عراقي آخر زمان
بقلم : Adil Zori
عندما يترنح انسان
امام وقائع الزمان
ويتخبط في بحر
عدم الامان
ويفقد الليل من النهار
وينتظر بصيص نور
من الاحرار
لتعاد اليه
حقوق الانسان
قل....هذا
عراقي آخر زمان
وعندما يفتش انسان
في الاساطير القديمة
والدهاليز العميقة
عن انتصارات وبطولات
وعلم وثقافات
مرت عليها
الاف السنوات
قل....هذا
عراقي آخر زمان
وعندما يبحث انسان
عن طعام بين الاكوام
وكسرة خبز
غير معجونة بالدماء
لاولاده الجياع
وعن خيمة يأوي فيها
او زنزانة في معتقل
او قبيلة تحميه
من غدر الجيران
وعن هوية واوراق
ليس فيها اي التباس
قل....هذا
عراقي آخر زمان
وعندما يمشي انسان
مئات الاميال
لاحياء ذكرى
استشهاد امام
باللطم والبكاء
ولا يخرج
مئات الامتار
مرددا الهتافات
الحرية والمساواة
لشعبنا المستباح
الماء والكهرباء
والعلم والدواء
لاطفاله الصغار
قل....هذا
عراقي آخر زمان
وعندما يطرق انسان
ابواب السفارات
تغلق بوجهه كل
الاحتمالات
للهرب من جهنم
لا يطاق
فيسلك طريق
العصابات
بين الوديان
والغابات
ويعبر البحار
والمحيطات
ليصل ارض البرابرة
والعم سام
ليبدأ الحنين
والذكريات
قل....هذا
عراقي آخر زمان
وعندما يفقد انسان
الهوية والانتماء
والبيت والوطن
والاهل والاصدقاء
والاقارب والجيران
ويعيش كالغرباء
لا نخلة ولا بيداء
لا افكار ولا كلمات
لا شعر ولا غناء
لا فرح ولا حناء
قل....هذا
عراقي آخر زمان
وعندما يحلم انسان
بالسلم والجنان
يتسرب بين
الاحقاد
ويتحول الى بارود
ونار
وغدارة وكاتم
اصوات
وكل من يقتل
على هواه
والتشريد بالاكراه
قل....هذا
عراقي آخر زمان
وعندما يخون انسان
حليب الامهات
وخبز التنور
وماء دجلة والفرات
وينابيع الجبال
ويشرب من حليب
الاحتلال
قل....هذا
عراقي آخر زمان
وعندما يغير انسان
الدين او المذهب
الاخلاق والتقاليد
من اجل بضع
دولارات
او ملابس قديمة
او صحن طعام
ويسقط في حضن
المخابرات
قل....هذا
عراقي آخر زمان
وعندما يغرق انسان
في بحور الشيطان
في المرافىء
والحانات
ونعيم الحاكم
والسلطان
والشيخ والامام
ويتحول الى قاتل
همام
وسارق اموال
الايتام
قل....هذا
عراقي آخر زمان
وعندما يطارد انسان
ذو علم وافكار
من زنزانة الى قفص
ملىء بالجرذان
وكفن يباع للحقد
والانتقام
يركض كالارنب امام
كلاب
من مخبأ الى دار
ومن قبيلة الى جدار
ومن مدينة الى وطن
ذبح بالارهاب
قل....هذا
عراقي ابن احرار العراق
وعندما يخرج انسان
من بين الانقاض
يهتف لا للعم سام
لا لكل من باع الوطن
للاحتلال
لا للقتلة والسراق
لا للائمة الصامتين
لا لمن يتكلم
باسم الاديان
لا للارهاب
قل....هذا
عراقي ابن
العراااق
