المحرر موضوع: اختبار الخطوط الحمر بين اسرائيل و"حزب الله"  (زيارة 325 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ilbron

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 6863
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي


"النهار"

وسط استغراب واسع لاختيار اسرائيل موقعا قريبا من انفاق الناعمة التي تتحصن فيها "الجبهة الشعبية - القيادة العامة" منذ عقود للرد على الصواريخ ًالجهادية ً الاربعة التي اطلقت امس من منطقة صور على شمال اسرائيل اطلقت الغارة الاسرائيلية على الناعمة مزيدا من الالتباسات التي احاطت بهذا التطور في الساعات الاخيرة على جانبي الحدود .
فعلى المستوى الاسرائيلي بدا رد فعل الدولة العبرية مشوبا بكثير من التناقضات اذ سارعت فور سقوط الصواريخ الى اتهام ما سمته بـ ًالجهاد العالمي ً باطلاق الصواريخ وتبرئة " حزب الله" من الحادث لتعود لاحقا الى تحميل الحكومة اللبنانية مسؤولية اطلاق الصواريخ ومن ثم قامت فجر اليوم بالغارة على منطقة انفاق الناعمة كانها توحي باتهام ضمني جديد للجبهة الشعبية المعروفة بارتباطها بالنظام السوري . وهو امر يقلل الى الحدود القصوى صدقية الاتهامات الاسرائيلية ويسبغ عليها الطابع الدعائي علما ان الغارة تركت ايحاءات بان اسرائيل ضربت في المكان الذي يقلل امكانات نشوب مواجهة مستغلة اطلاق الصواريخ لتبرير هذا النوع من الردود .
وفي المقابل فان التزام ًحزب الله ً الصمت على اطلاق الصواريخ اولا وعدم الرد على الغارة ولو انها لم تستهدف ايا من مواقعه يثير تساؤلات محرجة في خانة الحزب الذي سبق لامينه العام السيد حسن نصرالله ان اعلن قبل اسبوعين مسؤولية الحزب عن تفجير عبوات بدورية اسرائيلية تسللت عبر الحدود مشددا على مواجهة اي خرق اسرائيلي جديد . ولا يمكن والحال هذه تجاهل الخرق الجوي الذي حصل اليوم وبلغ الناعمة ولو ان اسرائيل برات الحزب من اطلاق الصواريخ .
معنى ذلك كما فسرته اوساط مواكبة لهذه التطورات ان لا اسرائيل ولا الحزب يريدان الان اي مواجهة في الجنوب وان كلا منهما يترك للاخر انخراطه في رمال الازمة السورية المتحركة . اسرائيل تتبع سياسة الغارات الوقائية في سوريا ساعة تشاء وتختار اهدافها بدقة ولا تخشى اي رد من النظام السوري الغارق في المعارك والمجازر ولا شيء يحول دون انتقال الغارات الوقائية الى لبنان كلما استدعت حاجتها ذلك كما حصل اليوم .
اما حزب الله فيمضي في تورطه في الصراع السوري وفي مواجهة التحديات الامنية والسياسية الداخلية ولا يرغب بطبيعة الحال في فتح المواجهة مع اسرائيل وسط هذه الدائرة الواسعة من المعارك التي يخوضها .
وتستبعد هذه الاوساط تاليا اي تدهور دراماتيكي على الحدود اللبنانية - الاسرائيلية حيث سيبقى الوضع خاضعا للخطوط الحمر التي يلتزمها كل من اسرائيل والحزب والتي جاءت عملية اطلاق الصواريخ امس بمثابة اختبار لمتانة هذه الخطوط وتقاطعات المصالح التي تجعلها ثابتة اقله في الظروف الحالية وحتى اشعار اخر .