سيدي البطريرك، أن تكون العلاقة ندية وصريحة أفضل من أن تكون مهزلة ومحل سخرية
بقلم : جلال برنو / 11 آب 2013jbarno56@hotmail.com
كلدان مسلمون ، كيان جديد جداً ، لم تسمعهُ آذاننا من قبل ، اليوم فقط تم اكتشاف مذهل ، وهو وجود كلدان مسلمون يسكنون جنوب العراق وبالأخص كلدان الناصرية وفقاً لما جاء في رسالة التهنئة المرسلة من بطريركية الكلدان الى " الكلدان المسلمون في "جنوب العراق " بمناسبة عيد الفطر الخاص بالمسلمين .
تهنئة الكلدان المسلمين بعيد الفطر المبارك / 5 آب 2013
إنني بأسم الكلدان المسيحيين في العالم أتقدم من إخوتنا الكلدان المسلمين لاسيما في مدينة الناصرية وبقُرب مدينة أور المقدسة، بأزكى التهاني وأصدق التمنيات
بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك. وبهذهِ المناسبة نُعربُ لكم عن محبتنا وتقديرنا لما تقومون به في المجال الثقافي والأجتماعي ونؤكد لكم تعاوننا ودعمنا. شكراً لكم على مبارات المحيبس الرمضانية، فالبطريركية تؤمن الهدايا للفائزين. حفظكم المولى الكريم
لويس روفائيل الأول ساكو / بطريرك بابل على الكلدانالمصدر
http://www.mangish.com/news.php?action=view&id=3561#ixzz2be9OZQQ8 ...وهذا الأكتشاف يُعد سابقة جديرة بالتأمل ... ومفاجأة غفل عنها الباحثون والمستشرقون الأوروبيون وعلماء الأجتماع وحتى أبناء الجنوب أنفسهم ، لأنه لم يسبق لأحدهم أن سمى نفسهُ أو ادعى انتماءهُ الى الكلدان قبل هذا الزمان ويبدو أن علي الوردي أستاذ علم الأجتماع قد فاتتهُ هذهِ المعلومة أو أنهُ ربما تعمد اخفاءها ! ولكن البطريركية الكلدانية هي صاحبة الأمتياز في هذا الأكتشاف الذي يفتقر الى الأدلة والحقائق التاريخية ودراسات علم الجماجم وعلم الأجناس وفحوصات ال " دي أن أي " ناهيك عن عدم شمول هؤلاء الكلدان المسلمون بأي من مقومات او محددات معالم القومية ، لأنه نحن أبناء الكنيسة الكلدانية نجيد المحادثة بلغة السورث أو على الأقل كان أجدادنا يتحدثون بها ، ونحن قوم كنا ولا يزال قسماً منا يعيش في بقعة جغرافية ذات تخوم معروفة ... لنا تاريخ مشترك وعادات وتقاليد متشابهة جداً ، أضف الى كل ذلك تديينا بدين واحد وهو الأيمان المسيحي .
سؤالي الى بطريركية الكلدان الموقرة ، اذا كان ما جاء أعلاه منطقياً ومعقولاً و لو الى حد ما ، فلماذا نسمي أهل الجنوب العرب المسلمون كلداناً ... ألا يكفي أن آباء الكنيسة الذين سبقوكم الصقوا أسم الكلدان على أولئك " المساكين " هنود الملبار وعلموههم كيف يصلّوا بلغة غريبة بالنسبة لهم ، أي الصلاة بالآرامية وهم هنود أقحاح . الا أنهُ على الأرجح أن آباء الكنيسة كانوا يقصدون بكلدانية هنود الملبار كونهم من أتباع كنيستهم الكلدانية ولم يكونوا يقصدون
القومية ، لأنه من غير المعقول أن يكون هنود الملبار كلداناً عرقياً !!!
أنهم ، أي أهل الجنوب وان كانوا كلداناً عرقياً ، ألا تتفق معي عزيزي القاريء أن بينهم وبين أتباع الكنيسة الكلدانية بون شاسع في الكثير من الصفات والممارسات منها اللغة ، كما أسلفنا والبقعة الجغرافية البعيدة عن مناطق تواجد شعبنا وتباين كبير في العادات والتقاليد لأننا على سبيل المثال لا الحصر ، لا ننظر الى المرأة على أنها مجرد " حرمة " ولا نقتل البنت العاشقة بتبرير غسل العار الاّ ما ندر ولا نلطم أو ندمي ظهورنا بالزناجيل الفولاذية للتعبير عن حزننا ... فأي قطيع يضمنا وأي راعِ سيقودنا ؟ ولو تأملنا في الواقع الذي نعيشهُ ، علينا أن نقر ونعترف بأن مسألة القومية لا تزال مطروحة بقوة ولا زالت الشعوب المتقدمة والنامية وغيرها تلتزم بالأنتماء القومي ولا زالت الشعوب تحافظ على ألسنتها وثقافاتها ولا أعتقد أن الزمن الحالي مؤاتِ لمحاولات دمج القوميات أو اذابتها أو التخلي عنها ولا أرى أنهُ من الحكمة أن تولج كنيستنا الموقرة بمثل هكذا متاهات الغير مبنية على أسس علمية وفي الوقت الذي لا تفيد شعبنا لا سياسياً ولا دينياً ولا اجتماعياً ولا بأي شيء ... نحن لنا نسيجنا الخاص ورغم أن تحديد معالم هويتنا واضح وضوح الشمس الا أن نسيجنا المتين قد زاغت بعض خيوطه ... بسبب ضعف أو سوء قراءة التاريخ من قبل البعض منا ... أننا اذ نحاول ترقيع ما قد تلف ونتوق الى لم الشمل وتقوية لحمتنا ووحدتنا وخطابنا السياسي ، لسنا بحاجة الى مزيد من الرقع !!!. نحن بتسمياتنا كلدان آشوريون سريان نحلق في سرب واحد ومصيرنا واحد ، ولكن هل نحب الآخر ، نعم اننا نحب ونحترم الآخر ، الأنسان ... أي انسان وبالأخص شركاءنا في الوطن وأن تكون العلاقة ندية وصريحة أفضل من أن تكون مهزلة ومحل سخرية.