المحرر موضوع: كــاتب بــراتب  (زيارة 1806 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

د.سامي القس شمعون

  • زائر
كــاتب بــراتب
« في: 19:18 30/07/2013 »
 
كــاتب بــراتب

الشماس سامي القس شمعون - سيدني
 
منذ أن قــُضِمـَتْ تفاحة الجنة، وقــُسَّمــَتْ بين أثنين، وبين اثنين آخرين، عرفت البشرية معنى القتل والتجافي فيما بينها، تنوعت المهن الحرة بين الناس ليختاروا ما بين الصالح والطالح منها. ولعل أسوأ المهن التي عرفتها البشرية تكمن في عاطل عمل يقدم احتقاره لأخوته العاملين، أو من مشلول فكري، يحتقر عمل المفكرين.... وهكذا دواليك الى ان نصل الى انسان يعمل على بيع اشياء مقدسة المودعة لديه، كالمبادئ والقيم، من اجل حفنة من المال.
 
عندما يبيع الانسان الاشياء التي لا تباع، كمهنة القلم مثلاً، فيتم استئجار الاشخاص المسجونين في سجون الحقد من أجل الاساءة والحقد الرخيص على الآخرين، ندرك اننا أمام ازمة للقلم، يقوم صاحبها بعملية جراحية مشوهة متعمدة، تملقاً بحاكم فاسد، لوضع مكياج مثخن على أشياء ووجوه تشوهت في مصداقيتها، عن بكرة ابيها، ارضاءً بما يشفي هوى الغير، المعلول.
 
المغالاة في أجور أحبار الكيبورد، تكشف رخص في بيع ضمير، الذي بات ينفتح القلم فيها لرياح المجون، وبدون تحفظ، فالأتعس من لص امسك بالضربة القاضية في حواسم مفضوحة، او من قاتل اعترف بجريمته ولازال يحرك السكين في جسد ضحيته الميتة، او من خائن يخون وطنه ما أن هاجر عنه، هو المدافع عنهم بالدفِّ ضاربُ، لتسويق اباطيل هؤلاء وبدون حياء، على بساط الحق الناصح.


 أغاني القلم والتي تتغنى بوطنية زائفة، تملقاً بحاكم فاسد، لا تقدر ان تطيل من عمر جلوس افراد على الكرسي أكثر من أيام، فسرعان ما ينكشف نشاز اللحن، وزيف كلمات القصيدة المغناة من بحر التملق، والمختلة في وزنها وقافيتها، أمام الشعب الباحث عن حريته.

 القيادات الفاسدة، تتنفس من خلال رئة رخيصة للمفسدين، وما تنشده من هواء نقي لـِـيـُعـَلــِّبْ أخطائها، هو اوكسجين مسرطن يحاول ان يلاعب الوعي الصادق من خلال التشويش والتزييف، وهؤلاء مهما رقصوا فوق الحق بسبب الثمن، فإنهم لا يستطيعون ان يلبسوا الكذابين، ثياب الصدق اكثر من لحظات، أو ان يجملوا صور القتلة من على الشاشات، حتى وان دافعوا عنهم الى يوم صرير اسنانهم.


المثقف الفاسد، اشد فتكاً على مناخ المجتمع من الحاكم الفاسد، فالكتاب الذين يحملون نية سبق الاصرار والترصد على الاساءة الى مجتمعاتهم من عبيد المرحلة الحرجة التي تمر بها الاوطان، لا يتوانون على المغالاة في الفساد والفوضى وفي استرسال خطاب خادع امام الشعب.

"اقلام الــــ Take Away  "  للذين ادمنوا حياة السجود والركوع تحت اقدام الدولار، يتبنون رواية اعداء أوطانهم في الاساءة الى شعوبهم والتي تتم بمهارة الشيطان في تدبير الشر للناس. الكاتب الذي يرتضي ان يكون تحت اذلال من يدفع له ليكتب بحقد على ابناء شعبه بمختلف طوائفه، ويظن في نفسه انه فراهيدي زمانه وهو لم يسمع عن المعري شيئاً، هو أجهل من ابي جهل في وظيفة القلم النزيهة.

 مداد القلم، واعظ طيب للناس وهو فصيح اللسان لمن يود ان يستمع الى نبضاته الصادقة، فهو حاكم أمين بين الابيض والأسود، الخير والشر، وليس منبعاً للكراهية والخبث والتخريب وللدفاع عن من هربت منهم الامانة والقيادة الحسنة وتلطخت ايديهم بدماء مذبح الصدق.


