المحرر موضوع: وأحنه أشما نقصنه أنزود !!  (زيارة 1639 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل falh hason al daraji

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 53
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
وأحنه أشما نقصنه أنزود !!
« في: 16:09 17/08/2005 »
وأحنه أشما نقصنه أنزود !!

---------------------------

فالح حسون الدراجي

كالفورنيا

falehaldaragi@yahoo.com

قبل أن أبدأ مقالتي، أود أن أشير الى أن دماء الأبرياء الطاهرين، التي سالت صباح اليوم في ( كَراج النهضة ومستشفى الكندي ) قد أشعلت النار في دمي ، وأحرقت قلبي ، فأقسم بالله العظيم بأني أكتب مقالتي ، والدمع يتفجر من عيني ، ويتدفق من مقلتي كالينبوع ، مما جعلني أكتب المقالة في ساعة متأخرة من الليل !! وجعلني أعيد أيضاً ما قلته من قبل

: (أحنه أشما نقصنه أنزود ) !! وقبل الخوض في عنوان المقال، أود أن أعرب لمئات الزملاء الكتاب، والأصدقاء الأعزاء ، والأحبة القراء عن فائق محبتي ، ووافر أمتناني لفيض محبتهم لي ، وكثرة أسئلتهم عني ، ودوام أتصالهم بي ، وأود أن أطمئن الجميع ، وأقول لهم بود ووفاء خالصين ، بأني والحمد لله بصحة جيدة ، وأحوال ممتازة ، رغم مآسي الأرهابيين السفلة، حيث لم أزل متفائلاً بكل شيء ، بخاصة وأن عراقنا يمضي نحو مشروعه الديمقراطي بثقة ونجاح وعناد أيضاً، كما أن الأرهاب الزرقاوي (والبعثاوي) يمضيان بسرعة ( ونجاح ساحق ) نحو الفشل والأندحار، وما أطلاق الرصاص عشوائياً ، على الناس الذين يتبضعون من أحد أسواق المحمودية أول أمس، وتفخيخ ثلاث سيارات وتفجيرها اليوم في مرآب النهضة ( عمياوي ) لتقتل بها الشيعي والسني والمسيحي والصابئي دون تمييز، ولتقتل بأنفجارها أيضاً العربي والكردي والتركماني والكلداني والأشوري، وكل العراقيين سوية ،الا دليلاً على خيبتهم، وفشلهم، وأنحسار وسائلهم، وهو قبل كل شيء خراب لبيوتهم، أقصد بيت أبي مصعب الزرقاوي، وأم علي (الرغداوي)!!

أما عن أسباب (أنقطاعي عن الكتابة) ، فالحقيقة هي غير ذلك ، فأنا لم أنقطع عنها قط ، ولتأكيد ذلك، أود أن أخبرالأحبة جميعاً ، بأني أكتب ومن فترة طويلة أسبوعياً ثلاثة أعمدة سياسية - رياضية - شبابية في جريدة سبورت تودي ( القمة ) وهي جريدة تصدر في بغداد ، لها شعبية في أوساط الشباب ، وهي من الصحف الناجحة جداً والمقروءة أيضاً ، كما أكتب الأن في جريدة تصدرعن هيئة أجتثاث البعث في بغداد، وأسمها ( وطني) تلبية

لدعوة من ألأحبة المشرفين عليها، كما أكتب عموداً ثابتاً في جريدة ( شمس العراق) التي

تصدر في ديترويت، حيث يشاركني الكتابة لهذه الجريدة الوطنية عمنا وأستاذنا

البروفسور عبد الاله الصائغ ، والمناضل والشاعرالجميل أسماعيل محمد أسماعيل ،

علماً بأن صاحب أمتيازهذه الجريدة ، طلب مني قبل فترة أن أتولى رئاسة تحريرها ،

لكني أعتذرت بسبب أنشغالي الدائم ، وعدا هذه الصحف ، فأنا أكتب أيضاً مقالة واسعة

وثابتة في مجلة المنتدى التي تصدر في ولاية مشغان الأمريكية ، هذه المجلة التي

يحترمها الجميع، ويحفظ لها ولصاحبها الزميل فؤاد منا تلك المواقف الوطنية والمهنية

الشجاعة في مواجهة الأعلام الصدامي طيلة ربع قرن!!

