المحرر موضوع: مارتن لوثر كنغ القس الثائر والأنسان الحالم  (زيارة 1293 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عمانويل ريكاني

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 147
    • مشاهدة الملف الشخصي
مارتن لوثر كنغ ألقس الثائر والأنسان الحالم
بقلم عمانوئيل يونان الريكاني /العراق/استراليا
الأحلام مذاق الحياة ونكهة الوجود بدونها يتحول الأنسان الى آلة صماء بكماء عمياء لا تنتج غير الهم والغم والنكد ولا تجتر غير الملل واليأس والقنوط.إنها واحة في صحراء حياتنا القاحلة ونجمة في ظلمة ليالينا الحالكة .تمنحنا دفئ المعنى والقيمة والجمال وتهبنا حرارة الراحة والفرح والسعادة .لأن الواقع عبارة عن سلسلة من الألام والمآسي والأحزان التي تثقل كاهل الأنسانية وما الحلم إلا سفينة النجاة التي تسير بنا الى بر الآمان الى عالم خالي من الشرور والحروب والصراعات والعنصريات المكروهة بكل أشكالها.بين جدلية الواقع والحلم واليأس والامل أبصر النور القس والناشط السياسي والأنساني مارتن لوثر كنغ في الخامس عشر من يناير 1929 وتوفي في الرابع من أبريل 1968 بمدينة أتلانتا بولاية جورجيا الأميركية وتمر هذه الأيام الذكرى الخمسون على خطبته الشهيرة "لدي حلم" وتمتد جذوره الى القارة الأفريقية وتزوج في بوسطن من كوريتا سكوت التي أنجب منها أبناؤه الأربعة .حصل على البكالوريوس في الآداب ثم على الدكتوراه في الفلسفة سنة 1955 بجامعة بوسطن.رمت به الأقدار في مجتمع أميركا الذي كان آنذاك غارقا في مستنقع عنصرية اللون لا بل كانت هي الهواء الذي يتنفس به الرجل الأبيض وكان يتألم كثيرا وهو يرى أبناء جلدته يعاملون بأحتقار وأذلال ومهانة فالتفرقة كانت هستيرية وبكل مفاصل الحياة من المدارس الى المقاعد في وسائل النقل وفي الشوارع والأماكن العامة ودوائر الدولة وحتى الاطفال يمنع الأختلاط فيما بينهم وكانوا يصفونهم بكل الأوصاف القذرة والبذيئة والتبخيسية التي تضعهم في خانة الحيوانات لا البشر.ولم يكن يعرف لماذا هذه العنصرية المقيتة والبغيضة التي حججها واهية لا أصل لها في الدين ولا في الاخلاق ولا في الأنسانية .إن تراكمات هذا الواقع المرير والسيناريو المأساوي الذي عاشه مارتن لوثر كنغ في طفولته فجر في أعماقه روحه الحزينة وذاته الجريحة لتنتفض على هذا` الوضع القائم ولتغير هذه الحال اللاأنسانية واللاأخلاقية مستلهما مبادئ وقيم رب المجد ورئيس السلام السيد المسيح والسير على خطى غاندي زعيم اللاعنف لتحقيق أهدافه في الأخوة والمساواة ونيل الحقوق السياسية والمدنية قد تكون المهمة شاقة جدا في أول الأمر لكنها ليست مستحيلة فبالأيمان العميق والأرادة الحرة القوية والرجاء نستطيع قطف ثمار النجاح وكانت الطرق السلمية هي الأشارات الضوئية للمطالبة بحقوقهم.
بدأت شرارة نضاله عندما ألقي القبض على السيدة "روزا باركس" عندما رفضت أعطاء مقعدها لرجل أبيض كما كانت العادة جارية لذلك أتهمت بمخالفتها القوانين .وبعد ذلك دعا الى مقاطعة شركات الحافلات وتأثر ذلك على إيراداتها ثم عاد ليطالب بحق الأنتخاب "أعطوني حق الأنتخاب" ونجح في ذلك وتم تسجيل خمسة ملايين من الأميركان السود في سجلات الناخبين.لقد تحقق حلمه وأنتهت التفرقة العنصرية في اليوم الذي فاز فيه باراك أوباما بالأنتخابات الرئاسية منذ 20 يناير2009 .وتم اعتقاله أكثر من مرة وأطلق سراحه لأنهم لم يجدوا سند قانوني لذلك ومنعوا المظاهرات والأحتجاجات وقاموا بضرب المتظاهرين واطلاق الكلاب البوليسية عليهم لكن رغم هذه الاساليب العنيفة من طرف الحكومة لأخماد الثورة باءت كل محاولاتهم بالفشل فالسهم الذي خرج لن يرجع والرصاصة التي انطلقت لا تعود والثورة في طريقها الى التقدم لا التقهقر.وتم اغتياله في ولاية ممفيس في مساء الرابع من أبريل 1968 بطلقات اطلقها أحد المتعصبين يدعى جيمس ارل راي وحكم على القاتل 99 سنة.هكذا أنتهت حياة مارتن لوثر كنغ المليئة بالكفاح ضد الظلم و النضال ضد كل شئ يشوه أنسانية الأنسان .أن الذي قتله ذهب الى مزبلة التاريخ ولم يدر بخلده أن أفكار ومبادئ مارتن لوثر كنغ أصبحت خالدة ومن حق جميع الناس في مشارق الأرض ومغاربها وسيكون رمز ونموذج لكل الاجيال في محاربة الظلم والطغيان والعنصرية بالوسائل السلمية بدون إراقة دماء.
مقتطفات من" لدي حلم"خطبة مارتن لوثر التي ألقاها عند نصب لنكولن التذكاري في 28 أغسطس 1963 حيث خطب في 250000 من مناصري الحقوق المدنية وبينهم 60000 من البيض.وهو المكان الذي تم تكريمه من قبل الأميريكيين بأقامة نصب تذكاري له بالقرب منه مع بعض اقواله البليغة:
لدي حلم بانه في يوم ما على تلال جورجيا الحمراء سيستطيع أبناء العبيد السابقين الجلوس مع أبناء أسياد العبيد السابقين معا على منضدة الأخاء.
عندي حلم بأنه في يوم ما سيعيش أطفالي الأربعة بين أمة لا يحكم فيها على الفرد من لون بشرته إنما من ما تحويه شخصيته.
دعو الحرية تدق وعندما يحدث ذلك عندما ندع الحرية تدق من كل قرية ومن كل ولاية ومن كل مدينة سيكون قد أقترب هذا اليوم عندما يكون كل الأطفال الذين خلقهم الله :السود والبيض اليهود والغير يهود الكاثوليك والبروتستانت قد أصبحوا قادرين أن تتشابك أيديهم.وسينشرون كلمات أغنية الزنجي الروحية القديمة "أحرار في النهاية"شكرا يا رب العالمين نحن أحرار في النهاية.
عندي حلم إنه في يوم ما ستنهض هذه الامة وتعيش المعنى الحقيقي لعقيدتها الوطنية بأن كل الناس خلقوا سواسية.
1 –إذا لم يجد الأنسان ما يضحي من اجله فهو لا يستحق العيش.
2-الأيمان هو أن تأخذ الخطوة الاولى حتى لو لم تستطيع رؤية الدرج كله.
3-لا يستطيع أحد ركوب ظهرك إلا إذا انحنيت.
4-الظلم في مكان ما يمثل تهديدا للعدل في كل مكان.
5- ليس السلام هدفا بعيدا نسعى إليه بل كذلك وسيلة نصل بها الى هذا الهدف.
6-لقد تخطت قوتنا العلمية قوتنا الروحية فنحن نملك صواريخ موجهة ورجالا غير موجهين .
-حصل مارتن لوثر كنغ عام 1957 على ميدالية "سينجارن"والتي تمنح سنويا للشخص الذي يقدم مساهمات فعالة في مواجهة العلاقات العنصرية.
-حصل على لقب رجل العام من مجلة "التايم"الأميريكية عام 1963 نتيجة لجهوده في الدفاع عن الحرية والمساواة.
-حصل على جائزة نوبل للسلام لدعوته الى اللاعنف 1964 .
ويعد يوم الأثنين الثالث من كل شهر يناير "تقريبا موعد ولادته" عطلة رسمية في الولايات المتحدة الاميريكية.
www.Emmanuell-alrikani.blogspot.com


