المحرر موضوع: هربا من دوامة العنف: (طبيب الحي) الأمل الوحيد للمرضى في بغداد.. أطباء وممرضون فتحوا عيادات داخل منازلهم.. والسكان يفضلونها  (زيارة 876 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل samir latif kallow

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 50554
    • MSN مسنجر - samirlati8f@live.dk
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني





هربا من دوامة العنف: (طبيب الحي) الأمل الوحيد للمرضى في بغداد.. أطباء وممرضون فتحوا عيادات داخل منازلهم.. والسكان يفضلونها


السبت 23/12/2006
بغداد (ا.ف.ب) - مع تصاعد العنف الطائفي وتردي الوضع الامني وحظر التجول الليلي في العاصمة العراقية، تعاني العائلات البغدادية من مشكلات كثيرة من بينها صعوبة معالجة الاطفال لدى تعرضهم لوعكة. ولم يكن البديل الا «طبيب الحي» الذي لا يتعدى في معظم الاحيان رجلا امتهن التمريض ويتقن بيع مواد طبية بسيطة ومعالجة الجروح وختان الصبيان.
ويقول ابو عقيل (58 عاما) الذي امضى الجزء الاكبر من حياته في مهنة التمريض في وزارة الدفاع المنحلة «ابيع الادوية وأقوم بحقن المرضى عند الحاجة وأحيانا اصف العلاج لزواري». ويؤكد انه يقدم «وصفات طبية دون مقابل مالي بل من اجل بيع الدواء فقط». ويمارس ابو عقيل عمله في غرفة صغيرة اقتطعها من واجهة منزله الذي يقع في احد الاحياء الجنوبية لمدينة بغداد.

وبالمثل تستقبل ابنته الكبرى التي تدربت على حقن المرضى ووصف الدواء من والدها، النساء داخل المنزل ليضمن ابو عقيل تقديم خدماته الطبية للجميع.

ويعود ذلك على اسرة عقيل بمورد مالي جيد اذ يزور «عيادته» المتواضعة عشرات المرضى من الجنسين يوميا. ويتقاضى ابو عقيل واقرانه عند حقن المريض 750 دينارا (حوالى خمسين سنتا) بينما تبلغ اسعار معظم الادوية التي يقدمها لزبائنه اكثر قليلا منها في الصيدليات الرسمية. لكن الناس يشترونها لأنهم يفضلون تجنب المغامرة بالسير في شوارع خطيرة للوصول الى الصيدليات.

وفي حي المنصور الراقي غرب بغداد، فتح الطبيب حسين العوادي الاخصائي بالامراض الباطنية والأطفال عيادته في غرفة الضيوف في منزله ليستقبل مرضاه بعد ان ترك عيادته التي كانت تقع في احد الشوارع الرئيسية بجانب الكرخ (غرب نهر دجلة) لتعرضه لاعتداءات متكررة اخرها خطفه وإرغامه على دفع فدية لإطلاق سراحه.

ويقول العوداي «استقبل المرضى في منزلي منذ ستة اشهر لسوء الاوضاع الامنية. حتى المرضى يشعرون بأمان اكثر في المنزل منه في عيادات تقع على شوارع عامة». وأعرب عن اسفه لان «هؤلاء الارهابيين لا يدركون ان اطفالهم وعائلاتهم قد تحتاج لطبيب يعالجها يوم ما». وتفتح الصيدليات الرسمية وعيادات الاطباء في مدينة بغداد ابوابها من منتصف النهار حتى قبيل المساء، ولا وجود لها الا في الشوارع الرئيسية للاحياء.

ويتقاضى الطبيب العام حوالي خمسة الاف دينار (حوالى اربعة دولارات) لدى فحصه مرضاه بينما يبلغ اجر الطبيب الاخصائي اكثر من ثلاثة اضعاف هذا المبلغ. ويقدم ابو مروة (48 عاما) الذي فتح «عيادته» الصحية في منزله في مدينة الصدر (شرق بغداد)، بعد خبرة اكتسبها من عمله في التمريض بوزارة الصحة، خدمات طبية وادوية باسعار تنافسية. فهو يقوم بحقن امصال مضادة لمرض الانفلونزا ويقدم عقاقير لعلاج هذا المرض مقابل 1500 دينار (قرابة دولار واحد فقط)، حسبما اكد مرضاه. وفي الوقت نفسه، يقوم عدد كبير من العراقيين بالاستعانة بخبرات متوارثة في الاعشاب الطبية التي تباع في محال تجارية، يطلق عليها العراقيون «العطارة». كما يستقبل الطبيب حافظ عبد الاحد (44 عاما) وزوجته الطبيبة مرضاهما في اي وقت يوميا في منزلهما في حي الزعفرانية (جنوب) ما يمكن العائلات من زيارة عيادته وهي غرفة جلوس العائلة.

ويقول عبد الاحد الذي يستقبل صباحا ومساء عشرات المرضى معظمهم من الاطفال «العمل في المنزل متعب ولكنه اكثر امانا». وأمام منزل المعاون الطبي ابو سعد (51 عاما)، الذي خصص احدى غرف منزله الواقع في حي الامين (جنوب شرق) لاستقبال مرضاه، كان ابو علاء يحمل بين ذراعيه ابنه المريض البالغ من العمر ثلاثة اعوام ويهم بالدخول.

وقال ابو علاء ان «وجود الممرضين في الاحياء السكنية سهل لنا الحصول على الدواء ومعالجة اطفالنا». وأضاف «من الصعب حمل الأطفال الى عيادات الاطباء في الشوارع الرئيسية التي تتكرر فيها الانفجارات». ولم يفلت الأطباء العراقيون، مثلهم مثل استاذة الجامعات والفنانين والرياضيين، من عمليات العنف. وطبقا لارقام نشرتها وزارة الصحة العراقية في فبراير (شباط) الماضي، قتل 61 طبيبا واصيب ثلاثون آخرون في اعمال عنف. وتستقبل المستشفيات في مدينة بغداد يوميا عشرات الضحايا جراء اعمال العنف وانفجار عبوات ناسفة وسيارات مفخخة حتى اصبح من الصعب زيارتها من قبل المرضى بسبب الإجراءات الأمنية المشددة حولها. [/b]

 
 
 
   
 
  http://www.akhbaar.org/wesima_articles/index-20061223-22546.html
 
مرحبا بك في منتديات



www.ankawa.com