المحرر موضوع: دعاء العقل  (زيارة 4848 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عبدالمنعم الاعسم

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 788
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
دعاء العقل
« في: 02:08 18/08/2005 »
دعاء العقل
 

عبدالمنعم الاعسم
[17-08-2005]

من زاوية معينة يبدو ان الحال العراقي لا يشجع على التفاؤل، فهو يخرج من دوامة ليدخل في دوامة اخرى:الكل مضطرب.. الكل قلق..الكل يحسب حصته مما يجري ويحتسب على حصته مما يجري، لكن القليل مَن يبحث عن الحلقة الرئيسية التي من شأنها تطبيع الاوضاع، وعن الوسيلة الناجعة لوضع المسيرة السلمية الدستورية على سكة السلامة، وعن اللغة المناسبة لاحتواء المشهد وتفسيره وتضميده، وعن المفتاح المناسب لابواب الثقة والاطمئنان بين اللاعبين والفرقاء، ولهذا القليل من اللاعبين دَين العراق حين يعبر الى ضفاف السلامة.

اقول: الكل، ولا احسب لعصابات الردة حساب هنا، ذلك لأن مشروعهم قائم على مفردات الظلال والموت، ولأنهم معنيون في المقام الاول بما يشيع الاضطراب، ويفاقم الخوف، ويرهن البلاد الى الدوامة، وبما يفتح جروحها ويطلق نواحها، وهي مطلوبه للوقوف في صف الوحوش.زمطلوبة للقصاص.

ومن تلك الزاوية المحيّرة، يشهق خيط العقل من بعيد بوصفه قارب النجاة بعد الحيرة، ومؤشر السلامة بعد الضياع، وسبيل التطبيع بعد الاضطراب، وهو المفتاح والجسر والاطار، وهو البديل للمخاشنة والملاسنة والطعان..على قول المتنبي العظيم

الرأي قبل شجاعة الشجعان............ هو اول وهي المحل الثاني

ولربما طعن الفـتى اقـرانه ........... بالرأي قبل تطاعن الاقران

والعقل في اللغة: الحبس والقيد، وقد سُمي عقلا لأنه يعقل صاحبه، أي يحبسه عن المغامرة غير المحسوبة النتائج، ويردعه عن التورط في المهالك، ويتحدث فيثاغورس عن العقل بالقول انه الوقوف عند مقادير الاشياء قولا وفعلا، وتشير الامثال الى ان " مَن لم ينفعه عقله ضرّه جهله"ونقل عن مسلم بن عقيل قوله:"رأس العقل مداراة الناس" ويقال، سعادة الرجال انما تتمثل في عقلهم، ويؤكد افلاطون ان"العقل هو النظر في العواقب" ويقول سقراط "لو صُوّر العقل لأضاء معه الليل ، ولو صُوّر الجهل لأظلم معه النهار".

وجاء في مؤلَف (رقائق الحلل في دقائق الحلل) عن العقل والجهل، ان للعقل مفاصل كمفاصل الجسد، فرأسه وعينه البراءة من الحسد، واذنه التفهم، ولسانه الصدق، وقلبه صحة النية،، ويده الرحمة، وقدمه السلامة، وسلطانه العدل، ومركبه وسلاحه لين الكلام، وسيفه الرضا، وفرسه المصالحة، وسهمه التحية، ورمحه التوقي، وجعبته المداراة، ودرعه مشاهد الحكماء، وماله الادب، وحربه المكائد، وذخيرته اجتناب الذنوب، وزاده المعروف. واضاف " من اخلاق العاقل عشرة : الحلم والعلم والعفاف والصيانة والحياء والرزانة، ولزوم الخير، والمداومة عليه، وبُغض الشروأهله، وطاعة الناصح وقبول قوله".

الآن، نستطيع ان نعرف عدد العقلاء في قاربنا الذي تتقاذفه الامواج، فمن يحصي لنا عدد الجهلاء، ممن وضعهم حضنا العاثر في هذا القارب؟.

ـــــــــــــــــــــــــ

..وكلام مفيد

ـــــــــــــــــــــــــ

" اي وطن هذا؟ يعبره المارة والارذال، واجلاف البدو، يقيمون مضاربهم فيه ولا يرتحلون.".

كريم كاصد

....................
aalassam@hotmail.com[/size]