الاقلام الماجورة ذات الدفع المسبق Prepaid  والتي تعبئ مدادها بالريموت كونترول، والخالية من اية فضيلة مجتمعية، لا هم لها غير رفع السروال الساقط عن أجساد سبق أن تعرت بإرادتها و بدون حياء. هؤلاء اللاهثين وراء كسرة خبز هنا، ومن المتكالبين على المناصب والمكاسب هناك، يعرضون رقص أطرافهم على ايقاع موسيقى ضياع الوطن والمواطن، ويبيعون قلمهم برخص التراب، لأيادي سبقت وان باعت الجغرافية والتاريخ والوطن وانتهكت المقدسات وبكل دناسة، وان أدعت غيرتها الظاهرة عليها.


كاتب براتب، من افلام الاكشن المثيرة التي تـَعــَطــَّـلَ فيها العقل أمام ثلاثين فضة زائلة، وباتت تعرض بكثرة الان على صالة سينما الانترنت، منذ زمن يهوذا الاسخريوطي والى هذا اليوم، والتي تنتهي دائما بربيع فكري يهزم كل الهزائم، ويفضي دائما الى اقتلاع الشجر الفاسد، وبما ثمر!



غير متصل Dr. Simon Shamoun

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 302
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: كــاتب بــراتب
« رد #1 في: 10:08 31/07/2013 »
Khona Aziza Sami

G'day mate!

Very interesting thoughts. Well, I have seen many writers who are pre-paid   because they are simply puppets and have no soul , hence I ignore such writers and consider their write u or as we say it in Arabic "Have no THAMEER". simply a JUNK

Shlaman, khobban am eqaran to all beloved Assyrians in Sydney..

Sincerely yours,

Shimun

د.سامي القس شمعون

  • زائر
رد: كــاتب بــراتب
« رد #2 في: 13:56 31/07/2013 »
Greeting Khona Dr. Shimun,

You write like a Aussie

Thank you for you encouraging comment
 
words have power and stronger influence positively or negatively in our lives so  let’s support the good things

I like the way you have approached my article especially when you use the word "junk"

I will use that term in my future articles to describe some " junk lives"

Regards

Sami

غير متصل جورج خوشابا كوركيس

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 166
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: كــاتب بــراتب
« رد #3 في: 16:56 31/07/2013 »
السيد سامي القس شمعون
تحية و سلام
ابدي إعجابي باستخدامك اللغة العربية بإتقان كبير
أرجو اتساع صدرك لرأىي المتواضع
في البدا ، لا استطيع إثبات أن هناك كاتب براتب،،،و بنفس الطريقة لا استطيع إثبات بانه لا يوجد كاتب بدون راتب ،، سوى اثر الراتب على رأى الكاتب أو لم يؤثر
ثانيا ، ما قد اصنفه على انه كاتب مأجور ،، قد يلاقي الإعجاب من أناس يقفون على الضفة الأخرى من النهر
ثالثا ، يتقلب الكتاب في آراءهم لأسباب عدة،،، ليس بالضرورة المنفعة المادية هي الدافع
أرجو أن يكون لي طريقة افضل للتواصل مع شخصكم الكريم
ولكم احترامي
جورج خوشابا كوركيس - سدني استراليا
جورج خوشابا كوركيس - سدني استراليا

غير متصل Eissara

  • الحُرُّ الحقيقي هو الذي يحمل أثقال العبد المقيّد بصبر وشكر
  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 591
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: كــاتب بــراتب
« رد #4 في: 19:56 31/07/2013 »
Shamasha Sami

Shlama

A good article, I would like to mention though that it is one of the common mistakes (not to criticize you) to mention that an apple was eaten by Adam and Eve. While as a matter of fact as per the Old Testament, the only fruit they ate was the fruit of the Tree of the Knowledge of Good and Evil - the forbidden fruit

I imagine if it was an apple, then it would have been cursed and people would not have been eating apples till this day

Regards

د.سامي القس شمعون

  • زائر
رد: كــاتب بــراتب
« رد #5 في: 13:49 01/08/2013 »
الاخ العزيز جورج خوشابا المحترم

