رؤية تحليلية في مقالة حبيب المفلسة (لماذا أحجمت الأحزاب الكلدانية عن الأشتراك في انتخابات برلمان اقليم كوردستان ؟).
في قراءة تحليلية سريعة على مقالة حبيب المشار اليها اعلاه نلاحظ الازدواجية التي يمتلكها في الفكر المتقلب لحامي حمى الشيوعية في جبال شمالنا العزيز ايام شبابه. فها هو يذكر، وهي وجهة نظره طبعاً: ((ان حقبة العهد الملكي على انها كانت تمثل العصر الذهبي للعراق)) !! لكن المعروف عن المؤمنين بالفكر الشيوعي تمجيدهم وتايدهم لثورة الـ 14 من تموز. فكيف لشيوعي عتيد ان يؤمن بالثورة لقلب النظام الملكي وهو مع النظام الملكي؟ انه بالتاكيد انفصام وازدواجية في الفكر والمبادئ وحتى الشخصية التي يبدو ان المصلحية هي من اهم صفات هكذا (مفكرين!) من (الناشطين!) القوميين الجدد !
عزيزنا (الناشط!) القومي الجديد: حتى نصدق انك لا تبغي اي منصب عليك التوقف عن مداهنة الاكراد من خلال السيد ميراني وان اردتنا ان لا نصدر (فتاوينا الرخيصة!)، بحقك، كما ذكرت، في انك لا تريد الحصول على الكعكة، عليك عدم قبول مكارم الاكراد (الارض مثلا!)، ثم لماذا اخترت ان تكون ناشطا قوميا بعد 2003 ؟ اليست الكعكة والمنصب ؟!!
نقولها للملأ وهذا ليس من باب التشهير ولكن لوضع النقاط على الحروف انه تم رصد وبالصدفة احدى رسائلك الى السيد سيبي تؤكد رغبتك للترشيح لاحدى الوزارات (وهي بالتاكيد احدى وزارات الاكراد!)
تقول: ((لقد بُحثت هذه المسألة (اي مسألة انتخابات البرلمان الكوردستاني) في المؤتمر القومي الكلداني الذي عقد في اواسط ايار الماضي في ديترويت ، لكن شكلت مسالة الدعم المالي حجر عثرة امام هذه الرغبة في المساهمة في تلك الأنتخابات المهمة ، إذ لا يوجد جهة حكومية إن كان في العراق الأتحادي او في اقليم كوردستان تدعم الأحزاب القومية الكلدانية للنهوض بواجباتها إنما الدعم مقتصر على الأحزاب الآشورية ومن يسير في ركابها من الأحزاب الكلدانية والسريانية)) انتهى الاقتباس.
تحليلنا هو ان الاسباب التي وضحتها غير مقنعة بتاتا لاننا نرى ان احزابكم (القومية!) تستطيع الأتمار وصرف المبالغ في ساندييغو، وستوكهولم، وديترويت ولا تستطيع دعم احزابكم في الانتخابات ؟ يبدو ان البطن اهم من الانتخابات عندكم !! ولو فرضنا جدلا بصحة ما تقول، إذن اين هي الأحزاب الكلدانية واتحاد القوى السياسية الكلدانية فهل يا ترى لم يستطيع جميعهم جمع المبلغ المطلوب والأشتراك في انتخابات برلمان اقليم كوردستان؟ ولو صدقناك في هذه ايضاً اين هو الشعب الكلداني في امريكا واين زخمه الذي تعول عليه في جميع كتاباتك، واين دوره ان كان مؤمناً (بقضيتكم!) وليس (قضيته!)؟
الحقيقة المرّة هي: انهم لايثقون بكم ولا بالفكر القومي الجديد الذي تحاولون فرضه عليهم ولا بمؤتمراتكم للتآمر على شعبنا وتمزيقه! ثم اين هم مطارنتكم الداعمون لكم هناك ؟ الم يتبجحوا بالاموال والرعية ؟
نقطة اخرى نود توضيحها للقارئ وهي، عدم اعترافك بالاحزاب الكلدانية العاملة مع بقية احزاب شعبنا. فهل منظورك (القومي!) هو الحزب الذي تختاره انت يجب ان يكون هو الحزب الذي يجب ان يؤمن به جميع الكلدان ؟! ام هو منظور اممي قديم ايام الجبال؟
انكم، وهذه حقيقة، تلهثون خلف المنافع الشخصية من خلال استغلال اقلامكم للضغط وبكافة الاتجاهات، من دون اللجوء الى النضال من اجل شعبنا على ارض الواقع، ومن دون التضحية حتى بفلس احمر من اجل شعبنا المضطهد المنكوب، لا بل زتموه نكبات بافكاركم التقسيمية والانفصالية.
