المحرر موضوع: حــــياة الـتحـدي والـخطــوة الأســبق  (زيارة 1284 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سهى بطرس قوجا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 183
  • الجنس: أنثى
  • عامل الناس بأخلاقك لا بأخلاقهم!
    • مشاهدة الملف الشخصي
حياة التحدي والخطوة الأسبق
سهى بطرس قوجا

هل يستحق كل ما في الحياة من أشياء فانية كل هذا العناء والعبور الغير مُجدي وسحق الآخرين؟! هل تستحق الإخفاقات التي تعترضك أن تنحني من أجل أمور أخرى؟! هل تستحق روحك وجسدك أن تهلكها من أجل الكثير مما أنتَ تلهث خلفهُ؟! ألا تعلم أن ذاتك وتفكيرك وعقلك والآخر لهم نصيب في كأسك، النصف بالنصف؟! كم مرة عشت الإحباط وكم من مرة عشت الكبرياء والعناد والتعود؟! كم من مرة نظرت لنصف كأسك الفارغ ولم تكلف بصرك مُجرد النظر للنصف المليء؟! لأنك تريد وتريد بدون كفاية واكتفاء بالشيءٍ، تتصارع وتتنافس مع زمانك ويومك وحياتك ومع الإنسان مثالك بدون أن تعرف أن الحياة غالبًا ما تلوح بالوداع فجأة على غير ميعاد!

بالتأكيد تُدرك أن الحياة تحمل الوجهين مثلما كل شيء موجود فيها هو أثنين، لكنها تبقى الحياة والإنسان فيها قد يكون مُخير أو مُسير لعيش وجوهها .... كيف؟!

ضغوط الحياة والإنسان نفسهُ توصل مثيلهُ إلى حدٍ لا يستطيع تخطيه مثلما وصل إليه عندما كان في حالة يأس أو ضياع! (مُخير) عندما يكون بكامل إرادتهِ واقف على أرضهِ بكل ثقة وثبات ويعرف كيف يمشي خطواتهِ واحدةٍ تلوّ الأخرى ويستطيع أن يعطي لكل شيءٍ حقهُ وبالتأكيد نفسهُ أولاً، بمعنى يكون مُتوازن في قراراته وعملهِ وعطاءه وبذلهِ وسعيهِ، وهذا اعتقد هو صعب إن لم نقل نادر، لأن الورد غالبًا ما تخدشهُ الأشواك. و ( مُسير) عندما يسمح للآخر أن يُمليّ عليه ما يريدهُ هو (مسلوب الإرادة)، يعيش عدم المبالاة وعدم الاكتراث وينظر للأمور بسطحية غير معهودة، أنهُ يهمل ذاتهُ ويجد خطواتهِ قد ساقتهُ إلى مُفترق طرق لا يعرف أيهما يسلك، أنهُ يجدّ نفسهُ أسفل الجبل ولا يعرف هل يتسلقهُ أم يبقى حيث هو؟!

إنسان اليوم في ظل ما يصادفهُ من: فقدان العزيمة وتجرع كأس الفشل وفقدان ذخيرة الغد والعيش في وهمّ مُستديم والانغلاق على الذات والاستسلام والوقوع في فخاخ الهزيمة والنظر في اتجاه واحدٍ، جعلت حياتهُ تصبح باهتة يعتريها الكثير من الضباب! حياتهِ أصبحت حياة مادية، حياة المصالح، حياة الفردية، حياة البرمجة، حياة الأنانية والاستحواذ، حياة المنافسة والصراع، حياة أن أكون أنا بدون الآخر، حياة التراجع للوراء خطوات بدون تكلفة عناء المحاولة، حياة أن أدوس على الآخر واعبرهُ بكل ما أوتيّ من قوة غير مُكترث بالنتائج. أنها حياة جعلت معظم البشر تضيع مع التحدي والتسابق إضافة إلى التغيير المُستمر الذي لبسّ إنسان اليوم سواء كان بإدراك أو بدونهِ! بمعنى أقرب جعلت العقول والقلوب في حالة برمجة دائمة تلغيّ كل ما هو مخزون على السريع لتُقبل على الجديد الوقتي.

الحياة في امتداد والتفكير فيها مُتواصل، كل واحدٍ منا تشدهُ مشاغلهُ ومشاكلهِ اليومية من العمل وضيق المعيشة وسرعة عجلة الحياة ومُتطلباتها الأسرع وصعوباتها التي لا تعرف حدٍ، مما جعلت إنسان اليوم في حيرة وتحدي مع نفسهِ ومن ثم مع الآخرين. وأعلم أن الحياة عثرات وتعثرات ولكن بالمقابل لديك قدمين وعقل تستطيع من خلالهما أن تنهض وتواصل وتصل إلى ما تريد، لا نقل بنسبة 100% ولكن المحاولة تمنحك الفرصة لتكمل كأسك بكاملهِ وتستطيب بما يحتويه، فالقمر لا ينير بدون الشمس، والشجر لا يزهر بدون المطر، والسعادة لن تشعر بها بدون الحزن، والدموع لن تعرف مذاقها ما لم تذقّ الألم والفرح في ذات الوقت.
   
كل شيءٍ في الحياة، الإنسان من يكون صانعهُ بنسبةٍ. ولو أخذنا كيسًا بغض النظر عن حجمهِ وحاولنا تعبئتهِ بأي حاجة، من المؤكد سوف لن يتحمل ويتشقق في أحد جوانبهِ، تمامًا كالبالون الذي تحاول جاهدًا النفخ فيه ليصل إلى أكبر حجم ممكن! هكذا الإنسان كذلك كلما كان الضغط عليه في تزايد سوف لن يتحمل وينفجر ويصل لحالة صعبٌ فيها أن يعود كما كان! فدعّ الكأس وتنعم بالحياة قليلاً، ودعّ أعباء الحياة ومشاكلها لبعض الوقت ولا تتصارع وتتحدى لتصل إلى وقت لا ينفع فيه التحدي والمواصلة مع نفسك.
 
