور"! ورغم كل هذا لم تستطع الدعايات المغرضة والملفقة والتقولات الكاذبة ان تصمد امام الحقيقة الناصعة لثورة 14 تموز وقائدها عبدالكريم قاسم.
ولكن ... بعد الاحتلال والسقوط وتشكيل "الحكومات" منذ 2003 والى الان، ماذا قدمت"الحكومات" لذكرى هذا الرجل  وتاريخه،هل تم اظهار اهمية هذا الرجل بالمظهر الذي يستحقه عن جدارة،  والتمثال البرونزي  الذي  اقيم في شارع الرشيد تحمل تكاليفه بعض تجار شارع الرشيد وليست الحكومة العراقية ، وتصريحا  صدر قبل ايام من قبل   وزير السياحة والآثار عن قرب افتتاح متحف عبد الكريم قاسم في احدى الدور التراثية في شارع الرشيد.وسيفتتح  قريباً بعد انجاز اعمال الصيانة لمقتنيات الزعيم الراحل بشكل كامل ويحتوي على 362 خاصة به، فهل  هذا يكفي !!
وسؤالنا الى الحكومة العراقية، الا يستحق هذا الرجل نصبا عملاقا في ساحة الفردوس التي كان يسكن في دار صغيرة بالقرب منها، ويقع هذا الدار في شارع عرف بشارع الزعيم الى يومنا  هذا، دار بسيطة مستاجرة من "دائرة الاموال المجمدة"، وعاش فيها حياة بسيطة وحتى عندما اصبح ريس للوزراء  كان ينام في غرفة صغيرة في وزارة الدفاع، وعند استشاهده لم  يترك وراءه قصور وعقارات وارصدة في البنوك العالمية سوى 16 دينار!! وطوال حكمه هبت نسائم الحرية لأول مرة وأصبح  في عهده جميع ابناء الشعب العراقي متساوين في الحقوق والواجبات امام القانون بعيدا عن الطائفية والمذهبية، وفي عهده اصدر القانون رقم 80 الذي حدد بموجبه الإستكشافات المستقبلية لاستثمارات شركة نفط العراق البريطانية لحقول النفط الذي أعادت حقوق العراق في ثروته النفطية من الشركات الأجنبية .واصدار قانون الاصلاح الزراعي الذي اعاد للفلاح ارضه من الاقطاع.
الا يستحق هذا الزعيم يان تتم تسمية  الشارع باسم" شارع الزعيم" على الشارع الذي سكن فيه،؟ ألا يستحق هذا الرجل ان يتم تشجير وانارة هذا الشارع يشكل متميز  الذي يقع بين "شارع السعدون وشارع النضال"؟ الا يستحق ان يتم اكساء الشارع والأرصفة بتقنية عالية  الجودة تميزه عن كل شوارع العاصمة! ألا يستحق ان تستملك البناية التي احتلت موقع داره  بتشيد عليها   متحف خاص بتاريخه! نعتقد انه يستحق الكثير والكثير، ام تكون الاجابة بعدم وجود "ماكو تخصيصات "!!!
وانقل هنا شهادة تاريخية من احد ابناء الحركة الكردية وهو السيد مسعود البرزاني حيث جاء في كتاب البرزاني والحركة التحررية الكردية" لم أكرهُ عبدالكريم قاسم أبداً حتى عندما أرسلَ أسراب طائراتهِ لتقصفنا، إذ كُنتُ أمتلك قناعة بأنه قدمَ كثيراً لنا كشعب وكأُسرة ، لايتحمل لوحدهِ مسؤولية ما آلت اليهِ الأُمور ـ ـ ولا زُلتُ أعتقد انه أفضل من حَكَمَ العراق حتى الآن"]