ويقيناً أن الكثير من الأصدقاء يعرف، بأني أعد وأقدم أسبوعياً ، ومنذ ست سنوات تقريباً برنامجين أذاعيين من أذاعة العراق الحر ( وهذان البرنامجان يستنزفان كل وقتي تقريباً ) ناهيك عن كتابة الأغاني والنصوص التي تحتاجها الظروف والمناسبات الوطنية، مثل

مقاطع غنائية دعائية للدستور، والأستفتاء، والأنتخابات، وبعض المسامع التمثيلية التي

تدعو لمقاومة الأرهاب ، وللوحدة الوطنية ، ويشهد الله أن أغلب هذه الأعمال مجانية ،

وبدون أسم أيضاً !! ناهيك عن قيامي بتوفيرالأحتياجات العائلية اليومية ، بخاصة وأن زوجتي ( أم حسون ) هي دائماً في وضع صحي قلق وغير مستقر ، لذا فأني وفي ظل

هذه الواجبات، والمهام ، والأنشغالات ، أكون في حل عن المسؤولية الكتابية ، حيث

تصبح الكتابة لمواقع الأنترنيت في مثل هذه الأحوال أمراً شبه مستحيل ، الا أذا تمكنت من سرقة ساعة ، أو ساعتين من ( جيب ) هذا الكم المزدحم من الأشغال ، بخاصة وأني

لم أزل حتى هذه اللحظة بطيئاً جداً في الكتابة ( بالكيبورد ) !!

من كل هذا أردت القول ( وأرجو من زميلتا الحبيب الأستاذ سمير سالم داود أن لاينكَدني بواحدة من نكَداته المحببة لنا جميعاً)!! نعم أردت أن أقول، بأني لم أنقطع، ولن أنقطع عن

الكتابة أبداً، لأنها بالنسبة لي ولعشرات الزملاء قضية ، وموقف وطني وأخلاقي أولاً ، وهي أيضاً مصيري وقدري الذي لامفر منه قطعاً ، فالكتابة بنظري، ليست هواية مثل لعبة التنس، أوالبليارد، أو حتى كرة القدم ، تعتزلها متى ماشئت ، وتنقطع عنها متى ماتريد!! ولم تكن يوماً لهواً ، أو بطراً ، أو باباً للوجاهة ، أو الشهرة، أذاً فالكتابة هي مصير وقدرحتمي لابد منه، لا كما ظن وتصورأحد القراء في رسالته التحريضية لي ، أذ أعتقد( الأخ ) بأني توقفت عن الكتابة حفاظاً على ( سلامتي ) من المارقين ، وأبتعاداً عن

شتائم الشاتمين ، ومسبَة السبابين، وللحق فأني آخرمن يفكر بالسلامة ، أوبالخوف من

المواجهة ، وهنا لا أريد أن أخوض في تفاصيل القضايا، والمواقف التي كنت أخرج فيها

لساني للخطر ساخراً منه ، ومستهزءاً بالموت ، وأذا كان نظام دموي مرعب مثل نظام

صدام ، لم يخفني حين أتخذت موقفي العلني المعارض ورحت أتعرض لرموزه في كل المحافل ، وعبر كل الوسائل ، فهل ستخيفني ثلة محدودة من المنحرفين جنسياً ، والمعاقين فكرياً ، والأميين ، والفاشلين ( شعرياً ) ؟!

نعم كيف يخيفني مثل هؤلاء ، وأنا معي وطن بقامة العراق ، وشعب بحجم الشعب العراقي ، وكتاب شجعان بشجاعة كتاب الحرية ، وقراء بوفاء وأخلاص قرائنا الأحبة ؟!