عش الحياة بثقلها نعم ولكن لا تزيدها ثقل على ثقل، وأعط لنفسك الحق في أن تنعم ببعض الوقت في هدوء وراحة، فالأعباء والمشاكل مستمرة ولكن إياك أن تتسابق معها وتفكر في تحديها، كون ليس كل شيءٍ ينفع معهُ التحديّ، الاعتدال مطلوب وكذلك الاتزان والتنظيم والتحكم في حياتك ووقتك مطلوبان، ولكل شيءٍ مقدارهُ ولكل حادثًا حديث فلا تزيد أو تنقص من مقدارهما لكي لا تذوق الصدمة والاختلاف بعد ذلك.   

يــارب لــك الحكمــة فـــي كــل شــئ لانــك إلـــه حكيــم .. أمـــا أنـــا فأتعـجــب مــن حكمتــك .. فـأنــا أريـــد .. وأنـــت تفعـــل ما تريـــد .. وصــلاتـــي ارفـعـهـــا لك مـــن أجــل العالــم أرفـــع صـلاتي .. مـــن أجــل المرضـــي .. مــن أجــل الحــزانــى .. ومن أجل اليتامى..


غير متصل عبدالاحـد قلو

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1595
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاخت العزيزة سهى ..مع التحية
استميحك عذرا لمداخلاتي على مقالاتك وباستمرار وذلك فهو بالدافع مني لتغيير ردودنا للمقالات الموجودة في الموقع عن مواضيع لا زالت شائكة، ومقالاتك فهي بمنفذ للتغيير وللتفكير بامور فيها فائدة اكثر لقرائنا الاعزاء.
وان موضوع التحدي الذي لا يجعل لليأس بمكان ولا للبكاء بوجدان ولا للطموحات بفقدان.
 وهذا يذكرني بلعبة التنس التي فيها اللاعب يتحدى في بعض الاحيان قرار الحكم ومراقبي الخطوط بان موقع الكرة هي ليست صحيحا بوقوعها وكما يرونها الحكام، وانما هي صحيحة وكما يراها اللاعب المتحدي لقرارهم وفيها نسبة تحدي 50% ان كانت لصالحه فيربح النقطة او 50% لغير صالحه ويخسر النقطة. وذلك لأنها مجازفة لتوقفه عن اللعب لمعرفة حقيقة موقعها من عدمه وهو بذلك يعتبر تحدي لقرار الحكام!!
 وهكذا كان الحال معي في مقالتي عن الكونفرانس لحركة زوعا فقد كان بمثابة تحدي وسبق صحفي ايضا لذكري بوجود امر ما وذلك بعد التكتم في اعلان نتائج هذا الكونفرس وفعلا بعدها اتضحت الفضائح والانشقاقات الموجودة في هذا الكونفرانس ، علما بان ما كتبته فقد كان مبني على استنتاجات ولم يكن لي بحضور لذلك الكونفرانس لمعرفة ما يجري وعلى ارض الواقع فعلا.

وهكذا يكون التحدي والسبق الصحفي أو اي سبق آخر،  الذي فيه كل الحكاية لوجود لها بداية ولو على حساب المجازفة بعد محاولتنا لملىء النصف الفارغ من الكأس ليصبح الكأس مملوءا 100%  لضمان الحياة الامنة في النهاية وشكرا

ملاحظة : اتمنى ان ترسلي مقالاتك لموقع مانكيش لفائدة اخرين مع تقديري
articles@mangish.com           www.mangish.com



عبدالاحد قلو

غير متصل سهى بطرس قوجا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 183
  • الجنس: أنثى
  • عامل الناس بأخلاقك لا بأخلاقهم!
    • مشاهدة الملف الشخصي
 
الأخ عبد الاحد قلو المحترم
تحية طيبة
على العكس تمامًا مداخلاتك تسعدني كثيرًا، والردود على المقالات الأخرى لن يتغير ما لم يتغير أسلوب الشخص نفسهُ وطريقة أحترامهِ للمقابل، مع أحترامي للجميع أكيد ..

وأحب أن أقول أن مناهج الحياة كثيرة والأكثر هي طرق التعامل معها، لكن المهم فيها هو كيفية تقابل الأفكار فيها وعدم تعارضها بهدف الوصول إلى نتائج أو أعادة ترميم ما يستحق البناء، بالتأكيد مع سلوك مسالك مُنتظمة ومضبوطة تحمل كل الموضوعية في أغناء سيرورة الحياة والتقدم بعيدًا عن التقسيمات والشروخات التي تقطع أوصال الكثير من العلاقات والكلام الواجب أن يكون ماثل في واقعهِ.

وبخصوص الآيميل المرفق الخاص بموقع مانكيش فبالتأكيد سوف أرسل لهم ...

شكرًا لكَ وتقبل تحياتي وتمنياتي بكل خير
 
يــارب لــك الحكمــة فـــي كــل شــئ لانــك إلـــه حكيــم .. أمـــا أنـــا فأتعـجــب مــن حكمتــك .. فـأنــا أريـــد .. وأنـــت تفعـــل ما تريـــد .. وصــلاتـــي ارفـعـهـــا لك مـــن أجــل العالــم أرفـــع صـلاتي .. مـــن أجــل المرضـــي .. مــن أجــل الحــزانــى .. ومن أجل اليتامى..