بالتاكيد لا اقصد هنا الكتاب الذين يعملون في الصحف والذين يتقاضون اجورا لوظائفهم وفي بنفس اللحظة لا اقصد الكتاب الذين يكتبون في المواقع الالكترونية وبدون مقابل خدمة لشرف الكلمة التي تبني بيوتاً للشعوب في اوطانها
واطمئن ليست هناك ضفة أخرى تبلغها الاقدام، الا الذي ينفرد بنفسه في خانة الحاكم الفاسد الذي تستويه السواتر الترابية والكلامية حول معصم الكرسي والذي يحاول من خلال اشجار صغيرة اخفاء غابة كبيرة من الفساد عن أعين الشعوب

الانقلابات والتغيرات في المواقف قد تكون محاولات قصيرة الأجل للسير بالشعوب في طريق السلام ومن على عكازات صغيرة

شكرا لمداخلتكم وادناه ايميلي للتواصل

sami.shamuel@y7mail.com
مع التقدير




الاخ العزيز ايسارا

شكرا لملاحظتك وللتنبيه على المعلومة التي أعرفها جيدا ولكن الظاهر ان التعابير التي استخدمتها في المقالة قد طغت على التركيز في استخدام هذه الكلمة في المقالة، لاني كنت اركز على الفاعل وليس المفعول، الجار وليس المجرور، اي بمعنى آخر الموضوع يدور عن "القضم" وليس "المقضوم منه"، لوصف توابع الخطيئة.

ولمعلوماتك ايضا ولكي نغني موضوع " التفاحة" اود ان اشاركك بمعلومة اخرى، حيث تستخدم احدى الترجمات للكتاب المقدس وباللغة اللاتينية كلمة التفاحة لوصف الثمرة بسبب التقارب في المعنى بين الكلمة اللاتينية "malum" التي تعني الشر والكلمة اللاتينية "malus" التي تعني تفاحة.

القديس اوغسطين مثلا، كان يستخدم هذه الكلمة لوصف الثمرة في كتابه "مدينة الله"، رغم انه لا اساس وسند كتابي حول هذه الكلمة.

وفي التراث اليهودي هناك اجتهادات متنوعة من حاخامات الذين يجدون هذه الثمرة، عنب، تين ، رمان، حنطة وغيرها.

في بلاد ما بين النهرين وقبل كتاب سفر التكوين كانت هناك لوحة حجرية منقوش فيها صورة رجل وامراة ومن خلفهما افعى تدعوهما للتناول من ثمر شجرة، مواصفاتها قريبة جدا من شجرة النخلة.

اطمئن، حتى لو كانت هذه الثمرة هي تفاحة، عنب، او تين او غيرها، فان البشر ميالون الى التناول منها، وهناك قائمة طويلة من الممنوعات في العهد القديم والتي وجدت طريقها الى المرغوب بكل يسر.

تحياتي.


سامي

غير متصل Eissara

  • الحُرُّ الحقيقي هو الذي يحمل أثقال العبد المقيّد بصبر وشكر
  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 591
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: كــاتب بــراتب
« رد #6 في: 23:26 01/08/2013 »
 :D شكراً

غير متصل adisho

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 199
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: كــاتب بــراتب
« رد #7 في: 00:22 02/08/2013 »

الاخ العزيز الشماس سامي القس شمعون المحترم

شلاما  دمارن

تقبل أحترامي واعجابي بكتاباتك الجميلة والهادفة وقدراتك الواسعة في رسم لوحاتك الكتابية من خلال تعابير جذابة وكلمات معبرة تتسم ببراعة متناهية وفكر متفتح بنّاء وناضج .

في مقالتك هذه أستطعت أن ترسم صورة واضحة للبعض من كتابنا اليوم الذي أهملوا رسالة القلم فأصبحوا آسرى المغالطات الادبية والثقافية والتاريخية والدينية والفكرية و مروجين للأهداف الباطلة والانقسامية.فتراهم يتسوقون في دكاكين المصالح الشخصية والفئوية  ليعادون الحقائق ويحرفونها ويتمادون في أذكاء الخرافات والاكاذيب وتجميلها خدمة لمصالحهم الشخصية ومصالح فئاتهم وأحزابهم وأسيادهم .
فبدلاً من ان تكون المحبة نبراسهم  والدعوة الصادقة للعمل وطرح المشتركات  للبناء والوحدة ديدنهم . تراهم يتمادون في زرع الاختلافات والاحقاد بين أبناء الشعب الواحد ويدعون للتشتت والانقسام والتشرذم .