قبل أيام كنت مدعواً في ديترويت من قبل الأتحاد الديمقراطي العراقي البطل ، حيث حضرت هناك جلسات المؤتمرالواسع الذي عقد لمناقشة الدستور، كما حضرت أحتفال

الجالية العراقية بذكرى ثورة الرابع عشرمن تموز العظيمة ، ومما أثارني ، بل وأبكاني ذلك الأستقبال الكبيرالذي أستقبلني به المحتفلون، حيث ما أن دخلت قاعة الأحتفال ورآني الحضور، حتى نهض الجميع رجالاً ونساء مرحباً بي ، وكان أكثر المواقف تأثيراً في نفسي، موقف السيدة ( أم جيني ) عقيلة المناضل الوطني الشماس يوسف قنايا، حيث نهضت بكبرها لتصافحني ( كسراً للأتكيت ) ولتقول لي ، وبحضور زوجها حضرة الشماس قائلة ( شوف فالح ، كل يوم الصبح لمن أشوف الشماس جالس على الأنترنيت ، أسأله : أبو جيني اليوم فالح كاتب مقالة ؟ فأذا قال نعم ، أنهض لأقرأها ، وأذا قال لا ، (أظل بنومتي ) !! فضحك الشماس وقال ( نعم والله أشهد بذلك ) !! نعم أنا قوي بمثل هؤلاء الشرفاء، فأنا لست ( عنترة بن شداد ، ولا أدعي بأني المقداد بن الأسود الكندي)!! أنما أنا رجل بسيط ، وأنسان أعتيادي مثل الآخرين ، لكني أستقوي بأيماني الوطني ، وأخلاصي المهني ، وأستقوي أيضاً بكل العراقيين الشرفاء ، وعليه فأني وبعد أن تحدثت عن أسباب أنقطاعي عن الكتابة لمواقع الأنترنيت ، أعود الى عنوان المقالة ، والخاص بزيادة كبيرة في عدد العراقيين ، فقد نشرت جريدة المدى العراقية أمس خبراً يشيرالى أن مصدراً في الجهاز المركزي للأحصاء ، التابع لوزارة التخطيط العراقية ، أعلن بأن آخر الأحصاءات السكانية ، أثبتت تجاوز سكان العراق 28 مليون نسمة ، بنسبة نمو سكاني قدرها 63% وهي تقديرات - كما يقول المصدر - أقل من العدد الحقيقي لنفوس العراق ، وتأتي هده الأحصاءات قبل أجراء التعداد العام للسكان !! ومن الجدير بالقول ، أن تعداد نفوس العراقيين عام 2002 كان أثنين وعشرين مليون نسمة ، بمعنى أن الزيادة السكانية الحاصلة خلال ثلاث سنوات وصلت الى ستة ملايين نسمة ، وهي نسبة كبيرة تزيد حتماً على نسبة النموالمرفقة ، فلله درك ياشعب العراق .... أبعد كل تلك المقابر الجماعية ، والأعدامات المجانية ، والحروب الصدامية المميتة ، وعمليات الأرهاب الزرقاوية ، والبعثاوية ، أبعد كل تلك الملايين التي دفنت في المقابر، والبحار ، والسجون ، والتفخيخ، وأنت تكبر كل يوم ، ويزداد عددك كل دقيقة ، بل وكل ثانية ، فتباً لمن ظنك تصغر،ثم تنتهي وتنقرض، وتباً لمن ظنك بغير ما أنت عليه، من حيوية وخصوبة ، وجموح ، وتدفق، فهم الزائلون وأنت الباقي، وهم المنقصون (الناقصون) وأنت المتكاثر المزداد!!

أن فرحي بنموالعراقيين كبير، ولكن سعادتي أكبر بمزاج العراقيين الرائق رغم الدمار والتفخيخ ، أقصد المزاج ( التخصيبي ) المنتج ، وليفعل القتلة ما يشتهون، وما يتمنون ، فقد قالها شاعرنا قبل ربع قرن ( أحنه أشما نقصنه نزود ) وأقولها اليوم لكل القتلة الأرهابيين أيضاً : بأننا ماضون الى مستقبلنا الزاهي بقوة وأخلاص، ولن يثنيننا عنه كل عمليات القتل والتفجير، لأننا بأختصار مثل فيض الفراتين ( أشما نقصنه نزود ) !!