المحرر موضوع: تساؤلات حول أوضاع مسلحين مشتبه فيهم يقبعون في سجون كردستان العراق  (زيارة 1662 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Sabah Yalda

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 32867
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي


تساؤلات حول أوضاع مسلحين مشتبه فيهم يقبعون في سجون كردستان العراق[/color][/size][/b]


السليمانية: سي. جي. شيفرز*
بدأ نزلاء السجن إضرابهم بنداء غاضب «الله اكبر !»، حيث هتف 120 صوتا. وقد مدوا اذرعهم عبر القضبان المعدنية ومزقوا الستائر والقطع البلاستيكية التي تغطي النوافذ التي تواجه فناء السجن. وكانت وجوههم معرضة للضوء.
تجمع حراسهم الأكراد مستعدين للسيطرة على عملية هروب من السجن. لم تكن هناك عملية هروب؛ فالسجناء لم يكونوا قادرين إلا على اقحام أسرتهم امام البواب وحماية أنفسهم وهم في الزنازين. وقالوا، في شكاواهم، انه لا يسمح لهم بالحصول على القرآن. ومؤونتهم قليلة وغالبا ما تكون متعفنة. وفي بعض الأحيان يتعرضون الى الضرب على يد الحراس، وقد اختفى عدد من النزلاء، وحرم السجناء من المحاكمات أو انهم بقوا فترة تزيد على محكومياتهم، ويواجهون إهمالا قانونيا في المنطقة التي يتحكم بها الأكراد في العراق.

وتضخم عدد السجناء ليشمل على الأقل مئات عدة من المسلحين المشتبه فيهم، ومع ذلك ليس هناك نظام قانوني لتحديد مصائرهم. ولهذا فالسجناء ينتظرون من دون أن تكون هناك خطة لمعالجة أوضاعهم.

وتقول الحكومة الكردية التي تعتقل السجناء إنهم خطرون، وتشير الى أن السجن يضم رجالا انضموا الى التدريب على حرب عصابات الارهابيين في العراق او أفغانستان. ولكنها تواجه عوائق الميزانية المحدودة وأماكن ضيقة للسجناء فضلا عن المشاكل القانونية. وقال العميد سركوت حسن جلال، مدير الأمن في السليمانية «لم نجر محاكمات لهم. ليس لدينا قانون لمكافحة الارهاب، وكل قانون يمكن ان نقره لن يؤثر عليهم لأنه لن يكون له أثر رجعي».

ويشكل كثير من السجناء خطرا. غير ان آخرين يقولون إنهم أبرياء. ويقول مسؤولون أكراد ان لديهم قدرات محدودة لحل قضايا السجناء. وقال العميد حسن نوري، المسؤول الأمني الكردي عن السجون في شمال شرق العراق، ان السجناء في حالة تشبه حالة سجناء خليج غوانتانامو. وقال «لا نستطيع أن نطلق سراحهم، وسنبقيهم في السجن طالما تطلب الأمر ذلك».

وعدد السجناء غير واضح. وفي هذا السجن الذي تديره مؤسسة أمنية محلية في قاعدة عسكرية كردية في ضواحي السليمانية يوجد 120 من المسلحين المشتبه فيهم. وقالت هانية المفتي، الباحثة في «هيومان رايتس ووتش» والتي أجرت تحقيقا بخصوص ظروف السجن وأوضاع السجناء، ان هناك ما يقرب من 2500 سجين تعتقلهم مؤسسات الأمن التابعة للحزبين الكرديين الحاكمين. وتقدر ان ثلثي هؤلاء السجناء متهمون بالمشاركة في التمرد. وقالت المفتي إنها حثت الزعماء السياسيين الأكراد على تشكيل لجنة مستقلة لمراجعة قضايا المتهمين بالتمرد.

والزنازين الأربع الظاهرة هنا والتي تبلغ مساحة كل واحدة منها سبع ياردات في ثمان، يوجد في كل واحدة منها 30 سجينا. ويشترك النزلاء بمرحاض على الأرض في قاعة خارج الزنازين. وقد صاح احد النزلاء على اثنين من الصحافيين عبر القضبان، قائلا «أوقفوا عداءكم للاسلام، وإلا سنقتلكم!».

وقال جلال متحدثا من زاوية تطبيق القانون، إن الأماكن القريبة والغضب الجلي قد جعل من كثير من السجناء أكثر تطرفا، ومن السجن عشا للمسلحين.

ويلقي السجناء باللوم على الأكراد. وعندما بدأ الاضطراب دفع أحد السجناء، وكان خارج الزنزانة للقاء احد افراد عائلته، الى موقع للحراسة وترك مع اثنين من الصحفيين. وقال الرجل، واسمه احمد يونس، 34 عاما، من كركوك، انه محتجز هنا منذ عامين من دون أن توجه له تهمة. وقال انه احتجز فترة قصيرة من جانب الجيش الأميركي ثم سلم الى الأكراد. وخلفه على جدار غرفة الحراسة علقت قطعتان من الكيبل الكهربائي الثقيل؛ وهي أداة شائعة تستخدم في عمليات الضرب. وقال أحمد إن الأميركيين تعاملوا معه بلطف واستجوبوه بأدب وقدموا له الطعام والعصير. ولكن منذ ان نقل الى السجن الكردي تعرض، حسب قوله، الى التعذيب بما في ذلك وضع السرير فوقه والضغط بأثقال عليه وسحب ذراعه من جانب الحراس. وقال إنه رجل دين وشقيقه من المسلحين. وقال انه لا يعرف سبب وجوده هنا، كما هو حال الآخرين الموجودين هنا.

وقال أحمد جمال، 24 عاما، انه مواطن استرالي وهو محتجز دون توجيه تهمة له منذ ان اعتقل على يد السلطات الكردية في أغسطس(آب) 2004. وقصة رحلة جمال الى السجن تبدو غريبة، حيث السلطات الكردية تقول إنه جاء الى العراق لينضم الى المسلحين، وهو موضوع يتملص جمال من الحديث عنه. وقال انه اعتقل وهو يعتزم التوجه الى الأردن في منطقة الموصل من جانب الأكراد، مشيرا الى انه لم يذهب بالطائرة الى الأردن لأن الحكومة الأردنية تعتبره إرهابيا، وهو ما نفاه. وعندما سئل كيف انتهى الى الموصل، التي هي ليست على الطريق الى الأردن من بغداد، قال «خططي تغيرت».

وقال سجين آخر هو حقي اسماعيل إبراهيم، العراقي العربي الذي كان قد تدرب مع طالبان في افغانستان قبل هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 على الولايات المتحدة، انه محتجز دون توجيه اتهامات له منذ خمس سنوات. وقال ان ما يتراوح بين 10 الى 15 سجينا اختفوا، ويخشى ان يكونوا قد أعدموا. وكان احد السجناء المختفين، واسمه قصي ابراهيم خضر، قد اعتقل عام 2002 بعد محاولة اغتيال برهم صالح، وكان عندئذ رئيس وزراء حكومة كردستان في السليمانية، وهو الآن نائب رئيس الوزراء في الحكومة العراقية.

وفي وقت لاحق قال صالح إنه يريد إنقاذ حياة خضر كجزء من مثال على احترام الحياة في بلد عانى من العنف المنفلت في ظل حكم صدام حسين.

* خدمة «نيويورك تايمز»


http://www.asharqalawsat.com/details.asp?section=4&issue=10256&article=398852[/font]
مرحبآ بكم في منتديات عنكاوا كوم