صرخة في الرأس
عبدالله نوري
لم يعد يعجبنا
حديث التفاهات
وكلام الأرصفة والعجائز
والسخريات
وصراخ الديكة
في حضيرة الدجاج
لم يعد يهمنا
ما يجري في المنازل والقصور
والأقبية السرية
من الضحك والتفاهة
في مجالس
تشبه روض الأطفال
أناالشعب الذي
هيأ لكم الكراسي
وغرف النوم
وأخرى للسباحة وأمواس الحلاقة
وستائر من الحرير
ومرايا من ذهب وفضة
والجيوب الثقيلة الثقيلة
وألبسكم أربطة الخلق
وأحذية حديثة نضيفة
وسيارات أنيقة
لم تتعبوا أنتم بجمعها
بعد أن كنتم تبحثون
عن إبرة
تخيطون بها مزقكم
أنا الشعب
طريق بقائكم
أوزوالكم
في مملكة الوطن المقدس
لم تولدوا من أمهاتكم
عباقرة
أومهندسين
أومستشارين
أو رؤساء
أو قادة
فجميعا جميعا كنا
نحلم بدار بسيطة صغيرة
من البردى
أو القصب
من الرمل
أو الحجر
من الطين والقش
من التشرد والمتاهة
من الجوع الجهل
كنا نحلم بلقمة
تسد كفاف يومنا
من الحرب والموت
كنا نحلم بماعون
من العدس وقطعة الخبز
تسد صراخ بطوننا
كنا نحلم بمرسم
يجمع حاجات صغارنا
فعلام تتمردون على الكائنات
وتسرقون الحلم
من يد الحمامات والفراشات
فمن يرش الوطن
بماء الورد والياسمين
ويضيف الحلوى
في صواني الشموع
من يتعب من أجل البلاد
والنخل والسنابل والجبل
ويحمل عبء الجراح
الوقت يهرب
وأنتم تترنحون كالسكارى
في نعش الفوضوية
هل أخطأ الشعب
في إختياره
أنا لست ..... مع المفلسين
والمفلتين
والعبثيين والمتكابرون
وسراق
الوطن المقدس