يعتقد الكثير أن الكاتب الجيد هو من له القدرة على الكتابة فقط ومن يستطيع أن يسطر كلماته بسرعة وبطريقة منمقة في مقالة أو كتاب فقط . ولكن حقيقة الكاتب الجيد هو في ماتكمن كلماته من أهداف نقية ومصداقية واهداف وما يحمل من أفكار بنّاءة قادرة على خدمة الانسان والمجتمع والمصلحة العامة .
فالكاتب الجيد هو الذي يؤمن بأن الكتابة هي فن ومهمة انسانية نبيلة وعملية لبناء الفرد والمجتمع لها خطوات وتأثيرات وأفرازات على القارئ والمجتمع .. وليست مجرد منتوج يطرحه في مكاتب الجرائد او في سوق الصفحات الالكترونية .

(  فرانز كافكا ) كان يضع على مكتبه لوحة صغيرة كتب عليها كلمة ( أنتظر) ينظر أليها كلما كان يريد أن يبدأ بالكتابة ويأخذ وقتاً يراجع فيه كل ما كان يفكر به ويتمعن ملياً في ما هو مقبل على كتابته ويراجع الغاية والفائدة التي سيخلفها ما قد يكتبه على القارئ .  ثم يدعو ما في رأسه من أفكار لتختمر وتنضج .
لذا الكاتب الجيد هو الذي يجلس ويدعو قريرته وظميره ويتيح لأفكاره المخلصة والبناءة والجميلة والنقية تتدفق من رأسه لترث لنا نحن القراء ما هو مطبوع في رأسه من أفكار أيجابية وتجارب هادفة  نتمتع بها ونستفاد منها في حياتنا وتجاربنا وتخدم الانسان والمجتمع .

لقد قرأت لأحدهم مرة عن الكتابة ومردوداتها على الاخرين فيقول أن النمط والاسلوب في الكتابة يشبه الى حد ما تأثير لنمط اللباس الذي يرتديه الشخص . فالنمط الثاني الذي هو اللباس يترك تأثيره من خلال الشكل الذي تظهر فيه ( أمام الناس )
في حين ان الاول والذي هو النمط والاسلوب في الكتابة يخلف صورتك أمام الناس ( عندما لا تكون موجوداً أمامهم )
فشكل الكاتب الذي لا يكتب في توازن ويتطاول على الحقائق والبديهيات والمبادئ هو كالشخص الذي يخلط في لباسه الاحمر بالازرق والاخضر لتظهر صورته مخجلة ومظحكة أحياناً .
طبعاً أستثني من كلامي هنا . كما يستثني كاتب المقالة الشماس سامي كل من حمل القلم من اجل الكلمة الصادقة والنية الشريفة والهدف النبيل لخدمة الانسان والمجتمع .
أدعوا لك ولكل كتابنا المخلصين النجاح والتوفيق
وتقبل تحياتي

ألاها ناطروخ عم ناشت بيتا

آشور قرياقوس ديشو 
تورونتو  - كندا 

د.سامي القس شمعون

  • زائر
رد: كــاتب بــراتب
« رد #8 في: 17:28 02/08/2013 »
الاخ العزيز رابي اشور المحترم

تحية وتقدير لمرورك الكريم، والاكثر على ردك على المقالة  والذي اجده مقالة متكاملة بذاتها وليست رداً عابراً، انت ابو البيت والقلم ونحن ضيوفك، اقولها لك، لقيمة ما كتبته اعلاه.

ظاهرة توحش الحروف عن مساراتها عند المقتاتون على ازمات اوطانهم ، تكشف حالة انفلات العقال المخزي عن القلم، وهذا الامر يجعلنا نقف باستغراب وشك عن بوصلة القلم واتجاهها، أهي وسيلة تهوية لفكر وسلوك الإنسان ام انها اداة جامدة تعلوه محصلة نقود، كوقود، لبيع الضمير واغتيال سمعة شعب عانى الأمرين من الارهاب وأخواتها المفخخة، وبأرخص الأسعار.


الموضوع يستحق  لم الشتات بإطلاق حروف كثيرة في مقالات قادمة.

بالمناسبة، اتابع ما تكتبه انت ايضاً وبالاخص في موقع التواصل الاجتماعي واجد متعتي في كتاباتك الساخرة التي تظهر مهاراتك العميقة في التفكير...

دمتم بالف خير والرب حافظكم



سامي