في رؤية، قصر النظر فيها واضحة، يحاول الكاتب جر اللوم على احزاب شعبنا وكنيستنا الكلدانية وحكومة الاقليم في تعثر هذه الأحزاب وعجزها عن القيام بواجبها القومي والسياسي على الساحة السياسية العراقية، وتمخض عقله على اربعة عوامل اوصلت افكارهم الى مرحلة الضعف والتهميش، في حين ان افكارهم هي الاساس ضعيفة وغير مقبولة من ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري.
التمخض الاول:
((اولاً : ـ
سيتبادر الى الذهن مباشرة ما قامت به الأحزاب القومية الآشورية المتنفذة والتي طرحت نفسها ممثلة للمكون المسيحي ، وتناكفها في سباق ماراثوني لمحاربة اي نوازع قومية كلدانية ، مهما كانت صفتها ،وتريد تلك الأحزاب ( الآشورية ) ان تكون وحدها في الساحة وتحتفظ لنفسها بكل المكتسبات الممنوحة للمكون المسيحي وتستخدم تلك الأمتيازات لأهدافها الحزبية اولاً ، ولمحاربة التوجه القومي الكلداني)). انتهى الاقتباس
انها حجة مكرّة في القاء اللوم على احزاب شعبنا الموثوقة والعاملة على ارض الواقع، ويحدد الكاتب (الآشورية) متناسيا الاحزاب الكلدانية التي تلفظ الفكر الانقسامي هي ايضا ضد جر شعبنا الى التشتيت والتمزيق، لقد اصبحت ديباجة الغاية منها الضغط المتكرر على هذه الاحزاب في امل ان يسيروا في ركب فكره الانقسامي
التمخض الثاني
((ثانياً : ـ
العامل الآخر هو موقف الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية ، لاريب ان لكلمة الكنيسة الأهمية القصوى بين ابناء الشعب الكلداني وعلى نطاق المسؤولين ، فإن كنيستنا الكاثوليكية الكلدانية ليس لها ذلك الموقف الواضح بالوقوف بصراحة ووضوح الى جانب الأماني السياسية والقومية لشعبها الكلداني ..)) انتهى اقتباس
من الطبيعي ان تظل الة الطرق مستمرة على الكنيسة الكلدانية من قبل الكتاب الانقساميين، بعد ان اوضحت الكنيسة موقفها من السياسة. انها محاولة اضعاف الكنيسة تجاه مبادئها الكنسية، من خلال اشعارها بان الرعية الكلدانية هي التي تطالب بهكذا دعم مهم، وليس الانقساميون والانفصاليون. انه، اي الكاتب، يطرق على الحديد البارد !!
التمخض الثالث
((ثالثاً : ـ
موقف اقليم كوردستان لم يكن منصفاً للكلدان بشكل عام)) انتهى اقتباس
يقال ان في الاعادة افادة، وما ورد وبدلا من ان يفيدنا بشيء صار مقرف وممل وبشكل لا يقبل الشك، فحتى العلكة التي تمضغ لها وقت يزول طعمها وتصبح مملة ومتعبة.
نقولها للمرة العاشرة انكم لم تعملوا اي شي لقوميتكم خلال قرون وترغبون الحصول على كل شي (بجرة قلم!)، من خلال الاستجداء، مستندين على احداث ماضٍ لم يكن الاقليم وقادة ثورته يعرفون (الكلدان) بل يعرفونهم كـ(كاور) او (فلة)، وهذه حقيقة يحاول الكاتب تجاهلها وهو اول العارفين بها.
التمخض الرابع
رابعاً : ـ
لقد اوردت الأسباب المحيطة بنا، لكن ماذا عن ظروفنا الذانية ، نحن نلوم الآخرين ، لكن هل نحن الكلدان والقوى السياسية الكلدانية هل كنا على اكمل وجه ؟ ألم يكن لنا اي شطحات او أخطاء ؟
انتهى اقتباس
ان النقطة الرابعة هي الحقيقة المرة التي سوف لن تجدو لها حل، لان ليس هنالك من يضحي بما يملك لصالح الأحزاب الانقسامية لان بكل صراحة، شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ليس له ثقة بهم، لان اكبر شطحة وخطا في تاريخ امتنا المعاصر هو فكر الانقسام والانفصال والاحزاب المرتبطة به
قاطينا