غير متصل lucian

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3345
    • مشاهدة الملف الشخصي
تحية للكاتب

انا سادخل في الموضوع مباشرة واكتب اعتراض مباشر بشكل سؤال:

لماذا خلال التاريخ السياسي للكرة الارضية  لا نملك اشخاص عديدين مثل مارتن لوثر كنغ  وغاندي؟ هل السبب لانهم كانوا الشخصين الوحيدين الجيدين في هذا العالم؟

هناك اشياء مهمة يتم تجاهلها. يعني ان نجاح مارتن لوثر كنغ  وغاندي لم يكن متعلق بهما لوحدهما. اي ان نجاحهما لا يعود كله الى حكمتهم وطريقتهم السلمية.  اذ هناك جانب اخر يتم نسيانه. هذا الجانب يقع تماما في الجانب الاخر.

مارتن لوثر كنغ نجح لانه كان هناك دستور امريكي عظيم يسمح بالخروج بالتظاهرات ويعترف بحقوق كل شخص. العنصرية في امريكا لم يكن الدستور الامريكي يدعمها , بل العكس, العنصرية كانت تقف بتضاد مع الدستور الامريكي. ولكن الدستور لم يستطيع اجبار كل وجميع البيض من عدم ممارسة العنصرية ولكن الدستور ساعد على التخلص من العنصرية.

بالنسبة الى غاندي فهو نجح ليس لانه فقط كان انسان حكيم تستمع الناس له وانما لانه كان هناك ايضا تقدم في الهند نتج من تطوير البريطانين للمجتمع الهندي ومن جانب اخر كان هناك محاكم بريطانية ودساتير يتم احترامها وهي كلها ساعدت غاندي في نجاحه-

 بدون هكذا محاكم ودساتير فان غاندي كان سيفشل في تحقيق اي شئ سلميا وكذلك مارتن لوثر كنغ .

بما معناه انه اذا كان النجاح يعتمد فقط على جهود اشخاص محددين لوحدهم اذن لماذا لا نرى تكرار هكذا محاولات؟ لماذا لا نراها في الشرق الاوسط مثلا؟

الامور ليست بهكذا بساطة.. ولا ادري لماذا يتم اخذها بهكذا بساطة. هذا الدور البريطاني والامريكي في وضعهم لهكذا دساتير ومؤوسسات قضائية وقيامهم بتغيرات اجتماعية يجب احترامه ايضا.

لو كان مارتن لوثر كنغ او غاندي في بلد اخر مثل كوريا الشمالية او الصين او العراق او سوريا لتعرضوا الى القتل منذ اليوم الاول.